دبي في 20 نوفمبر /وام/ سجل منتدى دبي للمستقبل 2024، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي ومؤسسات استشراف المستقبل، حزمة مخرجات نوعية استشرفت بمشاركة أكثر من 2500 خبير ومختص من نحو 100 دولة، التحولات العالمية المرتقبة على مستوى المجتمعات والصحة والبيئة وفرص الأجيال القادمة.
والتقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، خلال أعمال المنتدى، خريجي "برنامج استشعار المستقبل" و"برنامج دبي لخبراء المستقبل"، اللذين تنظمهما أكاديمية دبي للمستقبل.
وتحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبدعم من مؤسسة حسين سجواني-داماك الخيرية، استضافت مبادرة "حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية" هذا العام أفكاراً إبداعية من أكثر من 800 جامعة عالمية. وتم تكريم خمسة مبتكرين بجوائز إجمالية بلغت 100,000 دولار أمريكي، تقديراً لحلولهم المبتكرة التي تعالج أبرز التحديات الإنسانية، وذلك ضمن فعاليات أجندة منتدى دبي للمستقبل.
وتم الإعلان عن "جوائز دبي لاستشراف المستقبل" خلال منتدى دبي للمستقبل، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الأثر الإيجابي للاستشراف في تشكيل مستقبل العالم.
تضم الجوائز ثلاث فئات رئيسية هي: "الريادة في استشراف المستقبل"، و"استشراف المستقبل للمجتمعات"، و"استشراف المستقبل للبيئة".
واحتفى المنتدى بالتقدم المحرز في مجال استكشاف الفضاء ، وأعلنت سارة صبري أول رائدة فضاء على مستوى العالم العربي والقارة الأفريقية عن الفائزين في مسابقة برنامج أبحاث أندروميدا 2024، وهي مبادرة تمكن الباحثين من المساهمة في التأسيس لصناعة فضاء مستدامة في أوطانهم، وتجمع المشاركين من الهند ومصر ونيجيريا وبوتسوانا تحت توجيه خبراء في قطاع الفضاء.
وتعامل الفريق الفائز بكفاءة مع التحديات الحرجة في رحلات الفضاء البشرية، بما في ذلك الحماية من الإشعاع، وتأثيرات انعدام الجاذبية على الصحة، وأنظمة دعم الحياة المستدامة للبعثات بين الكواكب.
وشهد المنتدى إطلاق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أحدث تقاريرها بعنوان "حالة أطفال العالم 2024.. مستقبل الطفولة في عالم متغيروالذي يستكشف هذا العام النتائج المحتملة لتغيّر المناخ وتأثير التقنيات المبتكرة والتحولات الديموغرافية على الأطفال حول العالم.
وشهد منتدى دبي للمستقبل أيضا انضمام 20 منظمة دولية جديدة إلى "الشبكة العالمية لمؤسسات استشراف المستقبل" التي يحتضنها متحف المستقبل، ليصبح المجموع الكلي 60 مؤسسة استشرافية من مختلف أنحاء العالم والتي تهدف إلى بحث فرص التعاون ومناقشة خطط إطلاق مبادرات جديدة تعزز من دور الاستشراف في مواجهة التحديات المستقبلية.
وشهد المنتدى كذلك إطلاق جاي أوجليفي الشريك المؤسس لـ "جلوبال بيزنس" كتابه "جدول العناصر"، والذي يصمم فيه جدولاً تتقاطع فيه تطور الحضارة البشرية والحياة البشرية بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية مع القيم الإنسانية المطلوبة لاستمرار مسار التقدم الإنساني في مختلف المجالات وبناء المستقبل المنشود الذي يتطلع إليه.
ومن أبرز المخرجات التي اقترحها المشاركون أن تصبح الحلول القائمة على الطبيعة، مثل حماية أشجار القرم والشعاب المرجانية، وسيلة فعّالة في مواجهة تغير المناخ، حيث تساهم في تقليل تداعياته بنسبة 26% وخفض ارتفاع الأمواج بنسبة تصل إلى 71%.
وتوقع المشاركون أن تصل برامج التعلم غير التقليدي خارج المدرسة إلى 5 ملايين طالب حول العالم بحلول العام المقبل، مما يبرز الطلب المتزايد على نماذج التعليم البديلة.
وخلص المنتدى إلى أن 2.5 مليار إنسان سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، في حين أن 10 من أغنى البلدان لديها 76% من ثروة العالم، وأغنى 1% (حوالي 77 مليون شخص) مسؤولون عن 16% من انبعاثات الاستهلاك العالمي.
وتحدث في هذه النسخة من المنتدى ضيوف متميزون منهم الرجل الذي منح الأنهار حقوقاً قانونية، وأكبر طبيب قلب في العالم يمارس المهنة، بعمر 92 عاماً، والرجل الذي يحوّل الخيال إلى واقع لأصحاب الهمم، والسيدة التي تعمل على جعل الرعاية الصحية في متناول الجميع من خلال المواد الحيوية، والمخرِج السينمائي الذي يحلم بإنشاء مدار جديد حول الأرض للسكن، والفيلسوف الذي استعرض كيف يمكن للكاميرات التي وضعها في أماكن مختلفة حول العالم أن تعمل كآلات زمنية.
وناقشت كلمات وجلسات المنتدى العالمي المستقبل وفرصه ضمن قطاعات رئيسية أبرزها الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي.
وشارك في المنتدى أكثر من 2500 خبير ومتخصص في مجالات استشرافية ومستقبلية عديدة من نحو 100 دولة، ونحو 100 مؤسسة دولية متخصصة في مجال تصميم المستقبل.
وتميزت نسخة هذا العام بالعديد من الفعاليات المصاحبة الجديدة قبل وخلال وبعد المنتدى، بما في ذلك فعاليات مفتوحة للجمهور تقرّب مفاهيم تصميم المستقبل وتخيله عبر أعمال فنية وسينمائية تشهدها صالات سينما عقيل في دبي قبل وضمن وبعد المنتدى، ومنطقة "ذا كورتيارد" بالقوز في دبي من 18 إلى 21 نوفمبر 2024 إلى جانب تنظيم مجموعة متنوعة من الورش والمعارض.