أفادت المستشارة الخاصة بحقوق الإعاقة الدولية في وزارة الخارجية الأميركية سارة منقارة، بأن اللقاءات التي أجرتها أثناء زيارتها مملكة البحرين، تعد فرصة مهمة لمواصلة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأشارت إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والبحرين في هذا المجال تمتد لسنوات عدة، إذ تم عقد العديد من الحوارات الاستراتيجية بين البلدين لمناقشة قضايا الإعاقة. وذكرت باللقاء الذي نظمته سفارة الولايات المتحدة الأميركية في مملكة البحرين لـ “البلاد”، أنها في أحد هذه الحوارات، التقت السفير البحريني في واشنطن، حيث تمت مناقشة الاستراتيجية الوطنية التي طورتها البحرين في مجال الإعاقة، مشيدة بالزخم الذي تظهره البحرين نحو تحقيق شمولية أكبر للأشخاص ذوي الإعاقة. وأكدت منقارة، أن المرحلة المقبلة تتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجيات الوطنية بشكل فعّال، إضافة إلى أهمية الاستماع إلى ملاحظات وتغذية المجتمع من الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن ما يجب تحسينه وتطويره في هذه السياسات. وأضافت، أن التحدي الأكبر على مستوى العالم يتمثل في كيفية النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط من منظور “الحماية الاجتماعية”، بل كونهم مساهمين فعليين في الاقتصاد. وأوضحت، أن من أولوياتها تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من اكتساب مهارات جديدة في مجالات حيوية مثل الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، التي تعد محورية في الاقتصاد العالمي اليوم. وفي هذا السياق، شددت المستشارة منقارة على ضرورة أن تتبنى جميع الوزارات في البحرين هذا النهج، وليس فقط وزارات الشؤون الاجتماعية، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والعمل، بل أيضا وزارات أخرى مثل وزارة المالية، ووزارة الاستثمار، ووزارة التجارة. وأضافت، أن التعاون بين جميع الوزارات ضروري لضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية. كما تحدثت منقارة عن زيارتها للمنطقة، إذ بدأت جولتها في أبوظبي لحضور مؤتمر الألعاب الخاصة، ثم انتقلت إلى دبي لإجراء اجتماعات ثنائية، ومن ثم توجهت إلى البحرين. وأشارت إلى أن البحرين تعد البلد الـ 50 الذي تزوره في غضون 3 سنوات، ما يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم قضايا الإعاقة في العالم. وذكرت أن البحرين هي خامس دولة في مجلس التعاون الخليجي تزورها بهذا السياق، مع بقاء دولة واحدة أخرى للزيارة. وأوضحت أن الهدف من هذه الزيارات هو تعزيز التعاون مع البحرين بشأن السياسات الوطنية المتعلقة بالإعاقة، إضافة إلى دعم البحرين في دورها، كونها رئيسة للجامعة العربية، في الدفع بقضايا الإعاقة على مستوى العالم العربي. وقالت “نحن نركز على تعزيز السياسات الوطنية في البحرين، لكننا نأمل أيضا في استغلال رئاسة البحرين للجامعة العربية لدفع قضايا الإعاقة في المنطقة، وكذلك عبر المنظمات متعددة الأطراف”. وأكدت منقارة ضرورة تغيير التصور المجتمعي عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وأضافت “نحن بحاجة إلى تغيير السرد المجتمعي بشأن الإعاقة، إذ ما يزال هناك تصور عالمي ينظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة إما عبر عدسة الرعاية والشفقة، أو عبر ما نسميه إلهام النمط، إذ يُنظر إلينا على أننا أبطال فقط لأننا نعيش حياة طبيعية مثل الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على وظيفة أو تأسيس أسرة، هذا يجب أن يكون هو المعيار المتوقع، والمجتمع يجب أن يتقبلنا بشكل طبيعي”.   واختتمت منقارة تصريحها بالقول “إذا كنت شخصا ذا إعاقة، فكن فخورا بما أنت عليه واحتفظ بهويتك، وإذا كنت جزءا من المجتمع، لا تشفق علينا ولا تحاول أن ترفعنا إلى مستوى الإلهام فقط، بل اعمل معنا لتمهيد الطريق وإزالة الحواجز التي تحول دون مساهمتنا الكاملة في المجتمع”.