دبي في 27 نوفمبر/ وام/ قالت سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة بأبوظبي، ورئيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إن التغير المناخي، مثل العديد من الأزمات التي نواجهها، هو تحدٍ معقد وبشكل متزايد، مشيرة إلى أنّ هذه التحديات لا يمكن معالجتها من قبل الحكومات فقط، بل تتطلب نهجاً متعدد الأطراف، يشمل المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والنساء والشباب وجميع أفراد المجتمع.
وأضافت خلال جلسة "مستقبل التنمية المستدامة.. التجربة والتأثير"، التي أدارتها جين ويذرسبون، رئيسة مكتب الشرق الأوسط يورو نيوز، ضمن فعاليات اليوم الثاني والختامي لمنتدى المرأة العالمي - دبي 2024، الذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة، أنّنا نحتاج إلى نهجٍ متعدد القطاعات أيضاً، لأنّه لا يُمكن حل أزمة المناخ فقط من خلال التركيز على التحول إلى حلول الطاقة النظيفة، بل يتطلب الأمر إعادة النظر في كل شيء نقوم به، لأنّ الطاقة مرتبطة بكل جوانب حياتنا مثل النقل والتعليم وإنتاج الغذاء.
وأوضحت أنّه فيما يتعلق بتغير المناخ، فإنّنا نميل عادةً إلى التركيز على جانب واحد من المعادلة، وهو الانبعاثات، رغم أنه أمر بالغ الأهمية ويجب معالجته، لكن الجانب الآخر من المعادلة هو امتصاص أو احتجاز هذه الانبعاثات، والطبيعة تقوم بذلك مجاناً، فعلى سبيل المثال، تقوم الغابات والمحيطات والمناطق الساحلية بامتصاص 50% من الانبعاثات، كما يُمكن للحلول المعتمدة على الطبيعة أن تُسهم بنسبة 30% من متطلبات التخفيف بحلول عام 2030، لذا لا يُمكن تحقيق أهداف اتفاق باريس دون التعاون الحقيقي مع الطبيعة، ولكن المشكلة الأساسية هي أنّنا نفقد الطبيعة عندما نحتاج إليها أكثر من أي وقتٍ مضى، فالغابات على سبيل المثال، لا نملك منها سوى 7% من الغابات الأصلية المتبقية على كوكب الأرض، ونخسر 10% من هذه النسبة سنوياً.
وأشارت سعادة رزان المبارك إلى أنّ تغير المناخ أصبح واقعاً مؤلماً يؤثر على نصف سكان العالم، ومع أنّه يشكّل تحدياً عالمياً، فإنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً هم من يتحملون وطأته بشكلٍ أكبر، وفي هذا السياق، تلعب المرأة دوراً هشّاً في العديد من المجتمعات حول العالم، ما يجعلها أكثر عرضة لآثار هذه الأزمات.. على سبيل المثال، لا ترتبط صورة المزارع دائماً بالنساء، رغم أنّ الواقع في العديد من البلدان النامية يختلف، إذ تُمثّل النساء نحو نصف المزارعين، بل وأغلبهم في بعض المناطق من العالم.. هؤلاء المزارعات يتحملن عبء تأثيرات تغير المناخ على الزراعة، ما يجعل من الضروري إزالة الحواجز غير المرئية التي تحدّ من قدرة المرأة على مواجهة هذا التحدي.
وذكرت أنّ البيانات التي توثّق ضعف المرأة في مواجهة فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ موجودة وتُستخدم في وضع السياسات، لكن ما يجب أن نُدركه أيضاً هو أن العديد من النساء اللاتي يقفن في الخطوط الأمامية لمكافحة تأثيرات المناخ يعملن في ظروفٍ صعبةٍ ودعم محدود، ومن أجل ضمان استمرار هذه الجهود، فإنّ من الضروري أن نحتفل بإنجازات هؤلاء النساء من خلال الاعتراف بأعمالهنّ، وتمويلها بشكل أفضل، إذ تُشير الإحصاءات إلى أنّ النساء يحصلن على ما بين 1 إلى 5% فقط من تمويل المناخ العالمي، رغم التحديات الكبيرة التي يُواجهنها في هذا المجال.