أبوظبي في 20 نوفمبر /وام/ أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي الثاني "تمكين المجتمع من رفض العنف ومواجهة التطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب"، الذي نظمته جمعية "واجب" التطوعية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، واختتمت فعالياته اليوم في أبوظبي، بإشراك المجتمع المدني في تقديم الدعم لإعادة تأهيل المتطرفين، وبالاعتراف بالتهديدات المتزايدة في شبه الجزيرة العربية، خاصةً المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة".

وأكدوا ضرورة منع العنف ومواجهته مجتمعياً وألّا يقتصر ذلك على مؤسسات إنفاذ القانون، ورفع الوعي المجتمعي بشكل دوري ومحوري بمسببات العنف، وباحترام حقوق الإنسان في سياق التطرف العنيف للإرهاب، وكذلك زيادة الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية المتعلقة بمضامين العنف بما يسهم في احتوائها.

وأجمع المؤتمرون على أهمية التجربة الإماراتية المعنية بتوحيد الخطاب الديني المعتدل، وعلى تعزيز التسامح بين أطياف المجتمع، وتأهيل النزلاء المتطرفين، مؤكدين أهمية وضع برامج مجتمعية متكاملة لحماية الأطفال من العنف، وتمكين المجتمعات من مكافحته.

وأشادوا بالأمم المتحدة وآلياتها التشريعية والفنية المتنوعة في التنسيقات المجتمعية، وأثنوا على مبادرات وزارة الداخلية في دولة الإمارات، ودورها المهم في مواجهة العنف.

كما أشادوا بالجهود المجتمعية البارزة لدولة الإمارات في دعم الملفات الدولية للتصدّي للجريمة بشكلٍ عام، والتطرّف والإرهاب بشكلٍ خاص، وفق تشريعاتها وإستراتيجياتها وسياساتها ومبادراتها الهادفة التي تلقى حضوراً دولياً مستداماً.

وأكدوا أهمية انعقاد هذا الحدث الدولي المهم للمرة الثانية في الإمارات، في إطار تفعيل المسؤولية المجتمعية التي تحرص جمعية واجب التطوعية على ترسيخها، ما يسهم في توحيد الجهود الدولية للتوعية بمخاطر هذا النوع من الجرائم، والدعوة إلى قيمتي التعايش والسلام اللتين تنتهجهما الإمارات وقيادتها الرشيدة.

وفي ختام المؤتمر تسلّم معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة جمعية "واجب" التطوعية، شهادة شكر، تقديراً وامتناناً لشراكة الجمعية الرئيسية مع الأمم المتحدة، في مجال المشاركة الاجتماعية في نبذ العنف والتطرف.

وفي هذا الإطار، أعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، رسمياً، أن جمعية واجب التطوعية، تعدّ ذراعاً مجتمعياً لأنشطتها وفعالياتها ومبادراتها المجتمعية.

وأكد معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، أن هذه الشراكة تعدّ خطوة تحول إستراتيجية لأهداف الجمعية، وتعكس الطموحات والآمال الريادية في توسيع نِطاق العمل المؤسسي، والاستثمار بروّاد التطوع في مراحل متقدمة، ما يضمن استدامة مخرجات العمل التطوعي الذي يُسهم في بناء المسيرة الوطنية، وإحداث الأثر الإيجابي المنشود لدى المجتمع.

وأشاد معاليه خلال منحه شهادة التكريم من قِبل القاضي الدكتور حاتم علي، ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، بجهود الأمم المتحدة الساعية في تمكين مؤسسات المجتمع المدني عبر تعزيز الشراكات الحقيقية والمؤثرة، لمواجهة تحديات الغد، الإسهام في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة 2030.

وضمّت أجندة اليوم الختامي للمؤتمر، جلسةً ثالثة سلّطت الضوء على موضوع "تمكين المجتمعات في منع الجريمة والتطرف العنيف"، وتناولت ثلاث أوراق عمل، قد الأولى فضيلة الشيخ طالب الشحي، المدير التنفيذي بالإنابة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بعنوان "دور الخطاب الديني في تمكين المجتمعات في منع الجريمة والتطرف العنيف"، وجاءت الثانية بعنوان "السرديات الدينية المعتدلة في الحد من العنف والتطرف المؤديين إلى الإرهاب"، وقدمها القس بيشوي فخري، راعي كنيسة القديس أنطونيوس القبطية الأرثوذكسية في أبوظبي، وقدم الثالثة العقيد الدكتور أحمد الطنيجي، مدير إدارة الدعم الاجتماعي الاتحادية في وزارة الداخلية بعنوان "إدارة الدعم الاجتماعي الاتحادية، نهج مستدام لتعزيز السلام ومكافحة العنف الأسري والاجتماعي".

وركّزت الجلسة الرابعة على موضوع "الممارسات الجيدة المستخدمة لحماية الفئات المستضعفة في مجال منع الجريمة"، وتضمّنت ورقتيّ عمل، الأولى بعنوان "المبادرات ذات الصلة والموارد لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة"، وتحدثّ فيها كل من القاضي علي يونس، رئيس مركز التميز التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، رئيس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الرياض، وسهيلة حسين، الباحث المشارك وتبادل المعرفة لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي.

واستعرضت الورقة الثانية موضوع "حماية الأطفال من الإرهاب والتطرف العنيف: عمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة"، وتحدّثت فيها ألكسندرا مارتينز، رئيسة فريق إنهاء العنف ضد الأطفال لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.