احتضنت قاعة الاجتمات "خميس ترنان" بالمركب الثقافي الشيخ إدريس مساء اليوم أمسية ثقافية احتفاء بالكاتب الواعد الشاب محمد علي الطوزي ، بحضور مدير المركب الثقافي بشير القمودي وعدد من المثقفين والمبدعين ، إثر نشر أول أقصوصة له "طواف القيامة" ضمن كتاب مشترك ، بعنوان "إنا نقص عليك فلا تشقى" ، والصادر سنة 2024 عن دار ليالي الجازية للنشر والتوزيع .
ورغم تعدد النصوص بالكتاب ، ورغم قيمة الأسماء المشاركة في الكتاب ، وثراء تجربة معظمهم في الكتابة ، فقد أجمع الحاضرون في هذه الندوة الفكرية على أن قصة "طواف القيامة " لتلميذ البكالوريا الشاب محمد علي الطوزي تعد مركز الثقل في هذا الكتاب ، باعتبارها عملا إبداعيا استوفى جل شروط كتابة الاقصوصة من جهة ، وكشف عن مقدرة فائقة في الكتابة جمعت بين سلاسة اللغة وعمق الفكرة ، ودقة الوصف ، وهو ما جعل النص ينبض بالحياة ، فضلا عن كشفه عن سعة اطلاع صاحبه رغم سنه ، وهو ما يضعنا أمام كاتب واعد سيكون له شأن مثلنا جاء في كلمة الشاعر والأستاذ شمس الدين الغانمي ، وأما الشاعرة ابتهال بن الحسين فقد ذكرت في قراءتها ل"طواف القيامة" أنها "تنقل تجربة إنسانية عميقة حول البحث عن الهوية والمعنى في عالم يسوده الفراغ واللامبالاة ، وتسلط الضوء على كيفية تصارع الفرد مع مشاعره وأفكاره في مواجهة بيئة ضاغطة :
1/ الوجودية والعزلة: يعكس إلياس (بطل القصة)، كأمين مكتبة، شعورًا بالعزلة والفراغ في عالم تحكمه القيم السطحية. يمثل هذا التناقض بين المعرفة والفهم الحقيقي ويظهر كيف أن الأجيال الجديدة قد تبحث عن "النجاة" في عالم مليء بالتحديات.
2/ البحث عن المعنى: تتضمن القصة تأملات في مفهوم النجاة والمعنى، حيث يُظهر إلياس كيف أن النهاية أو الخلاص قد تكون نتيجة لكارثة مما يعكس فلسفة القلق الوجودي التي تميز العديد من الأدب الحديث.
3/ الجنون كوسيلة للتعبير: يتحول إلياس من حالة من الاحتقار إلى حالة من النشوة مما يعكس الفكرة الفلسفية بأن الجنون قد يكون طريقًا للوصول إلى حقيقة عميقة أو ربما إلى فهم أعلى للوجود.هذه التحولات يمكن أن تُفسر على أنها تعبير عن التجربة الإنسانية في مواجهة اللامعنى.
4/ الفن كوسيلة للتغيير: تبرز الفنون من خلال إلياس كوسيلة للتعبير عن الرفض والثورة على القيم التقليدية. يظهر كيف أن الكلمة المكتوبة والفن يمكن أن يكون لهما دور فعال في إعادة تشكيل الوعي الجماعي.
5/ الصراع بين القديم والجديد: تتجلى هذه الفكرة في تناقض الكتب القديمة والحديثة مما يشير إلى صراع الأجيال والأفكار.
يمكن اعتبار إلياس رمزًا للجيل الذي يسعى إلى كسر القيود وابتكار مفاهيم جديدة" .
وختمت كلمتها بالقول :
إن هذا المبدع الشاب ، مثال يحتذى ،" ولن نخاف على جيل يبحث ويفكر من خلال الكشف عن التعقيدات التي تواجه الإنسان الحديث والتحديات التي تعترض سبيل البحث عن المعنى والخلاص . إنه ليس مجرد سرد قصصي بل رحلة تأملية وجودية في عالم مليء بالصراعات والبحث عن الحقيقة".
منصور غرسلي