في اليوم التاسع والعشرين من يونيو الماضي، حطت أجنحة الحرب على مدينة سنجة بولاية سنار، بعد أن اجتاحت قوات الدعم السريع المدينة إثر قصف مدفعي وجوي مدمر، تاركةً وراءها مدينة غارقة في الظلام.ومع انقطاع الكهرباء، توقفت عجلة الحياة تمامًا، فأصبح المواطنون معزولين وكأن العالم الخارجي قد أُغلق أمامهم، وغدا التواصل بين الناس مجرد حلم بعيد. في حين أصبحت الهواتف المحمولة بمثابة طوق نجاة، ليس فقط للتواصل، بل أيضًا لتحويل الأموال من المغتربين، وهي الشريان الذي يغذي الأسر ويمنحها بصيصًا من الأمل. لكن مع غياب الكهرباء، تحول شحن الهواتف إلى معضلة يومية تعاني منها كل أسرة في مدينة سنار، ما دفع السكان إلى البحث عن أي مصدر للطاقة، ولو كان ذلك عبر الأفران " المخابز "، حسبما أكد الصحفي نصر الدين عبد القادر الذي نزح إلى المدينة منذ عدة أشهر، فارًا من جحيم الحرب في الخرطوم الأفران.. نقطة التجمع والنجاةفمنذ ساعات الفجر الباكرة، يصطف الناس حاملين أجهزتهم وشواحنهم في انتظار فرصة شحنها أمام الأفران.إذ تحولت تلك الأماكن التي كانت سابقا مصدرًا لرغيف العيش، إلى محطة أساسية لتغذية هواتفهم بالطاقة. مع ذلك، يضع نقص