الشارقة في الأول من فبراير/ وام/ انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثامنة من "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال" بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) .

ويشهد المهرجان مشاركة قادة أعمال عالميين ومؤثرين في مجال ريادة الأعمال من بينهم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي مؤسِّسة ورئيسة "مؤسسة الشارقة للفنون" وصاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود الأمينة العامة وعضوة مجلس أمناء "مؤسسة الوليد للإنسانية" ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال.

شهد حفل الافتتاح الإعلان عن "إشارة"، أول نظام من نوعه في العالم لترجمة لغة الإشارة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي طوره الفائزون في برنامج Dojo+ التابع لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ويهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة السمعية وتعزيز الاندماج المجتمعي.

واستضافت جلسة نقاشية بعنوان "معالجة التحديات الاجتماعية وتعزيز التقارب بين الثقافات من خلال الفن والعمل الخيري والإنساني" الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود اللتين ناقشتا دور الفن في ترسيخ الحوار والتفاهم الثقافي وأثر العمل الخيري والإنساني على تعزيز صناعة التغيير المجتمعي المنشود.

وسلطت الجلسة الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التعبير الإبداعي والعطاء الجماعي المشترك في التغلب على التحديات العالمية.

وأكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أن كل مشروع تعمل عليه يعكس رؤيتها الخاصة مستلهمة هذا المبدأ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يؤكد دائماً أهمية أن يكتب المجتمع تاريخه بنفسه بدلاً من أن يُكتب له من قبل الآخرين، مشيرةً إلى أهمية التكامل بين الثقافة وريادة الأعمال وأن دعم قطاعات المتاحف والثقافة والتعليم وغيرها تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات لضمان استدامتها وتعزيز تأثيرها في المجتمع.

وأوضحت الشيخة حور القاسمي أن شعار المهرجان "حيث ننتمي" يلهمنا جميعاً للنظر إلى من هم بحاجة حول العالم والعمل على أن يصبح كل فرد جزءاً من مجتمع آمن يضمن له حياة كريمة، لافتة إلى أن عملها مع مؤسسات عالمية أتاح لها فرصة اختبار دور الفنون كمساحة مفتوحة للحوار.

وحول عملها في عدة مشاريع فنية عالمية أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أنها تجد شغفها في مواجهة التحديات، مشيرةً إلى أنها تعمل في مشاريع متعددة تمتد بين الشارقة واليابان وسيدني في وقت واحد ومنها مشاركتها في مئوية سيدني، مضيفة أن الفرص لا تأتي مرتين وعلى الإنسان أن يستثمرها عند توافرها، وأن التغيير لا يتحقق إلا من خلال تحدي الذات أولاً.

وأشارت الشيخة حور القاسمي إلى أنها تعشق ما تقوم به حيث تعمل على مشاريع مختلفة لكنها مترابطة يجمعها الفن كأداة للتعبير والتغيير، لافتة إلى أن جامعة الدراسات العالمية التي سيتم افتتاحها في الرابع من فبراير الجاري ستكون فضاءً جديداً للأبحاث الأكاديمية وتعزيز الحوار الثقافي.

من جانبها أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أن التنوع الكبير في المجتمعات والتطور التكنولوجي يفرضان علينا البحث عن طرق فعالة للوصول إلى المستفيدين، مشددةً على أهمية ردم الفجوة بين المجتمعات وبناء جسور تواصل تعزز التعاون، موضحة أن مؤسسة الوليد للإنسانية تؤمن بقوة العمل المشترك حيث تدير مشاريعها من الألف إلى الياء لكن مع احترام احتياجات المجتمعات المحلية وتمكينها.

وأشارت الأميرة لمياء أن رؤية صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال تعتمد على دراسة كل مشروع بشكل مستقل حيث لا يوجد حل واحد يناسب الجميع بل يتم تصميم المبادرات وفقاً لاحتياجات كل منطقة لضمان تحقيق الأثر المطلوب، لافتة إلى أن قياس الأثر لا يقتصر فقط على البيانات بل لا بد من نتائج ملموسة على أرض الواقع، منوهة إلى أن التأثير الحقيقي يُقاس بمدى التغيير الذي يحدث في حياة الأفراد المستفيدين من هذه المشاريع.

وأضافت الأميرة لمياء أن المؤسسة تعاونت مع مؤسسة أمير ويلز لدعم الحرفيات والفنانات في أفغانستان وفلسطين وغيرها مما أسهم في تمكين النساء عبر توفير فرص اقتصادية لهن وحققت هذه المبادرات مخرجات ملموسة، حيث تمكنت النساء اللاتي يشكلن 95% من المستفيدات من اكتساب المهارات التي جعلتهن رائدات أعمال وأتاح لهن فرصة إعالة أسرهن مما يثبت أن الاستثمار في الفن والثقافة يمكن أن يكون أداة قوية للتنمية المجتمعية.

و ألقت معالي علياء بنت عبدالله المزروعي ضمن حفل الافتتاح كلمة رئيسية بعنوان “خارطة طريق لدولة ريادية” أشارت خلالها إلى إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق "ريادة" بالتعاون مع 16 جهة حكومية بهدف دعم وتطوير ريادة الأعمال في الدولة ورفع معدل نجاح رواد الأعمال الشباب من 30% إلى 50% بحلول 2031، موضحة أن الصندوق خصص 300 مليون درهم كحوافز لتشجيع الخريجين على دخول قطاع ريادة الأعمال.

وقالت معاليها :" أطلقنا العام الماضي النسخة الثانية من مبادرة (100 شركة من المستقبل) الرامية إلى دعم وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تطوير القطاعات الاقتصادية المستقبلية لدولة الإمارات، كما أطلقت الوزارة مبادرة (50 شركة من المستقبل)التي تركز على تقديم الدعم المتخصص وتعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين الشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة.

وأكدت معالي علياء المزروعي أن السياسات والتشريعات الاتحادية أعطت الأولوية للتنوع الاقتصادي، وأثبت اقتصاد الإمارات مرونته مع اعتماده على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل 95% من إجمالي الشركات في دولة الإمارات وتوظِّف ما يقارب 86% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الخاص والمساهمة بنسبة 63.5 % في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.

وأكدت سعادة نجلاء المدفع نائب رئيس مجلس إدارة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) أن المهرجان يجمع رواد الأعمال وصناع التغيير من حول العالم ويعكس رؤية "شراع" في تمكين المؤسسين وتعزيز بيئة ريادية مستدامة، مشيرة إلى أن المركز منذ تأسيسه في 2016 احتضن أكثر من 200 شركة ناشئة جمعت استثمارات تفوق مليار درهم وساهم في رفع تصنيف الشارقة إلى المرتبة الرابعة خليجياً في ريادة الأعمال إضافة إلى استقطاب أكثر من 40 ألف مشارك عبر المهرجان السنوي.

وأضافت :"تقدم الشارقة نماذج حية على كيفية بناء مشاريع تستمر لعقود فمبادرات مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب وبينالي الشارقة للفنون اللذين يواصلان اليوم تأثيرهما العالمي بقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والشيخة حور بنت سلطان القاسمي أثبتت أن النجاح الحقيقي يُبنى على قيم راسخة ورؤية بعيدة المدى وليس على إنجازات سريعة ومؤقتة.

وشددت المدفع على أن تحقيق النجاح المستدام يتطلب رؤية واضحة وصبراً لمواصلة المسيرة وفريق عمل مؤمناً بالفكرة وقادراً على تحويلها إلى واقع، مؤكدةً أن اجتماع الشغف مع التعاون هو ما يصنع الفرق الحقيقي في ريادة الأعمال.

من جهتها أكدت سعادة سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع ) التزام "شراع" الراسخ ببناء مجتمع مستدام وحيوي يحتضن الإبداع ويفتح الآفاق أمام الطموحات.. وقالت “ لطالما عُرفت الشارقة بأنها عاصمة التعليم والثقافة في المنطقة لكنها اليوم أصبحت أيضاً وجهة عالمية لصنّاع التغيير حيث يجد المبتكرون ورواد الأعمال بيئة تنتمي إليهم وتدعمهم”.

وقالت في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” :" يمثل المهرجان الذي يشارك به أكثر من 300 متحدث ومشارك فرصة كبيرة لجميع رواد الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين ومسؤولي الجهات الحكومية للاستفادة من التجارب والنجاحات التي يستعرضها رواد الأعمال خلال جلسات المهرجان، متوقعة أن يستقطب المهرجان على مدى يومين أكثر من 14 ألف زائر .

وأشارت إلى أن لقاءاتها مع رواد الأعمال جعلتها تدرك أن ريادة الأعمال لا تقتصر على تطوير التطبيقات الرقمية أو بناء شركات مليارية بل هي عقلية تحتفي بها فعاليات مهرجان الشارقة لريادة الأعمال وهو ما ينعكس في تنوع المواضيع والشخصيات والقصص التي يتناولها المهرجان على مدار يومين.

وكشفت سارة النعيمي عن إضافة جديدة للمهرجان هذا العام وهي منطقة "صُنع في الشارقة" التي تحتفي بالإنجازات البارزة في ريادة الأعمال والفن والتعليم والثقافة داخل الإمارة، كما أعلنت عن إطلاق "عطر الشارقة" الذي سيكون متاحاً قريباً للشراء داعيةً كل من أنجز مشروعاً مميزاً في الشارقة إلى مشاركة قصته.

وكرَّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، شركاء "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال" تقديراً لدورهم في نجاح دورته الثامنة وهم : "أرادَ" و"إعمار" و"دو" و"إمارات" و"مجلس سيدات أعمال الشارقة" و"بنك الشارقة" و"بنك الاستثمار" وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) إلى جانب "مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار" شريك الموقع و"بلدية الشارقة" شريك التمكين.

وافتتحت الشيخة بدور القاسمي خلال الحفل، منطقة "فولت" المخصصة لكبار الشخصيات في مهرجان، حيث اطّلعت على تفاصيل تصميمها إذ جاءت في تجسيد جمالي لرحلة الغوص بحثاً على اللؤلؤ وفي تشبيه رمزي لمسيرة ريادة الأعمال حيث تعبّر الحبال عن أدوات الغواصين بينما يرمز الرمل إلى أماكن استخراج اللؤلؤ وصولاً إلى اليابسة التي تمثل النجاح بعد تحديات الرحلة.

وتجولت في "المجلس" المكان الذي يعكس روح البيئة الإماراتية بتصميم مبتكر من المصممة الإماراتية جواهر الخيال واستمعت إلى شرح حول تصميمه الذي جاء على هيئة المندوس الإماراتي (الصندوق الخشبي الذي تحفظ فيه الأشياء الثمينة) وذلك في تعبير عن قيمة ومكانة كبار الشخصيات واطلعت على تجربة إنتاج "عطر الشارقة" الذي تم إطلاقه خلال المهرجان بمكونات مستوحاة من الطبيعة الإماراتية مثل الزعفران والهيل.

وبعد حفل الافتتاح شهدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي توقيع مذكرتي تفاهم الأولى بين شركة "مايكروسوفت الإمارات" و"شراع" و"شروق" و"الجامعة الأميركية في الشارقة" تستهدف خلق فرص جديدة للطلاب ورواد الأعمال الطموحين من خلال ربط التحصيل الأكاديمي بالخبرة العملية .

وضمت قائمة الموقعين كلاً من نعيم يزبك مدير عام "مايكروسوفت الإمارات" وسعادة سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي المدير التنفيذي لـ"شراع" وسعادة أحمد القصير المدير التنفيذي لـ"شروق" والدكتور تود لورسن، مدير "الجامعة الأميركية في الشارقة". كما وقع سعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لـ"مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار" ومارينا دونوهو مديرة البحوث والابتكار في "إنتربرايز إيرلندا" بحضور سعادة أليسون ميلتون سفيرة جمهورية إيرلندا لدى دولة الإمارات مذكرة التفاهم الثانية بين الجانبين بهدف تعزيز البحث والتعاون التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية إيرلندا.

وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” قال خالد النعيمي مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب:" شاركت خلال المهرجان الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة في جلسة حول أهمية دور الشباب في تعزيز الاقتصاد الوطني من حيث إطلاق المشاريع الخاصة وإلقاء الضوء على التحديات التي قد يواجهها الشباب والحلول المناسبة لإنجاح أعمالهم مع أهمية التأكيد على التواجد العالمي للشركات الإمارات بما يخدم دولة الإمارات و القوة الناعمة على المستوى الدولي".

وقال علي بن زايد الفلاسي، نائب أول الرئيس للتسويق في شركة بترول الإمارات، إن مهرجان الشارقة لريادة الأعمال يتماشى مع رؤية الشركة في دعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في الدولة، مؤكدا أن الشركة تعد من الداعمين الرئيسيين للمهرجان ولعدد من مشاريع رواد الأعمال في محطات الوقود ونظام الأعمال بالشركة.