يعاني الجيش الإسرائيلي من حالة انهيار داخلي وروح منهزمة بشكل غير مسبوق، وفقًا لمقال نشره موقع “ماكور ريشون” العبري ورصده وترجمه “المساء برس”، حيث كشف عن تدهور حاد في القدرات العسكرية والمعنوية للجيش منذ الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي. وأكد الموقع أن هذه الحرب أوقفت جهود إقامة محور إقليمي بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج، بما في ذلك السعودية، وكان هذا المحور على وشك توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تنزف إسرائيل بشكل فعلي، إذ تضررت قدرتها على الردع بشدة. ويشير المقال إلى وجود نقص حاد في القوات المقاتلة لدى الجيش الإسرائيلي، مما يعزى إلى الخلافات حول المساواة في العبء، وكثرة الضحايا وارتفاع عدد الجرحى. منذ أكتوبر، سجلت القوات الإسرائيلية أكثر من 10,000 جندي مصاب جديد، مما يعكس أزمة حادة في الموارد البشرية. وتتجلى الاستنزافات أيضًا في انخفاض كبير في رغبة القادة في البقاء في الجيش الدائم، نتيجة العمليات المستمرة والصورة الفاشلة للجيش كمنظمة. تواجه فرقة شؤون الموظفين صعوبة في إيجاد حلول للأزمة التنظيمية الهائلة التي تعاني منها وحدات الجيش. وتنعكس الروح السيئة في الجيش الإسرائيلي أيضًا في الشك المتبادل بين القادة على جميع المستويات، بما في ذلك العلاقة المتوترة بين رئيس الأركان هرتسي هاليفي والمقدم أمير برعام، حيث لا يتحدث الاثنان مع بعضهما البعض إلا إذا كانا مضطرين لذلك. وأشار المقال إلى أن الحزن على أحداث الأشهر الأخيرة يبدو واضحًا على هاليفي نفسه، إلى جانب الشعور الكبير بالمسؤولية. ويكاد يكون هاليفي وحيدًا على رأس الجيش الإسرائيلي، بينما الشخص الأقرب إليه هو وزير الدفاع غالانت، الذي يعاني بدوره من الوحدة في الحكومة ومن عداء رئيس الوزراء نتنياهو والوزراء الآخرين له. وتعد هذه الأزمة الحادة في الجيش الإسرائيلي إشارة إلى انهيار داخلي وروح منهزمة، ما يثير تساؤلات جدية حول قدرة جيش الكيان على مواجهة التحديات المستقبلية، بعدم فشله في هزيمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفشله أيضاً في تحييد جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية.