"يا غزة أنا بروحي معاكي، ولو بلاكي الدنيا جنة، ما انوجع بحرك يا روح الروح، انوجعنا احنا، نسقط إن سقطت، ولن تسقط، لا ولن نسقط ما دمنا باقون صبّا كنهر الغيظ" كلمات من أغنية "يا غزة" التي رددتها عشرات الحناجر ليلة أمس الخميس داخل مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، خلال حفل الفنان الفلسطيني الشاب Big Sam. 
هذا الحفل قبل الأخير ضمن العروض الكبرى لأيام قرطاج الموسيقية في دورتها العاشرة، شهد حضورا جماهيريا غفيرا خاصة من فئة الشباب ومن الطلبة الفلسطينيين المقيمين بتونس ممن وجدوا في العرض متنفسا للتعبير عما يسكنهم من وجع وفخر في الآن ذاته فرددوا مع المغني كلمات مختلف أغانيه ورفعوا معه شعار "الحرية لفلسطين". على مدى ساعة ونصف من الزمن أدى "بيغ سام" عددا من أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب على غرار أغنية "تواريخ"، المعروفة أيضا ب "سقط سهوا"، و "حيفا 1" و"حيفا 2" و "لو مرة بس" كما دعا أحد الفلسطينيين الحاضرين في الحفل، أصيل بيت لحم، للمسرح لمشاركته الغناء والتعبير عن دعمهما لشعبهما من تونس.
يمتاز "بيغ سام" بأسلوب فني خاص إذ نجح في خلق عالم موسيقي فريد يمزج بين الموسيقى الالكترونية الشبابية الصاخبة والكلمة الغنائية الملتزمة بقضايا شعبه وجيله من الشباب الذين وجدوا في كلماته تعبيرا عن وضعهم الاجتماعي والنفسي. طغى على الحفل جو من العفوية والحميمية فلم يقف تواصل الفنان مع الجمهور عند حدود الغناء وإنما شاركهم قصصا ذاتية حول مساره كفنان منذ سنوات قليلة كان يطمح للغناء خارج جدران غرفته الضيقة ليجد نفسه اليوم أمام جمهور غفير في دولة يزورها للمرة الأولى ولكن سمع عنها وعن دعم شعبها لفلسطين كثيرا.
لم يكن عرض "بيغ سام" عرضا فنيا مبرمجا من أجل متعة الجمهور فقط وإنما هو يعبر أيضا عن دعم تضامن تونس مع فلسطين وهو ما عبرت عنه مقدمة الحفل أثناء اعتلاء المطرب المسرح.
وللإشارة فإن الشعب الفلسطيني يعيش على مدى أكثر من سنة على وقع حرب إبادة انطلقت في 7 أكتوبر 2023 وتواصلت إلى الشهر الحالي لتسقط عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والجرحى ومن المفترض أن تتوقف هذه الحرب بموجب الهدنة التي انطلقت في 18 جانفي الجاري ومع ذلك واصلت قوات الاحتلال قصف عدد من المناطق الفلسطينية.
  وجدير بالذكر أن الدورة العاشرة من أيام قرطاج الموسيقية التي انطلقت يوم السبت الماضي ستختتم فعالياتها غد بعرض "شكام" الذي يجمع مواهب فنية من ثلاث بلدان وهي فلسطين وإيران وفرنسا.
 
المصدر: وات