بينما تتعمق جراح السودان مع استمرار الحرب، يواصل المهنيون السودانيون معركتهم الخاصة، ليس فقط من أجل البقاء بل للحفاظ على شريان الحياة لمجتمع ينهار تحت وطأة الصراعات الدامية. فكل معلم يحاول تقديم دروس لطلابه وسط الدمار، وكل طبيب يعالج المصابين في مركز طبي مؤقت، وكل صحافي ينقل الحقيقة وسط المخاطر، يروي قصة مقاومة تُكتب بدموع الأمل والكفاح.في دارفور، يجلس المعلم أحمد علي في غرفة ضيقة مضاءة بشمعة، يحاول إعداد دروس لطلابه الذين شتتهم النزوح واللجوء. يتحدث بصوت يملؤه الإصرار قائلاً لـ"العربية.نت": "التعليم هو سلاحنا الوحيد لمواجهة هذا الجنون". لا تقتصر قصة أحمد على كونه معلمًا فحسب، بل هو رمز للكثيرين من المهنيين السودانيين الذين يتنقلون بين الحياة والموت في محاولة للحفاظ على ما تبقى من مجتمعهم.لكن هذه الحكايات ليست مجرد قصص فردية، بل هي جزء من أزمة أكبر. فالمعلمون في السودان، الذين كانوا في قلب التغيير أثناء الثورة ضد نظام البشير المُستبد، يواجهون اليوم تحديات غير مسبوقة.الرواتب متوقفة منذ أشهر طويلة، وما يُصرف منها لا يتجاوز 15 دولارًا شهريًا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية.