تعهّد أفراد الجالية التركية الكبيرة في برلين بطلاء المدينة باللون الأحمر، عندما يأتي منتخب بلادهم إلى العاصمة الألمانية لمواجهة هولندا، السبت، في ربع نهائي بطولة كأس أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) على الملعب الأولمبي. قال محمد علي سويلميس، البالغ من العمر 36 عاما ويدير ورشة لإصلاح الهواتف في منطقة كروتسبرغ ببرلين، "الأجواء ستكون مثل مباراة بيتية بالنسبة لنا". وتوقّع سويلميس، الذي دفع بنفسه 500 يورو لشراء التذكرة بعد فوز تركيا على النمسا (2-1) وبلوغ ربع النهائي، أن "معظم الجماهير في الملعب سيكونون من تركيا، وبالنسبة لنا نحن الأتراك، لا يهم حقا ما إذا كانت 100 يورو أكثر أو أقل. الشيء الرئيسي هو أننا في الملعب نحتفل بهذا اليوم". وسينضم إلى سويلميس في الملعب الأولمبي ببرلين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد أعلن الرئيس التركي حضوره المباراة وسط خلاف دبلوماسي متصاعد مع ألمانيا بشأن إشارة اليد القومية، التي احتفل بها المدافع التركي مريح ديميرال بهدفه الثاني في مرمى النمسا، في إشارة إلى جماعة "الذئاب الرمادية"، الممثلة سياسيا في حزب "الحركة القومية". هذه الإشارة تسببت في إيقاف ديميرال (الفرنسية) وأدان المسؤولون الألمان حركة اليد، وفتَح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تحقيقا بشأن "سلوك غير لائق"، مما دفع أنقرة إلى الرد على الاتهامات، ووصفتها بأنها "كراهية للأجانب". "نحن المضيفون" لكن المشجعين الأتراك تجاهلوا هذه المخاوف، قائلين إنهم يتطلعون فقط إلى حفلة لطيفة. تُعد برلين موطنا لأكبر جالية تركية خارج تركيا، حيث يعيش فيها اليوم ما يقرب من 200 ألف شخص من أصل تركي، أي 6% من سكانها، وينحدر العديد منهم من نسل "العمال الضيوف"، الذين تمت دعوتهم للعمل بموجب برنامج اقتصادي ضخم في الستينيات والسبعينيات. وتُعتبر مقاطعة كروتسبرغ على الخصوص مركزها الثقافي، وهي غنية بالمطاعم التي تبيع "دونر كباب" الشهير. وسيقوم مطعم قوارمة-كفتة، وهو مطعم تركي صغير له شرفة في أحد الشوارع الرئيسية التي تمر عبر الحي، بنقل المباراة على شاشة كبيرة، السبت.