دبي في 19 نوفمبر/ وام/ أكد المتحدثون في "منتدى دبي للمستقبل 2024" أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته الدولية، أهمية تعزيز تضافر الجهود وتنسيق البرامج والسياسات وتبادل المعارف والخبرات على المستوى العالمي لما فيه تصميم مستقبل أفضل للأنظمة الصحية والبيئية بما ينعكس إيجاباً على صحة الأفراد والمجتمعات واستدامة الموارد الطبيعية للكوكب.

وتطرقت الجلسات الحوارية التخصصية ضمن فعاليات المنتدى في "متحف المستقبل" بدبي إلى محاور رئيسية في مقدمتها مستقبل الأنظمة الصحية، ومستقبل الأنظمة البيئية.

وبحثت جلسات محور "مستقبل الأنظمة الصحية" في اليوم الأول آفاق "عالم استكشاف الأدوية في عصر الابتكار" و"كيف ستؤثر مدن المستقبل على صحتنا وأعمارنا؟" و"ماذا لو ارتبطت صحة المجتمعات بصحة الأرض التي يعيشون عليها؟"

وأكد المتحدثون في حواراتهم على أهمية الابتكارات الحديثة مثل الأجهزة القابلة للارتداء في تحسين الرعاية الصحية من حيث السهولة والفعالية، وعلى الصلة بين صحة الفرد والعوامل المجتمعية المؤثرة فيه وصحة البيئة التي يعيش فيها.

وفي نقاش "عالم استكشاف الأدوية في عصر الابتكار"، بحثت سارة شريف من "إكسباريمنتال سيفيكس"، وسعيد النوفلي، مدير العمليات في حاضنة الأعمال in5 ضمن مجموعة "تيكوم"، الفرص المستقبلية الواعدة في قطاع استكشاف الأدوية بالاستفادة من التقنيات المتقدمة لا سيما تحليل البيانات الضخمة والاستفادة من تعلّم الألة في البحوث العلمية والطبية والصناعات الدوائية القائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وقال المتحدثون إن تسريع وتيرة اكتشاف الأدوية بسبب جودة البيانات والنماذج المستخدمة، يمكننا من تصميم حالات مرضى افتراضيين لضمان وصول الأدوية إلى المرضى بشكل أكثر فعالية.

وأشار سعيد النوفلي إلى أن دولة الإمارات تحرص على احتضان الشركات الناشئة في قطاع الرعاية الصحية وتقديم كافة أشكال الدعم لهم لمواءمة أنشطتها مع متطلبات القطاع الحكومي، مما شجع العديد من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة وأوروبا لتأسيس مقرات لها في دولة الإمارات.

واستضافت جلسة "كيف ستؤثر مدن المستقبل على صحتنا وطول أعمارنا؟" الدكتور ماكوتو سوزوكي وكريستال بيرنيت من مركز أوكيناوا للأبحاث، وعلياء الملا، مؤسِسة مركز "لونجيفيتي ثينك تانك"، والدكتور راجيف أهوجا، من الجمعية الأمريكية للشيخوخة.

وقالت علياء الملا إن العمر الصحي المديد قضية ذات أولوية على أجندة الرعاية الصحية في دولة الإمارات، مشيرةً إلى أن الإمارات من الدول القليلة في العالم التي لديها إستراتيجية خاصة بالذكاء الاصطناعي، وتمتلك دبي خاصة ودولة الإمارات عامة الرؤية والإرادة السياسية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان.

وضمت جلسة "ماذا لو ارتبطت صحة المجتمعات بصحة الأرض التي يعيشون عليها؟" كلاً من الشيخ الدكتور ماجد القاسمي، الشريك المؤسس لمؤسسة "سوما ماتر"، والدكتورة جميلة محمود، المديرة التنفيذية لمركز صحة الكوكب في جامعة سنواي في ماليزيا، وأندرو زولي، الرئيس التنفيذي للأثر في مؤسسة "بلانيت لابز"، حيث ناقشوا ضرورة وجود كوكب سليم معافي لنكون قادرين على عيش حياة صحية.

وأشار الشيخ الدكتور ماجد القاسمي إلى أن قيادة دولة الإمارات رسخت ركائز مستقبل صحي لأجيال المستقبل من خلال إطلاق المبادرة الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

فيما ناقشت جلسات محور "مستقبل الأنظمة البيئية" عناوين وأسئلة محورية من مستوى "ماذا لو تمكّنّا من تعزيز قدرة البيئة على إنقاذ نفسها؟" و"حقوق الطبيعة وموقف المجتمعات والجهات التشريعية منها" و"دور الفطريات في تعزيز التوازن البيئي والصحة العامة".

وتحدث في جلسة "ماذا لو تمكّنّا من تعزيز قدرة البيئة على إنقاذ نفسها؟" الدكتورة ليف وليامسون من "ريفايف آند ريستور" التي قالت إن العالم فقد أكثر من نصف الشعاب المرجانية في السنوات الخمسين الماضية، بسبب تغير المناخ، والصيد الجائر والتلوث.

وشارك في جلسة "حقوق الطبيعة وموقف المجتمعات والجهات التشريعية منها" كلٌ من ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، رئيس مجموعة آسيا والمحيط الهادي الـ 25، والقاضي أشرف الكمال من المحكمة العليا في بنجلاديش، حيث شددا على ضرورة سن التشريعات والقوانين لحماية الموارد الطبيعية للكوكب وصونها للأجيال القادمة.

وتوقعت ليلى عبد اللطيف أنه بحلول عام 2030، قد تتراوح الخسائر والأضرار في المجتمعات الهشة مناخياً بين 400 إلى 800 مليار دولار سنوياً، وأنه بحلول عام 2050، قد ينزح حوالي 1.2 مليار شخص بسبب تغيّر المناخ.

ولفت القانوني أشرف الكمال من بنغلاديش الذي نجح في إدارج حقوق الأنهار في القانون الوطني لبلاده، التي تقلصت فيها الأنهار على حد تعبيره من 1300 نهر في الماضي إلى 450 حالياً بسبب التلوث.. إلى أن الناس في بنغلاديش أصبحوا يدركون بشكل متزايد أهمية حماية الأنهار والنظم البيئية. مما عزز المسؤولية تجاه الأجيال القادمة.

وتحدث في جلسة "دور الفطريات في تعزيز التوازن البيئي والصحة العامة" كلٌ من ديما السروري، استشارية التخطيط الحضري الاستراتيجي في مختبر "بايوسفيريك سيتي لاب"، وتوماس جوناس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "نيتشرز فند"، وكلاوديا كولمو، زميلة أبحاث الدكتوراه في الكلية الدنماركية الملكية، حول فرص الاستفادة مستقبلاً من المواد الطبيعية في العمارة والتصميم للمناطق الحضرية في مدن ومجتمعات المستقبل.