دبي في 23 نوفمبر /وام/ شهدت الرياضة تطورا ملحوظا في العقود الأخيرة، بفضل التقدم التكنولوجي، وكان الذكاء الاصطناعي (AI) من بين أكثر الأدوات تأثيرا في تحسين الأداء الرياضي.
ومن خلال تحليل البيانات والتنبؤات، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجالات الرياضة المختلفة، بما في ذلك التدريب، والتغذية، وتحليل الأداء، والتنبؤ بالإصابات، وتحليل أداء المنافسين.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورا محوريا في تحسين برامج التدريب الرياضي، وتطوير البرامج الفردية والجماعية للاعبين، عبر استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل بيانات الرياضيين، وتقديم خطط تدريب مخصصة بناء على أدائهم السابق، وقدراتهم البدنية، وأهدافهم المستقبلية.
وتستخدم العديد من الأندية في الإمارات وحول العالم، الذكاء الاصطناعي من أجل اختيار البرامج التدريبية المناسبة، إذ يمكن له تحليل الأداء البدني والبيانات الصحية للرياضيين لإنشاء خطط تدريب فردية وجماعية.
وهناك أيضا مراقبة الأداء في الوقت الفعلي، حيث تستخدم أجهزة الاستشعار، وأدوات مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع الحركة من أجل تزويد الرياضيين ببيانات مباشرة عن الأداء أثناء التدريبات.
وتساعد هذه البيانات المدربين على تعديل البرامج التدريبية بما يتناسب مع حالة ووضع كل لاعب.
وتستخدم تقنيات الواقع الافتراضي المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمحاكاة مواقف واقعية داخل اللعبة، ما يمنح اللاعبين فرصة لتحسين ردود أفعالهم وتطوير إستراتيجياتهم.
وأصدرت شركة "جي 42" الإماراتية العاملة في مجال الابتكارات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، تقريرا سلّط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل قطاع الرياضة، تحت عنوان "مستقبل الرياضة والذكاء الاصطناعي"، وذلك على هامش مشاركتها في معرض "جيتكس 2024" الأخير.
وقال بينج شياو، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الشركة تؤمن بأن مستقبل الرياضة سيتشكّل من خلال الدمج السلس للذكاء الاصطناعي، بما يعزّز الأداء الرياضي وأسلوب التفاعل مع مجتمع الرياضة العالمي.
ووفقا للتقرير، بات الذكاء الاصطناعي مرشحا ليصبح أداة لا غنى عنها على جميع المستويات الرياضية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سعد الشريف، رئيس مجلس إدارة جمعية الرياضيين، إن الرياضة لم تعد مجرد جهد بدني بحت، بل أصبحت ميدانا للتكامل بين التكنولوجيا الحديثة والعقل البشري، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيزداد أكثر لتعزيز الأداء الرياضي، وتقليل الإصابات، وتحقيق أقصى استفادة من إمكانات الرياضيين.
وأوضح أن دور الذكاء الاصطناعي في مجال التغذية، يبرز كأداة مبتكرة لتصميم خطط غذائية دقيقة ومخصصة للرياضيين، موضحا أن هذه الأنظمة الذكية تعتمد على تحليل البيانات البيومترية مثل الوزن، ومستويات الطاقة، إضافة إلى السلوك الغذائي، لتقديم توصيات غذائية تتماشى مع أهداف اللياقة البدنية وتعافي العضلات.
وقال إن خوارزميات الذكاء الاصطناعي توفر تحليلات دقيقة حول تأثير المكملات الغذائية المختلفة على الجسم، ما يساعد الرياضيين على اختيار تلك التي تتوافق مع احتياجاتهم الشخصية، ما يرفع من كفاءة أدائهم الرياضي بشكل آمن وفعّال.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالتحليل الرياضي، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها، في تحليل مباريات الفرق الرياضية، حيث يمكن لأنظمة التحليل الذكي مراجعة مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات، واستخراج البيانات الحركية والإحصائية، وتقديم ملخصات فورية حول أداء اللاعبين.
واستطرد بالقول، إن هذا التحليل لا يساعد المدربين فقط في تحسين التكتيكات، بل يتيح للرياضيين رؤية أدق لتحركاتهم وتصحيح أخطائهم بشكل مستمر.
وحول التنبؤ بالإصابات، أكد الشريف أن الإصابات تمثل عائقا كبيرا في حياة الرياضيين، وأنه يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي حل هذه المشكلة، من خلال تحليل بيانات الأداء، وتاريخ الإصابات، ومستوى الإجهاد، وبما يمكّن الأنظمة الذكية من التنبؤ بمخاطر التعرض للإصابة قبل وقوعها، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم لتقديم توصيات حول تعديل أحمال التدريب أو فترات الراحة لتجنب الإصابات.
وعلى صعيد تحليل أداء المنافسين، يمكن للفرق الرياضية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، ما يمنحها ميزة تنافسية؛ إذ يمكن للأنظمة الذكية تحليل إستراتيجيات الفرق المنافسة، واستخلاص نقاط القوة والضعف لديها، بما يساعد المدربين على تطوير إستراتيجيات مضادة فعالة.
وقال سيباستيان لانسيسترمير، مدير إدارة الرياضة والشراكات الإستراتيجية في مايكروسوفت، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تسهم في زيادة فعالية قطاعات مثل تشييد واستخدامات المرافق والصالات الرياضية، ومجالات البث التلفزيوني، وتحقيق أكبر فائدة للأندية والمنظمين والرعاة وشركات النقل التلفزيوني، إلى جانب توفير خدمات معلوماتية وجودة بث تلفزيوني تقدم المتعة والفائدة للمشاهدين.