منذ عودته إلى البيت الأبيض في جانفي الماضي، أعلن الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية على شركائه التجاريين الرئيسيين، بينهم الصين وكندا والمكسيك، معتبرا أن تعاونها في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية والمخدرات، خصوصا الفنتانيل، غير كاف.
تراجع التضخم في الصين خلال فيفري للمرة الأولى منذ 13 شهراً...
والصين تعد الدولة التي تسجل سلعها أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة.
وبعد فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية الواردة، قرر ترامب في 3 مارس زيادتها إلى 20%.
وأعربت الصين على الفور عن "استيائها البالغ" وأعلنت فرض رسوم مماثلة على منتجات زراعية أميركية اعتبارا من الاثنين.
الرسوم تستهدف القاعدة الانتخابية لترامب
وتبلغ نسبة هذه الرسوم 15% على منتجات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأميركية الواردة إلى الصين، و10% على سلع أميركية أخرى مثل الذرة البيضاء والصويا ولحم الخنزير والبقر والمنتجات البحرية والفاكهة والخضار ومشتقات الحليب.
ويرى خبراء أن هذا الرد الصيني يستهدف القاعدة الانتخابية للملياردير الجمهوري، مع إبقائه معتدلا ليفسح المجال أمام احتمال إبرام اتفاق تجاري.
وتفاقم هذه التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الصعوبات التي تواجهها السلطات الصينية من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد الذي يشهد تباطؤا في الاستهلاك وأزمة في قطاع العقارات وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.
رياح معاكسة
ومن المتوقع أن تشكل الرسوم الجمركية التي قررتها واشنطن ضربة قاصمة للصادرات الصينية التي ساهمت بشكل كبير في نمو العملاق الآسيوي العام الماضي.
ويرى خبراء أن تبعات التدابير الأميركية قد لا تظهر على الفور.
كما أن الصادرات الصينية تباطأت بالفعل في جانفي وفيفري بشكل واضح إلى 2.3% على أساس سنوي، مقابل 10.7% في ديسمبر.
واوضح تشيوي تشانغ، رئيس وكبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول، أنه "بما أن الصادرات تواجه خطر التراجع بسبب الحرب التجارية الوشيكة، فإن السياسة المالية يجب أن تصبح أكثر استباقية".
بيئة خارجية معقدة
مع استمرار المواجهة التجارية بين بكين وواشنطن، تستضيف الصين حاليا "الدورتين السنويتين"، الحدث السياسي الرئيسي لهذا العام والذي يجمع في العاصمة آلاف النواب من جميع أنحاء البلاد.
كشف رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمة أمام مجلس الشعب الأربعاء، عن استراتيجية الحكومة الاقتصادية لعام 2025، مشيرا إلى "بيئة خارجية معقدة بشكل متزايد".
وحدد لي هدفا للنمو السنوي يبلغ "حوالى 5%"، وهو مماثل لمعدل 2024.
المصدر: العربية.نت