حين يهان الأوفياء ويحترم الأقوياء هنا عدن | مقالات الكاتب | منصور بلعيدي_ ما نراه اليوم من "خضوع" الحكام العرب لأمريكا وإسرائيل، وتقديم الأموال الطائلة لهما دون أدنى اعتراض، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك مدى "تبعية" وخضوع الحكام العرب لقادة الغرب وتنفيذ أجنداتهم والوقوف معهم ضد شعوبهم التي يواجهونها ب"العنف" والطغيان دون هوادة، بينما يتحولون إلى حمل "وديع" بين يدي الغرب. كل ذلك يدل دلالة واضحة على أنهم مجرد أنظمة "وظيفية" لا علاقة لهم بالسيادة والكرامة والعزة، التي ينبغي أن يكونوا عليها كما كان أسلافهم من قبل يهزون العالم هزاً وتخضع لهم الدول الغربية طوعاً أو كرهاً. فجاء هؤلاء الضعفاء فعكسوا الآية. وهكذا نجد أن الحكام العرب يعبدون جلاديهم ويجلدون شعوبهم ويسومونهم سوء العذاب في معادلة غير متكافئة بل في منتهى الغرابة. وحينما لا تتحول الشعوب إلى ذئاب كاسرة تلتهم الحكام الخونة كما يلتهم الذئب فريسته، فستظل ترزح تحت نير الظلم والاستبداد والفساد، فتتحول إلى قطعان من البشر يسوقها الحكام تارة إلى الأعشاب وتارة أخرى إلى المجازر وهي خانعة ذليلة بين يدي جلاديها. وتحضرني في هذا المقام حكاية الذئب والكلب لما لها من معنى عميق الدلالة: قال الذئب معاتباً الكلب: - يا ابن العم، كيف وجدت بني البشر؟ = أجابه الكلب: عندما يحتقرون إنساناً منهم يصفونه بالكلب! - الذئب: هل أكلت أبناءهم؟ = الكلب: لا. - الذئب: هل غدرت بهم؟ = الكلب: لا. - الذئب: هل حرستهم من هجماتي عليهم؟ = الكلب: نعم. - الذئب: وماذا يسمون الشجاع الفطن؟ = الكلب: يسمونه ذئباً (مدحاً)! - الذئب: ألم ننصحك من البداية بأن تبقى ذئباً معنا؟! فأنا فتكت بأطفالهم ومواشيهم وغدرتهم مراراً، وهم يصفون أبطالهم بالذئب! عليك أن تتعلم أن بني البشر يعبدون جلادهم ويهينون من يكون وفياً لهم.