أكد استشاري جراحة المسالك البولية والمناظير د. أكبر علي راشد جلال، أن المنطقة تشهد حاليا زيادة في نسبة الإصابة بسرطان البروستات؛ بحسب ما رصدته منظمة الصحة العالمية. ويعد شهر نوفمبر شهر التوعية بسرطان البروستات، وهو حدث عالمي يلقى اهتماما ومشاركة واسعة في مختلف أرجاء العالم. وفي هذا الصدد قال د. أكبر: نشهد حاليا زيادة عالمية في حالات الإصابة بسرطان البروستات، وفي الوقت الذي كنا نسجل نسبا قليلة في المنطقة للإصابات، أصبحنا أيضا نشهد زيادة، وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات حديثة، إلا نسبة زيادة عدد المصابين في المنطقة تتراوح ما بين 2 و3 %. وأضاف: لا توجد أسباب واضح للإصابة، إلا أن هناك عوامل خطورة تزيد من احتمال الإصابة، ومن أهمها التقدم في السن، تغير نمط الحياة، وتناول الأطعمة المشبعة بالدهون والدهون الحيوانية، إضافة إلى أن التاريخ العائلي والوراثة يلعبان دورا في الإصابة بسرطان البروستاتا. وذكر أن سرطان البروستاتا يعد من أكثر السرطانات شيوعا عند الرجل، مشيرا إلى أنه في السابق كان الرجال من متوسط عمر 65 عاما هم الأكثر إصابة، إلا أنه وجدت الدراسات حديثا أن نسبة الإصابة في الفئات العمرية بدأت تقل عما هو معتاد، ففي السابق كان يتم رصد المرض في سن السبعين، وبعدها انخفض إلى سن 65، وحاليا يتم تشخيص إصابات بين الشباب والفئات العمرية الأقل من 65.  وأشار إلى أن الفحوصات المنتظمة لسرطان البروستاتا تلعب دورا مهمًا في الحفاظ على صحة الرجال، واكتشاف المشكلات المحتملة في البروستات، مبينا أنه يمكن الكشف عن المرض مبكرا عن طريق فحوصات تحليل الدم، إذ يتم قياس بروتين PSA الذي تنتجه البروستاتا في الدم، كما يتم إجراء بعض الفحوصات السريرية، وفي حال كان هناك شك في الإصابة يتم أخذ صورة رنين مغناطيسي، بعد ذلك قد يتم إجراء خزعة من البروستاتا لتأكيد التشخيص النهائي. وقال: دائما ما ننصح الرجال بعمل الفحص المبكر، لأن المريض قد لا يشتكي من أي أعراض، فنسبة كبيرة من الإصابات تكون من دون أعراض، وبعضها تكون لها أعراض بسيطة ككثرة أو صعوبة أو تقطع التبول، وقد يصاب المريض بتكرار في عملية التبول أو وجود دم في الأبوال أو في السائل المنوي، وقد يصاب المريض بألم في الظهر أو الحوض. وذكر أن خطة العلاج تكون بناء على حالة المريض ووضعه الصحي وعمره ومدى انتشار المرض، فقد يكون العلاج جراحيا أو هرمونيا باستخدام الهرمونات، أو كيميائيا أو إشعاعيا. وعن المضاعفات المحتمل حدوثها قال: في حال عدم السيطرة على سرطان البروستاتا، قد ينتشر بشكل موضعي أو ثانوي في الجسم، وقد يصل إلى الغدد اللمفاوية أو العظام، إضافة إلى أنه قد تحدث بعض المشكلات الجنسية ومشكلات العمود الفقري، ما قد يؤثر في القدرة على المشي.  وأضاف: من المهم القيام بالفحص المبكر عند بلوغ سن الخمسين، إلا أنه في حال كان الرجل يعاني من السمنة أو لديه تاريخ مرضي عائلي بالمرض، فمن المهم إجراء الفحص المبكر والقيام بالتحاليل في عمر 45 عاما، وفي حال الكشف مبكرا عن المرض فإن نسبة نجاح العلاج تصل إلى 100 %. وتابع: من الضروري الالتزام بالغذاء الصحي مع التوقف عن التدخين، والحفاظ على الوزن المناسب، ومن المهم إجراء الفحوصات، خصوصا أن هذه الفحوصات متوافرة في القطاع الصحي الحكومي والخاص، والقيام بها يجنب المريض العديد من المضاعفات التي قد تحدث. ومن المشار إليه أنه سرطان البروستاتا يعد ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا التي يتم تشخيصها في الرجال، إذ يمثل ما يقارب 15 % من جميع أنواع الأورام السرطانية التي يتم تشخيصها على مستوى العالم أجمع، وتزداد احتمالات الإصابة به مع التقدم في العمر. يذكر أن سرطان البروستاتا يحدث في غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز موجودة لدى الذكور، وتنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها.