عقب أحداث الثورة الفرنسية التي أطاحت بحكم لويس السادس عشر وأسفرت عن اندلاع حروب الثورة الفرنسية بالقارة الأوروبية بداية من نيسان/أبريل 1792، وجدت الولايات المتحدة الأميركية، التي مضت بضع سنوات على استقلالها، نفسها بموقف صعب حيث مثلت الأخيرة دولة محايدة بهذا الصراع وعانت بالآن ذاته من تبعات الثورة الفرنسية وتأثيراتها على الاقتصاد والتجارة العالمية.وفي خضم هذه الأحداث العالمية، انقسمت الولايات المتحدة الأميركية بين الديمقراطيين الجمهوريين والفيدراليين. فبينما أيد توماس جيفرسون والديمقراطيون الجمهوريون التقرب من فرنسا، فضّل الفيدراليون بقيادة ألكسندر هاميلتون التحالف مع البريطانيين وعقد اتفاقيات تجارية معهم.خلافات أميركية بريطانيةإلى ذلك، فضلت بريطانيا عقد مفاهمة مع الأميركيين بهدف إبعادهم عن الفرنسيين. فمنذ العام 1793، لم تتردد بريطانيا في دخول حروب الثورة الفرنسية لتنظم بذلك للتحالف الذي كان قد تشكل لمواجهة الثوريين الفرنسيين ومنع انتشار التيار الثوري نحو العواصم الأوروبية الأخرى. وانطلاقا من ذلك، اتجهت بريطانيا لاعتماد سياسة المواجهة مع الأميركيين بهدف فرض شروطها عند إبرام أية