الشارقة في 19 فبراير/وام/ افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيسة الفخرية لجمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ " ERRA" اليوم أعمال المؤتمر الدولي الأول لإدارة حقوق النسخ في دولة الإمارات الذي تنظّمه الجمعية على مدار يومين في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النسخ " IFFRO".
حضر الحفل الافتتاحي للمؤتمر معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد و معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة ومعالي نورة الكعبي وزيرة دولة إلى جانب نخبة من المسؤولين و الخبراء الدوليين المتخصصين في مجال الإدارة الجماعية لحقوق النسخ والملكية الفكرية والصناعات الإبداعية وكوكبةً من الكتّاب والناشرين وأصحاب الأعمال الإبداعية والأكاديميين.
وأكّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أن دولة الإمارات برؤيتها الطموحة واقتصادها القائم على الإبداع والمعرفة تدرك أن حماية حقوق النسخ ليست مجرد التزام قانوني بل هي ضرورة حتمية لازدهار الاقتصاد الإبداعي وتعزيز الابتكار مشيرةً إلى أن حقوق الملكية الفكرية تشكّل الركيزة الأساسية التي تُمكّن المبدعين من تحويل أفكارهم إلى مشروعات مستدامة تُثري المشهد الثقافي والاقتصادي على حد سواء.
وقالت إنه في عالم تعد فيه الأفكار والمعرفة شكلاً من أشكال رأس المال فإن حماية حقوق المبدعين ليست مجرد التزام قانوني بل ضرورة استراتيجية وتشكّل الملكية الفكرية الدعامة الأساسية للاقتصاد الإبداعي المزدهر الذي يُمكّن الناس ويعزز الصناعات ويدعم الابتكار المستدام ومن خلال هذا المؤتمر الدولي الأول لحقوق النسخ في دولة الإمارات نجدد التزامنا بوضع أطر تحقق التوازن بين إمكانية الوصول والإنصاف في الحقوق لضمان استمرار مساهمة المؤلفين والناشرين والمبدعين بإثراء المجتمعات حول العالم ليبقى الإبداع قوةً دافعةً للتقدّم الثقافي والاقتصادي.
وثمن معالي عبدالله بن طوق المري الجهود التي تبذلها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في تعزيز قطاع النشر والصناعات الإبداعية في دولة الإمارات ودورها القيادي في الدفع بعجلة التعاون الدولي لحماية حقوق المبدعين وتمكينهم.
وقال إن استضافة دولة الإمارات للمؤتمر الدولي الأول لحقوق النسخ يعكس التزامها ودورها الفعّال في تعزيز النقاش والحوار على المستويين المحلي والعالمي لتوفير كافة الممكنات والسُبل التي تدعم حماية حقوق الملكية الفكرية لا سيما حقوق النسخ مشيراً إلى أن الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة قطعت أشواطاً واسعة في تطوير بيئة تشريعية متقدمة لقطاع الملكية الفكرية اعتماداً على أفضل الممارسات المتبعة لا سيما المرسوم بقانون اتحادي 38 لسنة 2021 بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والذي عملت وزارة الاقتصاد بالتعاون مع شركائها على تطويره من أجل خلق مناخ تشريعي تنافسي وقوي للمؤلفين وأصحاب الأعمال الإبداعية بما يُرسخ مكانة الإمارات وجهة عالمية رائدة للصناعات الإبداعية.
وأضاف أن تعزيز التعاون الدولي في حماية النسخ والتعاون مع المؤسسات العالمية المعنية أمر ضروري لتبادل أحدث الخبرات والممارسات والتوجهات في هذا الصدد ، لذلك حرصت الإمارات على الاستباقية في الانضمام إلى المعاهدات الدولية وإبرام الشراكات المثمرة والتي من شأنها تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية ودعم نمو أعمال وأنشطة القطاعات الإبداعية مثل الثقافة الفنون والموسيقى والآداب.
واستعرض ابن طوق مجموعة من الأرقام التي حققها قطاع الملكية الفكرية في الدولة بنهاية 2024 ومن أبرزها وجود أكثر من 370 ألف علامة تجارية وطنية ودولية مُسجّلة في الأسواق الإماراتية وأكثر من 21000 من المصنفات الفكرية المُسجّلة في الدولة في حين تم استقبال قرابة 24500 ألف طلب للتسجيل في المصنفات الفكرية ووصل إجمالي براءات الاختراع المُسجّلة في الدولة إلى أكثر من 6100 ألف براءة اختراع و9500 إجمالي النماذج الصناعية المُسجّلة مشيراً إلى أن "مختبر مكافحة القرصنة" الذي دشنته الوزارة في العام الماضي لحجب المواقع الإلكترونية المنتهكة لحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف والنشر نجح في حجب 4076 ألف موقع مخالف.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر في يومه الأول جلسات نقاشية ركّزت على القضايا المحورية في المؤتمر حيث عقدت جلسة بعنوان "الاستخدام غير المصرح به ومدى تأثيره على مردود الأعمال الإبداعية" بمشاركة الدكتور عبدالرحمن المعيني الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد وجيم ألكسندر المدير الدولي لوكالة حقوق النشر في " IFRRO " والدكتورة شارون وونغ من جمعية ترخيص حقوق النسخ في هونغ كونغ والدكتور محمد الكمالي من "ERRA".
وشهدت الجلسة الثانية بعنوان "الإدارة الجماعية بوصفها حلاً" مشاركة كل من مايكل هيلي المدير التنفيذي لأصحاب الحقوق والعلاقات الدولية في " CCC " و سارة تران من " IFRRO" وجيمس بينيت من وكالة ترخيص حقوق النشر في المملكة المتحدة وآنا ماريا كابانيلاس من مركز إدارة حقوق الطبع والنشر في الأرجنتين "CADRA".
وتناولت جلسة ثالثة بعنوان "الذكاء الاصطناعي والمكتبات في العصر الرقمي" تأثير التطورات التكنولوجية على مستقبل المكتبات ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الوصول إلى المعرفة وحماية حقوق النسخ بمشاركة كل من فاطمة الحوسني من وزارة الاقتصاد ومايكل هيلي من " CCC " ونادية مسعود من جامعة الشارقة وشيخة المطيري من جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات.
وسلطت جلسة "تأثير التغييرات التكنولوجية والاجتماعية على أصحاب الحقوق" الضوء على كيفية تكيّف المبدعين والمؤسسات مع التحولات الرقمية والمجتمعية التي تؤثر على حقوق الملكية الفكرية بمشاركة الكاتب والإعلامي محمد بن دخين رئيس مجلس إدارة " ERRA "وراشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين والدكتور عبدالله الشرهان أمين سر وعضو مجلس إدارة الجمعية والكاتبة نادية النجار وأحمد حسين الرئيس التنفيذي لمركز ماليزيا لحقوق النسخ "MARC".
و شملت فعاليات اليوم الأول حفل تكريم قدّمت خلاله الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جوائز تقديرية للشركاء الاستراتيجيين ممثّلين بمعالي عبدالله بن طوق المري وسارة تران من " IFRRO "فضلاً عن المتحدثين في المؤتمر .