الشارقة في 31 يناير/ وام / زار سعادة جيل بيكو رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية والوفد المرافق له، بيت الحكمة بالشارقة، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثقافي، وفتح آفاق جديدة لتبادل المعرفة والخبرات بين المؤسستين، واستكشاف بيت الحكمة باعتباره نموذجاً عصرياً لمكتبات المستقبل يدمج بأسلوب مبتكر بين مفهومي المكتبة والملتقى الاجتماعي والثقافي.
واصطحبت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، الوفد الفرنسي، ترافقهما الشيخة رأد بنت فاهم القاسمي تنفيذي العلاقات الفرنكوفونية بدائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، في جولة تعريفية شملت الأقسام والمرافق المتنوعة للبيت، مقدمة لهم شرحاً وافياً عن أهداف بيت الحكمة وأدواره والغايات التي تأسس لأجلها.
وتضمنت الجولة التي جاءت على هامش مشاركة وفد المكتبة الوطنية الفرنسية في احتفالية مئوية المكتبات العامة، التي نظمتها مكتبات الشارقة في حصن الشارقة، بمنطقة قلب المدينة.. زيارة لـ"خزانة الحكمة" التي تضم آلاف العناوين القديمة والنادرة من بينها 646 مؤلفاً تاريخياً نادراً باللغة الفرنسية، حصل عليها بيت الحكمة كإهداء كريم من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وقالت العقروبي، إن مشاركة كبرى المكتبات التاريخية والمؤسسات الثقافية العريقة من جميع أنحاء العالم في احتفالات الشارقة بمئوية مكتباتها، تأتي لتعكس مكانة الإمارة مركزا رئيسيا للمعرفة وتؤكد دورها في تعزيز أثر المكتبات في التنمية المستدامة، مشيرة إلى إن زيارة سعادة السيد جيل بيكو الذي يرأس واحدة من أعرق المكتبات على مستوى العالم، تشكل فرصة مهمة لبحث آفاق التعاون وتعزيز دور المؤسسات الثقافية في ترسيخ الحوار الثقافي والتبادل المعرفي.
وتجوّل الوفد في أروقة معرض جلال الدين الرومي، الذي يستضيفه بيت الحكمة خلال الفترة الحالية، حيث تفقد أقسامه الثلاثة وما يحتويه من روائع المقتنيات المتحفية النادرة التي تحكي فصولاً من حياة الرومي وإرثه الخالد، حيث التقى بيكو بوفد طلابي من أطفال المدرسة الفرنسية الدولية في الشارقة أثناء زيارتهم لبيت الحكمة، وقدم لهم لمحة عن المكتبة الوطنية الفرنسية وتاريخ تأسيسها وما تتضمنه من مقتنيات ومحتويات تاريخية.
من جانبه، قال سعادة جيل بيكو، “ سعدتُ بزيارة بيت الحكمة والتعرف على هذا الصرح الثقافي المتميز، الذي يجسد مفهوماً عصرياً للمكتبات ويقدم للجمهور أحدث المصادر المعرفية وفق أحدث التقنيات المبتكرة، كما كانت جولتي في معرض جلال الدين الرومي تجربة استثنائية فهو يمثل إضافة قيّمة للمشهد الثقافي في الشارقة، من خلال استعراض المسيرة والإرث الخالد لهذا الشاعر والفيلسوف الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ الفكر والحكمة، وتفتح هذه الزيارة آفاقاً جديدة للتعاون بين المكتبة الوطنية الفرنسية والمكتبات العريقة في إمارة الشارقة، خاصة في مجالات التبادل الثقافي والعلمي والمعرفي”.