أبوظبي في 27 نوفمبر/ وام/ بحث المشاركون ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالاتجاهات وتشكيل التغطية الإخبارية وتوجيه استراتيجيات المحتوى للمؤسسات الإعلامية بما يشمل التحليل دور أدوات الذكاء الاصطناعي في توقع الأحداث والكشف عن القضايا المستجدة.

كما ناقشوا فى جلسة استضافت نخبة من الخبراء وقادة الفكر الأثر العميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي على صياغة مستقبل الإعلام، بما في ذلك قدرتها على التنبؤ بالاتجاهات، وتوجيه التغطيات الإعلامية، وتسليط الضوء على القضايا الناشئة.

جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "ما وسائل الإعلام الاستباقية: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأحداث وتوجيه المحتوى الإعلامي " أدارها المهندس عبد الله السماحي، رئيس المشاركة الرقمية والعمليات الإعلامية، ستراتيجيكو بمشاركة سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات ومحمود الجاسم، المدير الإقليمي لشركة دِل تكنولوجي، الشرق الأوسط وأندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة Inception "شركة G42".
واستهل سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي النقاش بإبراز دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمن المعلومات ومواجهة التضليل الإعلامي في دولة الإمارات. وأوضح كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي المدعومة بالتحليل الآلي رصد الهجمات السيبرانية بدقة متناهية، بالإضافة إلى تطوير نماذج تنبؤية تُمكّن المؤسسات من توقع المخاطر وإدارتها بفعالية عالية.
وأكد الدكتور محمد الكويتي على أهمية التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص لمواجهة التحديات المرتبطة بتقنية التزييف العميق مشددا على أن الجهود المشتركة تُعد أساسية لتطوير حلول مبتكرة تسهم في التصدي لهذا التحدي المتصاعد.
وشهدت الجلسة مناقشات معمقة حول تقنية "التزييف العميق" (Deep Fake)، حيث استعرض المتحدثون تأثيراتها السلبية المتزايدة، من عمليات الاحتيال وبرامج الفدية إلى الأنشطة الخبيثة الأخرى، مع تقديم أمثلة واقعية تدعم رؤاهم.

وأجمع المشاركون على أن "البيانات باتت الثروة الأكثر قيمة في عصرنا الحالي"، مشددين على ضرورة وضع أطر تنظيمية وآليات رقابة شاملة للتحكم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أهمية نشر ثقافة الوعي الأمني كوسيلة فعالة للتصدي للتهديدات الناشئة ومكافحة الاستخدام غير الأخلاقي لهذه التقنيات.
وأشار أندرو جاكسون إلى التزام مجموعة G42 بمبادئ السلامة التي نص عليها إعلان سيول للذكاء الاصطناعي الآمن والمبتكر والشامل، موضحًا أن الشركة تلتزم بألا تتضمن نماذجها للذكاء الاصطناعي أي وظائف سيبرانية أو بيولوجية، أو خصائص إقناعية تهدف للتأثير على قرارات الأفراد أو توجهاتهم مؤكدا على ضمان وجود علامة مائية تميز جميع المحتويات التي تُنتجها أدوات المجموعة، سواء كانت صوتية أو نصية أو مرئية، لضمان النزاهة والشفافية ومنع أي سوء استغلال.
واختُتمت الجلسة بتأكيد المشاركين على ضرورة تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأبرزوا أهمية بناء ثقافة قائمة على المسؤولية والتعاون لتعظيم الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على حماية المصلحة العامة وتعزيز ثقة المجتمع.