دبي في 20 نوفمبر /وام/ تناول الخبراء في ثلاث جلسات محورية بختام فعاليات اليوم الثاني لأعمال "منتدى دبي للمستقبل 2024"؛ ، موضوعات حيوية بشأن كيفية استشراف المستقبل وعوامل تقييم نجاح استراتيجياته إلى جانب بحث تحولات وآفاق وفرص المتاحف مستقبلاً.

وشهدت فعاليات المنتدى إطلاق جاي أوجليفي الشريك المؤسس لـ "جلوبال بيزنس" كتابه "جدول العناصر"، والذي يصمم فيه جدولاً يتقاطع فيه تطور الحضارة البشرية والحياة البشرية بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية مع القيم الإنسانية المطلوبة لاستمرار مسار التقدم الإنساني في مختلف المجالات وبناء المستقبل المنشود الذي يتطلع إليه.

وفي جلسة نقاشية بعنوان "رؤى متعمقة حول استشراف المستقبل" بمشاركة بول سافو، خبير استشراف المستقبل في سافو للاستشارات، وجاي أوجيلفي، الشريك المؤسس لشركة جلوبال بيزنس، قال أوجيلفي إن العديد من التغيرات طرأت على طبيعة ومواضيع الدراسات المستقبلية عبر السنوات، ففي الماضي، كانت دراسات المستقبل تستهدف رسم صورة متخيلة للمستقبل بكل تفاصيله.. أما اليوم فقد أصبحت دراسات المستقبل تتمثل في كيفية صناعته وليس انتظاره فعوضاً عن التكهن بما يحمله المستقبل، أصبحنا اليوم نعمل لفك رموز متغيراته والبدء بصناعة مستقبلنا.

وأضاف أنه لسنوات عديدة، تم تطوير سيناريوهات تحمل بعض التشاؤم بالمستقبل، لكن المشكلة أن المجتمعات تود التعرف أكثر على النقاط الإيجابية والبناء عليها وصولاً إلى مستقبل أفضل ، منوها إلى أن تأثير السيناريوهات الإيجابية حول المستقبل يتمثل في تحفيز الأفراد والمجتمعات ووضع الخطوط العريضة لهم لإبداء الفعل والمساهمة في عملية البناء نحو هذا المستقبل بما يحمله من فرص من دون إغفال التحديات.

وبحثت جلسة بعنوان "ما هي علامات نجاح استراتيجيتك لاستشراف المستقبل؟" العوامل الرئيسية المؤثرة في تصميم استراتيجيات مثمرة في مجال تصور وتصميم المستقبل، وذلك بمشاركة كلٍ من جينيفر بريس، كبيرة مستشرفي المستقبل لدى شركة فورد موتور، وماري كارولين داربون، رئيسة الاستشراف الاستراتيجي والمستقبلي لدى "لوريال"، وميلاني سوبين، المدير الإداري لمعهد "المستقبل اليوم"، وحاورتهن مي كويرين الرئيسة التنفيذية لـ "إنسايت فاكتوري".

وأوضح ميلاني سوبين أن أكثر طريقة ناجعة لاستشراف المستقبل بالنسبة للمؤسسات وضع استراتيجيات ترتكز على الواقع والبيانات ، وهذا عائد إلى أن أهمية استشراف المستقبل لا تقف عند فئة معينة، بل هي مهمة جميع العاملين في المؤسسة من القيادات إلى العاملين والمهندسين وبقية الموظفين المسؤولين عن الأعمال اليومية.

وقالت ماري كارولين داربون إنه منذ أن قررنا إنشاء وحدة لدراسة المستقبل في الشركة، بدأنا نقود اجتماعات متعددة ومطولة مع أقسام الشركة المتنوعة، ومن ثم، وبالارتكاز على المعطيات التي يزودونا بها نبدأ عملنا في إجراء البحث والدراسة لاستشراف المستقبل ولا يمكن أن نجني ثمار الاستشراف بشكل فوري.

من جهتها، ذكرت جينيفر بريس أن المستقبل لا يمكن استشرافه دون الإحاطة بزوايا متعددة له وأنه من المهم جداً لاستشراف المستقبل في الشركات إشراك جميع الأقسام والعاملين فيها لوضع تصوراتهم وتحديد التحديات في أعمالهم، لتكوين صورة شاملة عما يمكن أن نبدأ دراستنا حوله.

بدوره، أكد ماجد المنصوري، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل، في الجلسة الرئيسية الختامية لفعاليات "منتدى دبي للمستقبل 2024" أهمية تجديد دور المتاحف واضطلاعها بمهام جديدة مبتكرة ومطلوبة والمساهمة في رسم تصورات مستقبلية مدروسة، منوهاً بدور متحف المستقبل بدبي منصة عالمية جامعة لخبراء ومؤسسات استشراف المستقبل لتصور وتصميم فرصه.

ولفت المنصوري، في الجلسة التي عقدت بعنوان "مستقبل المتحف"، بمشاركة كلٍ من رفيق أناضول، الفنان والمخرج الإبداعي، وهيو فورست، الرئيس المشارك والرئيس التنفيذي للبرامج لدى مؤسسة "ساوث باي ساوث ويست"، وبنديتا جيوني، المديرة التنفيذية لـ "آرت دبي"، إلى الإمكانات المتاحة مستقبلاً أمام المتاحف لتنضم إلى جهود المؤسسات المعنية بتصميم مستقبل البشرية.

وقال المنصوري إن عملنا في المتحف لا يتمحور حول استعراض ما تم إنجازه في البشرية، بل تصميم تجربة فريدة تضع الزائر في سياق مستقبلي يحفزه ويحرك فيه مهارة الابتكار وإيجاد الفرص المستقبلية التي تستفيد منها البشرية جمعاء.

واستعرض المنصوري خلال الجلسة المزايا الفريدة لمتحف المستقبل وتصميمه المميز الذي يستهدف تفعيل دور الفرد في صناعة المستقبل المشرق للإنسان أساساً، ويأخذ الزائر في رحلة ذات تجارب متعددة ومصممة بعناية لإرسال رسالة واحدة هي أن المستقبل المشرق ممكن، ويبدأ من دور الإنسان في صناعته.. كما يؤكد المتحف عبر كل مفاصله أن التكنولوجيا ليست هي المستقبل، بل هي الممكّن والعامل المساعد في صناعته.

وفي اليوم الختامي للمنتدى ألقى عبدالعزيز الجزيري، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، كلمة أبرز خلالها المواضيع التي نوقشت خلال المنتدى، وأهمية التجمع العالمي الأكبر لخبراء ومؤسسات تصميم المستقبل بوصفه منصة دولية لمتخصصين، وأكاديميين، ومهتمين بالمستقبل لتبادل المعرفة والأفكار والخبرات.

وقال الجزيري إنه خلال يومي المنتدى، تخطينا حدود المكان الذي نجتمع وأخذتنا الحوارات المتعددة والفعاليات المصاحبة إلى موضوعات لا حصر لها من الاستثمار إلى الدبلوماسية إلى الابتكار وريادة الأعمال والطب والهندسة ومواضيع أخرى صبت كلها في مصلحة تحقيق هدف واحد هو الإجابة على سؤال المستقبل وأثره على حياة الإنسان.