أبوظبي في 28 نوفمبر / وام/ قال معاذ العمري، الرئيس التنفيذي لشركة إيزيشن لخدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي، ومقرها في الإمارات والأردن إنه في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة قوية تحدث تحولا كبيرا في قطاع الإعلام.

وأضاف خلال مشاركته في جناح المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الكونغرس العالمي للإعلام 2024، في تصريح خاص "لوام" أن هذا القطاع يسهم في تسهيل العديد من العمليات اليومية المتعلقة بإنتاج المحتوى بدءا من تصميم الصور والمقالات إلى إنتاج مقاطع الفيديو المتوافقة مع النصوص المنشورة ونتيجة لهذا التسارع السريع في المجال يواجه العاملون في الإعلام تحديا كبيرا يتمثل في مواكبة تطور هذه التكنولوجيا.

وأوضح أنه يتعين تكثيف الجهود من جميع الجهات سواء الحكومية أو القطاع الخاص لتوفير برامج تأهيلية وورش عمل متخصصة للرفع من مهارات العاملين في هذا المجال بهدف زيادة مستوى الكفاءة الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتساعد هذه البرامج في تدريب العاملين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأداء مهامهم اليومية بشكل أسرع وأكثر إبداعًا مثل إنشاء القصص الإخبارية وإعداد التقارير أو تعديل المواد المرئية.

وعن المستقبل قال إن المختصين يرون أن التركيز يجب أن ينصب على "التكامل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي"، بمعنى أن الذكاء الاصطناعي سيتولى بعض المهام الروتينية مثل إعداد التقارير الإخبارية وإنتاج القصص الإخبارية العاجلة، بينما يبقى دور الإنسان في الإبداع والتركيز على الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات لرفع مستوى المهنية في الإعلام.

وبين أنه مع هذه الفوائد الكبيرة يواجه القطاع أيضا تحديات أخلاقية لا يمكن تجاهلها من أبرز هذه التحديات انتشار الأخبار المزيفة والتلاعب بالصورة والفيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "التزييف العميق"، وأدى هذا إلى ظهور مخاوف بشأن التأثير السلبي لهذه التقنيات على المجتمعات.

ونوه العمري بإن قضية الملكية الفكرية تحظى باهتمام بالغ حيث أثيرت تساؤلات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تدريب النماذج باستخدام بيانات محمية بحقوق الطبع والنشر ولضمان الشفافية، هناك دعوات لتنظيم وتقنين استخدام هذه التقنيات في إنتاج المحتوى الإعلامي، بحيث يتم تحديد مدى تأثيرها بدقة.

ولفت إلى أن "الحوكمة" تعد أحد الجوانب الأساسية في تنظيم هذا المجال، حيث ينبغي أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في إطار قانوني يضمن الشفافية والمساءلة يجب أن تتضمن آليات للرقابة على قرارات الذكاء الاصطناعي خاصة عندما يتضمن المحتوى المقدم مواد يمكن أن تضر بمصالح أي فئة من المجتمع.

وأكد أنه على الرغم من المخاطر والتحديات الأخلاقية المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي في الإعلام فإنها ستمثل عنصراً رئيسيا في المستقبل الإعلامي ما يتطلب تكامل الإنسان مع هذه الأدوات التكنولوجية لإثراء العمل الإعلامي وتطويره.