أبوظبي في 27 نوفمبر/وام/ بحث المشاركون في جلسة بعنوان " سد الفجوة بين البيانات والرؤى: كيف تسهم العلوم السلوكية والتقنيات المبتكرة في تمكين القادة من اتخاذ قرارات واعية ومدروسة؟ " ضمن حوارات "مختبر الإعلام" في اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024،كيف تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات تحولاً نوعياً في عملية صنع القرار في الإعلام وغيره من المجالات، ومواجهتها لتحديات تشمل البيانات غير المنظمة والمقاومة التنظيمية للتغيير والمخاوف المتعلقة بالخصوصية.
وأبرزت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بصناعة المحتوى وتحديد الاتجاهات والتجارب المخصصة للمستخدمين، مع التشديد على أهمية مواءمة تطبيق الذكاء الاصطناعي مع الأهداف التجارية ورعاية التعاون بين الفرق.
أدارت الجلسة ميرنا مُنذر، مذيعة تلفزيونية، شبكة أبوظبي للإعلام بمشاركة إيزابيلا ويليامسون، مؤسسِة تايد إي آي وكارلو بيبي، مؤسس كوشيما
فمن جانبها ركزت إيزابيلا على ضرورة وجود بيانات منظمة بصورة جيدة لتعظيم إمكانات الذكاء الاصطناعي. ودعت لاتباع مقاربة تولي الأولوية لحالة الاستخدام، حيث تتحكّم الاحتياجات التجارية بتحليل البيانات، وشجعت المهنيين على تحسين الإلمام بالبيانات وفهم البيانات المنظمة وغير المنظمة وإتقان "الهندسة الفورية" لتفاعلات فعالة مع الذكاء الاصطناعي. كما شددت على الأهمية المستمرة للمهارات الإنسانية، ومنها السرد القصصي، لاستكمال قدرات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الإعلامية.
و من جهته ألقى كارلو الضوء على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، بما يشمل تحليل المواقف عبر منصات التواصل الاجتماعي لاستشراف الاتجاهات واكتشاف القصص الناشئة. وناقش قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير رؤى استراتيجية حول ميول الجمهور، ورسم ملامح استراتيجيات المحتوى على المدى البعيد. وحدد بيبي العوائق التي تحول دون تبني الذكاء الاصطناعي، بما يشمل البيانات غير المنظمة ومقاومة الأطراف المعنية للتغيير، مؤكداً على ضرورة الشفافية والتعاون والإنجازات السريعة لتوليد الزخم. وحذّر من "الذكاء الاصطناعي الخفي"، حيث يستخدم الموظفون أدوات الذكاء الاصطناعي سراً، ودعا إلى وضع سياسات واضحة تضمن استخدامه بصورة أخلاقية.
وبحث المشاركون كيف تتمم العلوم السلوكية الأدوات المدفوعة بالبيانات لتحسين عملية صنع القرار. وأبرز المتحدثان أهمية فهم المبررات المنطقية للتوصيات التي يولدها الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الدقة والمخرجات الأخلاقية. وشددا على تعزيز الذكاء الاصطناعي للخبرات الإنسانية دون الحلول محلها، وشجعا القادة على تبني الذكاء الاصطناعي بصورة مدروسة.
اختتمت الجلسة بإبراز القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي مع الإقرار بتعقيدات تبنيه عبر استراتيجيات واضحة وأطر عمل أخلاقية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحويل البيانات الأولية إلى رؤى عملية، وتمكين القادة من اتخاذ قرارات مستنيرة ومؤثرة.