إن من أبرز الملامح المميزة للسينما الجديدة في الهند عدم خضوع أساليبها واتجاهاتها للتصنيف الجامد، فبدأ بعض المخرجين التحليق في السينما الخيالية وأفلام الرعب وهذه النوعية من الأفلام بابتكاراتها التكنيكية المعقدة انتشرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية في " بوليود، وكوليوود وهي بالمناسبة سينما التاميل" وشاهدت تقريبا معظم الأفلام الهندية المرعبة المهمة منها فيلم " كاكودا" للمخرج اديتيا ساربوتدار والنجمة سوناكشي سينها ابنة الممثل الكبير شاتروغان سينها، وفيلم " كوماري" للمخرج نيرمال ساهاديف وغيرها، ولكن استوقفني فيلم " شيطان" للنجم اجاي ديفجان في دور " كبير ريشي" وإخراج فيكاس باهل، والذي تدور أحداثه حول أسرة يقتحم حياتها رجل غريب الأطوار فجأة ويلقي سحر أسود على ابنتهما لتبقى أسيرة للوحشية الرابضة في داخل ذلك الرجل الذي يستحوذ على منزلهما بواسطة الشر ولا يسمح لأحد بالفرار. وسيطرة الرجل على الابنة كتنوعيه من تنويعات الاستحواذ، فتعاني من غياب للوعي وتنويم مغناطيسي يزعج الوالدين وهذا المجنون الذي يقحم نفسه عليهما، ومع توالي الأحداث يتضح أن هذا الرجل يطلق على نفسه بالشيطان وتتكامل الصورة الرهيبة باحتجاز عدد كبير من الفتيات بعد تنويمهن مغناطيسيا حاملا الهلاك إلى بقية العالم عبر التضحية برميهن في النار، وينجح في النهاية " كبير ريشي" من إبطال مفعول التعويذة الأخيرة بعد قطع لسانه الرجل الشيطان  ويتم تحرير الفتيات ، حيث كان لسانه وصوته عدوى الشر التي تتسبب في التنويم والتأثير عليهن. وينتهي الفيلم بفاصل من العبقرية الجامحة، حيث يحتجز " كبير ريشي" الرجل الشيطان في قبو تحت الأرض مربوطا لا حول له ولا قوة وبعيدا عن أعين البشر ليجعله أكثر ألفة مع حياة العذاب الجديدة التي يستحقها. هذه التجربة لفتت انتباهنا كثيرا نحوها لأنها بعيدة عن إطار القصص العادية والرعب المبتذل والمحاكاة، فقد تم صناعة الفيلم بمهارة لا حدود لها، ولا يمكن للمشاهد مقاومة فتنته الكاسحة وسحره الحقيقي، وطريقة تعامل المخرج مع اللقطات يشبه كبار الرسامين، من حيث انعكاس الخطوط والتكوينات، والموسيقى تكمل روعة المشاهد وقد استطاع الفنان  اجاي ديفجان باحترافيته وعظمة موهبته تكوين فريق قوي معه في الفيلم باعتباره على رأس المنتجين للفيلم.