دبي في 27 نوفمبر/ وام/ شهدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، جلسة رئيسية استضافت السيدة إليزا ريد، السيدة الأولى السابقة لأيسلندا والتي استعرضت فيها جانباً من رحلتها في السرد القصصي ورؤيتها لأهميته في التغيير الاجتماعي كأداة قوية لنشر الإلهام والإيجابية ونقل المعارف والأفكار بين الثقافات المختلفة.
وخلال الجلسة الحوارية الرئيسية التي عقدت تحت عنوان "السرد القصصي من أجل التغيير الاجتماعي" في ثاني أيام منتدى المرأة العالمي – دبي 2024، حضرتها سعادة منى غانم المرّي، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، وأدارت الحوار في الجلسة سعادة هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، قالت السيدة إليزا ريد إن السرد القصصي يحظى لديها بأهمية بالغة لأنه يشكل أداة فريدة في سرد ما يجمعنا كأشخاص عبر الثقافات وعبر التاريخ.
واستعرضت السيدة ريد عدداً من القصص المهمة التي أثرت في مسار حياتها والتي كان من بينها التعرف على زوجها عندما كانت تدرس في جامعة أكسفورد وكانت قادمة من كندا حيث نشأت هناك وكان هو الطالب الوحيد من أيسلندا، كما سردت قصة ترشح زوجها جودني يوهانسون لرئاسة أيسلندا وفوزه بالرئاسة في العام 2017، وذلك على الرغم من أنه لم يكن هناك تفكير حينها في هذا الأمر الذي جاء بعدما ظهر زوجها في التلفاز للحديث عن استقالة رئيس وزراء أيسلندا في ذلك الوقت، وردود الأفعال الإيجابية التي تلقاها من المتابعين الذين رأوا فيه رئيسياً لأيسلندا، ومن ثم تبلورت الفكرة حتى قام بالفعل بالترشح والفوز بالرئاسة.
وقالت إن الهدف من السرد هو أنه عندما تأتي الفرصة وإن كانت غير متوقعة حتى إذا كانت صعبة أو بعيدة المنال، فإنه يجب الاستفادة منها في اتخاذ القرار الصحيح، الذي من خلاله يمكن أن نلهم الأشخاص من حولنا.
وأشارت السيدة الأولى السابقة لأيسلندا في حديثها إلى أهمية السرد القصصي وكيف يمكن أن يشكل أداة مهمة من أجل تحديد المناصرة للتغير الاجتماعي، وتجربتها في الاستفادة من السرد القصصي لإبراز تجربة أيسلندا في سد الفجوة بين الجنسين لتصبح اليوم إحدى الدول الأهم في مجال المساواة بين الجنيسين.
وأوضحت أن السرد القصصي يعد بمثابة أداة قوية جداً للتغير الاجتماعي، مشيرةً إلى أن أحد الأسباب لذلك أن لدى كل شخص منا القدرة على استخدام هذه الأداة، بغض النظر عن المركز والمكانة، لسرد قصة فريدة ومميزة، يمكن من خلالها أن يساهم بها في تغيير العالم، مشيرةً إلى أهمية المساعدة في سرد هذه القصص إلى العالم والتذكير بأن لدينا صوتاً والتزاماً باستخدام هذا الصوت من أجل الخير.
وأضافت أنه في الوقت الذي تشكل فيه البيانات والأدلة أهمية كبيرة لمعرفة أين علينا أن نتوجه، علينا أن نتذكر دوماً أن العواطف التي تنتابنا عندما نقرأ ونستمع إلى قصص تكون أكثر تأثيراً واستدامة من الإحصائيات والبيانات.
ومن بين القصص التي سردتها السيدة إليزا ريد، والتي أبرزت قدرة المرأة على إحداث التغيير، ما شهدته أيسلندا في عام 1975 عندما قررت النساء بأن يأخذن يوماً عطلة عن العمل، حينها كان يقال لن يحدث شيء إذا لم تذهب المرأة إلى العمل يوماً واحداً، لكن ما حدث هو أن توقف العمل في البلاد.. فالمدارس أُغلقت لأنه لم تكن هناك معلمات وكذلك البنوك وتم تعليق رحلات الطيران لعدم توفر مضيفات طيران والعديد من الوظائف الأخرى، مشيرةً إلى أن ما يمكن استنتاجه من هذا السرد هو أن هذا القرار أبرز القيمة التي يمكن للنساء أن تقدمنها للعالم، فبالإضافة إلى التضامن النسوي، وفي هذه اللحظة تبين في أيسلندا أن بإمكاننا أن نفعل ذلك وأن نقود التغير.
وفي ختام حديثها شددت إليزا ريد على أهمية الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل متنفساً للسرد القصصي، من خلال نشر الإلهام والإيجابية وإعلاء قيم التسامح، لأنه مهما كان هناك اختلاف يبقى هناك ترابط دوماً بين ثقافة وأخرى، مشيرةً إلى أنه حتى لو كانت هذه المنصات توفر الكثير من الفرص عبر الصور والموسيقي والأصوات، لكن الأساس هو التسامح والتفاهم المشترك، وأن من المهم جداً سرد القصص عبر الثقافات المختلفة لأن القيم التي تجمعنا هي نفسها.