أبوظبي في 6 مارس/ وام/ في واحد من أفضل وأقوى الراليات الصحراوية الطويلة، ضمن بطولة العالم هذا العام، خطف رالي أبوظبي الصحراوي الأضواء العالمية، في نُسخته الـ34 ، التي أقيمت مؤخرا تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وبالتعاون بين منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية ومجلس أبوظبي الرياضي، حيث شهد الرالي إدخال مجموعة من التحديثات، واجه المتسابقون على أثرها تحديات البداية في مرحلة مزيرعة، ثم خاضوا مخيم الماراثون المكون من مرحلتين، قبل الاندفاع بأقصى سرعة خلال المرحلة الخامسة وصولًا إلى أبوظبي وخط النهاية.
وزادت هذه التحديثات من صعوبة وإثارة الرالي، بعد انطلاقه للمرة الأولى في تاريخه من العين، وهو ما عبّر عنه البطل العالمي، القطري، ناصر العطية، قبيل انطلاق السباق، بتوقعه أن يكون سباقاً صعباً، لكنه وعد وقتها بتقديم أفضل ما يُمكنه للفوز مرة أخرى، حيث أشار إلى امتلاكه الخبرة والحماس للانطلاق من العين للمرة الأولى وتحقيق الفوز، وهو ما حدث بالفعل، حيث تُوّج «العطية» للمرة الخامسة في أبوظبي.
«العطية» بات يحتل المرتبة الثالثة في القائمة التاريخية للفائزين برالي أبوظبي، فئة السيارات «ألتيميت»، بعد الفرنسيين، ستيفان بيترهانسل صاحب الـ7 ألقاب في رالي أبوظبي، ومواطنه جان لويس شليسيه بـ6 ألقاب، وكلاهما من أبطال العالم، وحصد ناصر العطية لقبه الخامس في رالي أبوظبي، وهو الثاني على التوالي بعد تتويج 2024، بفارق 17 عاماً عن فوزه الأول عام 2008، قبل عودته لمنصات التتويج الإماراتية في نُسختي 2016 و2021.
ورغم صعوبة السباق، تمكن العطية من الفوز به في زمن قدره 14 ساعة و26 دقيقة و55 ثانية، بفارق دقيقتين عن البرازيلي لوكاس مورايس، و11 دقيقة قبل الأميركي سيث كونتيرو، حيث كان العطية قد أنهى النُسخة الماضية في عام 2024، خلال زمن قدره 16 ساعة و20 دقيقة و9 ثوانٍ.
وبحسب الموقع الرسمي للسباق، فإن 38 فريقاً أكملوا الرالي، بنسبة 74%، بينما كانت أكبر مفاجآت الرالي، عدم إكمال البطل العالمي الفرنسي، سباستيان لوب، السباق حتى النهاية، وهو صاحب الرقم القياسي بالفوز بـ9 ألقاب في بطولة العالم.
وأعادت دانية عقيل كتابة التاريخ في رالي أبوظبي، مثلما فعلت عام 2021، عندما توّجت بكأس العالم لراليات الباها الصحراوية، حيث باتت أول امرأة تفوز بجولة من البطولة، لتُحقق أول فوز لها في بطولة العالم للراليات الصحراوية، في فئة «تشالنجر»، التي شهدت عدم إكمال 3 مشاركين فقط في السباق، بنسبة إنجاز تجاوزت 78%، بينما أنهته «عقيل» في زمن قدره 15 ساعة و44 دقيقة و25 ثانية، بفارق 3 دقائق و28 ثانية، عن صاحب المركز الثاني، الإسباني باو نافارو، وبلغت نسبة إكمال المتسابقين في فئة «إس إس في» 84.6%، التي فاز بها الأرجنتيني جيريمياس فيريولي.
وكان الأسترالي، دانيال ساندرز، قد حقق هو الآخر لقبه الأول في رالي أبوظبي، حيث فاز في فئة «رالي جي بي» للدراجات النارية، بزمن قدره 14 ساعة و20 دقيقة و56 ثانية، التي شهدت إكمال 7 متسابقين الرالي حتى النهاية، من إجمالي 8، وكانت المفاجأة أن الوحيد الذي لم يتمكن من إكمال السباق، هو بطل العالم روس برانش، البوتسواني، على غرار ما حدث مع «العالمي» لوب في رالي السيارات، كما استمرت مفاجآت الرالي الإماراتي، بتتويج الجنوب أفريقي، مايكل دوكيرتي، في فئة «رالي 2»، ليكون أول متسابق يفوز بجميع مراحل جولات العالم في تلك الفئة.
وعبر سعادة عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عن فخره بالنجاح الكبير الذي حققه رالي أبوظبي الصحراوي، قائلاً إنه رسّخ مكانته كواحد من أهم وأعرق الراليات الصحراوية الطويلة في العالم.
وقال سعادة خالد بن سليم، رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية: «رالي أبوظبي الصحراوي 2025 هو الأنجح حتى الآن، ومع 60% من المسار الجديد، زادت صعوبة التحدي للمتسابقين وارتفعت الإثارة للجماهير».وهو الأمر الذي أكدته إحصائيات التفاعل الإعلامي، حيث وصلت تغطيته العالمية إلى 190 دولة، وتضمنت التغطية الإعلامية حزمة من أبرز اللحظات، امتدت لـ 13 دقيقة لمرحلة التصفيات، إلى جانب خمس حزم يومية من 26 دقيقة سلطت الضوء على مجريات ومنافسات الحدث، وتم إنتاجها باللغتين العربية والإنجليزية، كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً قياسياً، عبر 700 منشور حول الرالي الإماراتي، حصدت 3.8 مليون مشاهدة خلال مختلف القنوات.