ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم تقديم ندوة بعنوان "التحديات والفرص في صناعة السينما السعودية" لمناقشة نمو صناعة السينما في المملكة العربية السعودية والصعوبات والفوائد المحتملة التي نتجت عن التوسع الأخير لهذه الصناعة، ومسئلة التمويل داخل وخارج المملكة، بحضور صانعو الأفلام السعوديون، ومن بينهم هند الفهاد وعبدالمحسن الضبعان، وأحد أبرز صناع الأفلام السعوديين أسامة الخريجي والكاتبة والمخرجة جواهر العامري، بإدارة الناقدة ماريانا هريستوفا وتم مناقشة سبل معالجة المشاكل الثقافية والتنظيمية في صناعة السينما،
والقا الضوء على مبـادرات الدعم التي تتبناها السعودية وكيـف تعمل هـذه التغييرات على تشكيل مستقبل السـينما السعودية، وخلق مسارات جديدة لصناع الأفلام والسرد السـينمائي للوصول إلـى الجماهير حول العالم، مع استكشاف أيضًا قضايا تمويل الأفلام وإمكانية دخول السوق. تحظى صناعة السينما في المملكة العربية السعودية بدعم من المبادرات الحكومية الأجنبية والسعودية، وتأثيرها على تطور صناعة السينما في المنطقة بحضور عدد من حضور المهرجان من هيئة الافلام السعودية وعدد مم السينمائيين المشاركين من السعودية والخليج في المهرجان، وعدد من الصحافة العربية والاجنبية ومدير المهرجان الناقد عصام زكريا.
استرجعت المخرجة هند الفهاد تجاربها في صناعة السينما وأدركت أهمية صناعة السينما الصعبة وازدهارها، مشيرة إلى أنها تعلمت فن الإخراج منذ البداية وكانت من أصغرهن في المهنة وتولت الخطوات اللازمة لتحسين قدراتها. رحلة عبر التجريب والافتراضات الخاطئة والبحث عن حل والمشاركات.
وقالت الفهاد إنها لم تدرس السينما، لكن شغفها الحقيقي هو التصوير الفوتوغرافي، وانتهت مؤخراً من مشروعها التصويري "من أنا" الذي يجسد جوهرها، لكنها أدركت في النهاية أن الصورة لم تكن الخيار الوحيد بالنسبة لها . وأول عقبة واجهتها كانت تحديد فريق دعم مناسب، وقالت: "هو أمر لم يكن متوقعًا بالنسبة لي. لقد عمل، حيث كانت المهرجانات السينمائية في ذلك الوقت هي المكان الوحيد الذي يمكن أن يجتمع فيه جميع العشاق، كما كان يعمل أيضًا".
كانت بدايات المخرجة السعودية مليئة بالتعقيد، وكانت نقطة انطلاقتها هي الأفلام القصيرة التي لا تزيد مدة أحداثها عن 3 دقائق. اختارت موقعًا منفردًا للتصوير، وساعدت في تدريب الممثلة، واختارت موقع التصوير المفضل لديها. وفقًا لها، فقد مر وقت طويل قبل أن تدخل في صناعة الأفلام وكانت لا تزال تبحث عن الدور بمفردها. نفس الأصل.
تشهد المملكة العربية واكد المشاركون في الندوة ان السعودية حاليًا تحولًا كبيرًا في صناعة السينما، مع حدوث تحول كبير بين الاستوديوهات والكوادر، مما أثر على صانعي الأفلام.
وتحدث المنتج والمخرج أسامة الخريجي، عن الدعم السعودي في صناعة السينما، في إشارة إلى الجهات التابعة للسعودية مثل وزارة الثقافة وهيئة الافلام ونيوم واثراء وعدد من الصناديق، مثل برنامج "ضوء" ودعمه للأفلام و"العلا"، فضلا عن مبادرة دعمًمؤسسة البحر الأحمر، والعديد من الصناديق والجهات الداعمة بالسعودية، والتي تشمل دعم للسعوديين وغيرهم.
وأوضح الخريجي، ان بالرغم من وجود نظام راسخ لم يكن موجودا في السابق. تشهد السينما السعودية تحسنًا وتنوعًا بشكل مطرد، ومع إعادة افتتاح قاعات السينما في عام 2018، حققت شيئًا لا يمكن لأي دولة أخرى في العالم أن تضاهيه. وحققت الأفلام غير السعودية، وخاصة الأفلام المصرية، ما بين 30 إلى 40 ٪ من إيراداتها في المملكة، وكذلك أفلام هوليوود التي حققت إيرادات تتراوح بين 3 إلى 7٪ في السوق. وزادت الأفلام السعودية والأميركية بنسبة 7 ٪، إضافة إلى الأفلام الأميركية.
وذكر أن الطريقة التي تسير بها الأمور في المملكة تشير إلى أن السينما لا تزال خيارًا قابلاً للتطبيق للاستمتاع بها في المسارح أو عبر الإنترنت، وأن هناك حماسًا من الممثلين والمنتجين في القطاع الخاص لإنتاج أفلام سعودية، خاصة بعد إصدار “ سطار” عام 2022.
إن إحياء السينما السعودية هو نتيجة مباشرة للانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على دعم رؤية "السعودية 2030"، والتي تتضمن تحركات المملكة الأخيرة لدعم المبدعين السعوديين، ورفع الحظر عن قاعات السينما، وإنشاء دور سينما جديدة وتنفيذ العديد من الإصلاحات، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات الترفيهية والثقافية، وتعقد أيضًا اجتماعات للأنشطة الفنية المصاحبة.
وقد كان من الآراء التي أجمع عليها الحضور أن تطور الفن السعودي لا يقتصر على الجانب المحلي، بل يمتد ليشمل المشاركة في مشروعات إقليمية ودولية، وأن هذه النقلة النوعية تأتي ضمن الخطط الطموحة التي وضعتها السعودية للنهوض بالقطاع الفني وتوفير كل الإمكانات والتقنيات التي تحقق أفضل إنتاج وتستقطب المواهب من مختلف أنحاء العالم. كما تحدث عدد من صناع السينما في السعودية، عن بداياتهم الفنية، وكيف جاءت الخطوة الأولى، وما هي الصعوبات مروا بها.
فقالت جواهر العامري إنها بدأت ككاتبة ومعدة في القنوات الفضائية، قبل أن تقدم فيلمها القصير، ودرس عبد المحسن الضبعان الهندسة الطبية، لكن شغفه بالسينما جعله يعمل بالكتابة الصحافية في المجال الفني، حتى قدم فيلمه الأول، وأشار أسامة الخريجي إلى أن بدايته قديمة من 2006، وكان يقابل عبد المحسن في مهرجانات خارج السعودية.