افتتحت سعادة السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة المنتدى العالمي التاسع لسياحة الطهي 2024 بحضور سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، وكل من السيد زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والسيد جوكس ماري آيزيجا، المدير العام لمركز الباسك للطهي، وعدد من السفراء والمسؤولين والمختصين في مجال الطهي.
ورحبت سعادة وزيرة السياحة في كلمتها الافتتاحية بالحضور في المنتدى العالمي لسياحة الطهي، الذي يُعد حدثًا مهمًا حيث تستضيفه مملكة البحرين لأول مرة في الشرق الأوسط.
وبيّنت أن المنتدى يقام في ظل اهتمام الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،حفظه الله، ودعمه للسير قدمًا لتحقيق الرؤية الإستراتيجية للسياحة 2022-2026، مما يجعل هذا المنتدى المهم حقيقة واقعة.
كما توجهت بالشكر لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على ثقتها في اختيار مملكة البحرين لاستضافة هذا الحدث المرموق، مما يعكس التزام مملكة البحرين بتطوير قطاع السياحة وتسليط الضوء على تراثها الثقافي الغني وتقاليدها المتنوعة في الطهي.
وأشادت سعادة الوزيرة بالتعاون المثمر مع مثل هذه المنظمة المرموقة، مؤكدةً السعي لضمان أن يعمل هذا المنتدى كمنصة استثنائية للحوار والتعاون العالمي في مجال سياحة فن الطهي.
وقالت إن هذا الاجتماع يأتي بهدف استكشاف الإمكانات التحويلية لسياحة فن الطهي، وإدراكًا لدورها الحيوي في المشهد السياحي العالمي، حيث تكشف الإحصائيات الأخيرة أنه في عام 2023، شهد قطاع السياحة في البحرين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 25% في أعداد الزوار وزيادة بنسبة 32% في عائدات السياحة، إلى جانب نمو بنسبة 10.7% في خدمات الإقامة والطعام، مشيرة إلى أن هذه الإحصائيات تؤكد أن فن الطهي محرك اقتصادي مهم.
وبيّنت أن المنتدى يأتي هذا العام ليؤكد قدرة سياحة فن الطهي على دفع التنوع الاقتصادي والشمول، مع التأكيد على مشاركة أصحاب المصلحة على كل مستوى من مستويات سلسلته القيمة، من خلال دمج الممارسات المستدامة في جميع أنحاء سلسلة الغذاء، مثل الحد من هدر الغذاء، والتركيز على المصادر المحلية، وضمان الحوكمة الفعالة، حيث يمكننا شق طريق نحو النمو المستدام الذي يعود بالنفع على المجتمعات ويعزز تجربة الزائر.
وأكدت الوزيرة الصيرفي ترحيب مملكة البحرين بالعالم في هذا التجمع التاريخي، إيمانًا بأن سياحة فن الطهي هي أكثر من مجرد صناعة – إذ تمثل جسرًا يربط الثقافات ويحتفل بالتنوع ويمكّن المجتمعات، مما يؤكد الالتزام المشترك بمستقبل أكثر استدامة وترابطًا.
وبيّنت أن هذا المنتدى يمثل فرصة للتعاون والابتكار وتعزيز هذا المجال، وتشكيل مستقبل سياحي لفن الطهي، لافتة إلى العمل على إنشاء قطاع سياحة فن الطهي أكثر استدامة وشمولاً لا يعود بالنفع على مناطقنا فحسب، بل يثري المجتمع العالمي ككل.
من جهته، تحدث السيد خوسي ماري آيثيغا، المدير العام للمركز الباسكي لفن الطهي، في كلمته عن تاريخ السياحة الغذائية، وأشار إلى أن السياحة الغذائية أصبحت ظاهرة متزايدة تتطلب إقامة منتدى عالمي لتبادل أفضل الممارسات بين الدول، مشيرًا إلى أن السياحة الغذائية تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين الدول والمدن، ومبينًا أهمية التواصل وتبادل المعرفة الذي يسهم في تحسين السياسات المحلية وتعزيز تجربة المواطنين، ودور الجميع في خلق عمل جماعي لمواجهة التحديات العالمية.
ثم طرح تطور مفهوم الغاسترونومي (مفهوم فن الأكل) خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، حيث أصبح مفهومًا شاملًا يتضمن جوانب متعددة مثل العمل، التغيير، التعليم، والثقافة، وبيّن أهمية التعليم والإدارة، حيث تم إنشاء مكتب الغاسترونومي قبل 15 عامًا لتلبية المهام التعليمية والإدارية المتعلقة بهذا المجال.
من جانبه، أوضح السيد زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أهمية تنظيم النسخة التاسعة للمنتدى الذي يقام في مملكة البحرين لأول مرة، وأكد أن هذا الحدث يشهد زيادة ملحوظة في عدد المهتمين بالمشاركة، مما يعكس نجاح الفعالية في جذب الانتباه العالمي، وأشاد في كلمته بتنوع المواضيع التي يتناولها المنتدى إلى جانب الطعام مثل التكنولوجيا والابتكار والثقافة.
وسلّط زوراب بولوليكاشفيلي الضوء على الأهمية العالمية المتزايدة لسياحة فن الطهي وتأثيرها في العلامات التجارية لوجهات وإستراتيجيات السياحة.
وأشاد بحسن التنظيم وحسن الضيافة التي تتمتع بها مملكة البحرين، منوهًا بدور المنتدى في تبادل أفضل الممارسات وتعزيز التعاون، وشدد بولوليكاشفيلي على أن سياحة فن الطهي تشمل الآن سلسلة قيمة واسعة، تدمج إنتاج الغذاء والتراث الثقافي والفرص الاقتصادية، ودعا المشاركين إلى العمل معًا لتشكيل مستقبل مستدام لهذه الصناعة.
بعدها أقيم حفل تكريم سفراء منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة حول سياحة فن الطهي، وهم: الشيف تاليا بشمي من مملكة البحرين باعتبارها كبيرة طهاة ساهمت في نشر ثقافة الطهي حول العالم، ومن كرواتيا السيد رودولف ستيفان المتخصص في الوجبات المحلية التقليدية، ومن إسبانيا شيف دييجو بانييرو صاحب تجربة مهمة في نشر أطباق المطبخ الإسباني، كما تم الإعلان عن ثلاث منح لدعم سياحة فن الطهي مقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطهي ومعهد الباسك للطهي، تهدف إلى تكوين أصحاب المهارات في سياحة فن الطهي.
بعدها بدأ برنامج الجلسات التي تتناول عددًا من المحاور المهمة، كتسويق العلامات التجارية للوجهات من خلال فنون الطهي، والسياسات اللازمة لتعزيز سياحة الطهي، كما ستتم مناقشة دمج الممارسات المستدامة في سلسلة الغذاء، ودبلوماسية فن الطهي كأداة لنشر الثقافة الدولية، بالإضافة للتعرف على الحلول المبتكرة لاستدامة الصناعة، والتوجه نحو المجتمعات المحلية، ودور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل سياحة الأغذية، بالإضافة إلى دراسة الاتجاهات المستقبلية وتجارب الطهي الثقافية.
وعلى هامش أعمال المنتدى، سيتم الإعلان عن افتتاح عدد من المطاعم العالمية الجديدة في مملكة البحرين، فضلًا عن عقد الشراكات النوعية بين الجهات المعنية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، والتي من شأنها أن تساهم في تنمية القطاع وتعزيز مكانة مملكة البحرين.