أبوظبي في 27 نوفمبر/ وام/ بحث المشاركون في جلسة حوارية بعنوان "ضرورة التنوع في الإنتاج الإعلامي" ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، أهمية التنوع في الإنتاج الإعلامي ودور القصص الشاملة في تجسيد التجربة الإنسانية بعمق، إضافة إلى دور هذه القصص في تحفيز الابتكار وتعزيز التعاطف، والمساهمة في تحقيق النجاح الاقتصادي.
أدارت الجلسة دنيز كيليسليوغلو، مراسل دبلوماسي في قناة إن تي في، بمشاركة يي هوا هانا، محررة في مجموعة موتيفيت ميديا، وخوسيه جيمينيز فوينتس، رئيس شركة Intake Desk، وكيفن واي براون، رئيس المحتوى في أفريبودز.
وسلطت دنيز الضوء على تنوع سكان العالم الذي يتجاوز 8 مليارات نسمة، موضحة أن الأفراد يبحثون عن تمثيل حقيقي لهم في المحتوى الإعلامي الذي يستهلكونه.
وأكدت أن السرديات المتنوعة لا تعكس فقط التجارب الإنسانية المختلفة، بل تعزز أيضا قيم التعاطف والشمولية في المجتمع العالمي.
وشاركت يي هوا هانا تجاربها المهنية، مشيرة إلى التحديات التي واجهتها في بيئة عمل يغلب عليها التجانس الثقافي، وأوضحت، بصفتها صاحبة خلفية ثقافية مختلطة، أن التنوع في الإنتاج الإعلامي يجب أن يتجاوز العنصر العرقي ليشمل اختلاف الأعمار والخبرات ووجهات النظر.
وأكدت أن فرق العمل التي تضم أعضاء من خلفيات متنوعة تمتلك قدرة أكبر على التواصل العاطفي مع الجمهور وإنتاج محتوى أصيل، منوهة بدور وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين الأصوات المهمشة وإبراز التنوع بشكل أوسع وأكثر احتفاءً في العصر الرقمي.
وتناول خوسيه جيمينيز فوينتس التعقيدات اللغوية والثقافية التي تصاحب العمل في بيئة إعلامية عالمية، موضحًا أن مؤسسته تدير أعمالها بأكثر من 150 لغة.
وأكد أن التنوع ليس مجرد أولوية إستراتيجية، بل هو حجر الزاوية في العمل الإعلامي، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الصحفيين المحليين لضمان الأصالة في السرد الإعلامي وتمكين المجتمعات من التعبير عن قصصها بلغتها.
كما شدد على أن التنوع يُعزِّز الإنتاج الإعلامي ويمنح صوتا قويا للمجموعات المهمشة، خاصة في دول الجنوب العالمي.
واستعرض كيفن واي براون رؤيته حول دور التنوع في تعزيز الابتكار والإبداع، مشيرا إلى أهمية تجاوز الخلافات والتركيز على الأهداف المشتركة.
وأكد أن الشمولية تكمن في خلق شعور بالانتماء، حيث يشعر الأفراد بالتقدير والاحترام لاختلافاتهم، موضحا أن تنوع وجهات النظر يسهم في فتح آفاق جديدة ويُعد مصدرا أساسيا للابتكار في المجال الإعلامي.
في ختام الجلسة، تم التأكيد على ضرورة أن تولي المؤسسات الإعلامية الأولوية لسرد القصص بشكل أصيل وشامل يعكس تنوع المجتمعات حول العالم، مما يضمن سماع الأصوات المتنوعة والاحتفاء بها، لتكون وسائل الإعلام أداة لتعزيز التفاهم والشمولية على نطاق عالمي.