تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد 53، في ظل قيادة رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مزهوة بما حققته من إنجازات فارقة في العام 2024، ومفعمة بالعزم على مواصلة تحقيق طموحاتها التنموية. وبرزت العديد من الإنجازات النوعية في العديد من القطاعات الاستراتيجية التي جاء في طليعتها تعزيز العمل الحكومي، وتطوير المنظومة التشريعية، والفضاء، والإسكان، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والاستدامة، إضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات التنموية الطموحة في العام 2024، التي واصلت بها دولة الإمارات تعزيز حضورها على المشهد الإقليمي والعالمي كنموذج حضاري ملهم. وعززت دولة الإمارات فعالية منظومة العمل الحكومي لديها، عبر تشكيل وزاري جديد شمل تعيين ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع، وتعيين سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائبا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لمهامه وزيرا للخارجية، إضافة إلى اعتماد هيكلة رئيسة جديدة لمنظومة التعليم في دولة الإمارات، وتعيين وزير للرياضة، ووزيرة دولة لريادة الأعمال. التشريعات وواصلت دولة الإمارات تحديث منظومتها التشريعية، إذ شهد العام 2024 صدور مجموعة من المراسيم والقوانين، منها المرسوم الاتحادي بشأن تشكيل “مجلس الشؤون الإنسانية الدولية”، والقانون الاتحادي بشأن السير والمرور، والقانون الاتحادي بشأن مكافحة الأمراض السارية، والمرسوم بقانون اتحادي بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون اتحادي بشأن مواجهة جرائم غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، والمرسوم بقانون اتحادي بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون اتحادي بشأن تنظيم علاقات العمل. وفي السياق ذاته أطلق مجلس الوزراء مؤشر “تنفيذ قوانين دولة الإمارات”، ووجه كذلك بقياس أثر القوانين والتشريعات على جودة الحياة، كما أطلق المجلس منصة تشريعات الإمارات، التي تأتي ضمن الخطة الوطنية لتطوير وتحديث التشريعات في الدولة. مبادرات  جسدت المبادرات والاستراتيجيات التي أطلقتها دولة الإمارات في العام 2024 مستوى عاليا من الاحترافية في استشراف المستقبل ووضع الخطط الاستباقية على المستويات كافة؛ لتحقيق إنجازات نوعية تخدم مصالح الدولة. وشهدت أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، إطلاق برنامج القيادات الحكومية الشابة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، والإعلان عن مشروع علمي للأبحاث القطبية، واعتماد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، وإطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق “ريادة” لتحفيز الخريجين بقيمة 300 مليون درهم. وفي العام الجاري، أطلقت دولة الإمارات البرنامج الوطني “ازرع الإمارات”، الذي يضم مبادرات عدة تدعم توجهات الدولة للتنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام، كما أطلقت برنامجا جديدا لتصفير البيروقراطية الحكومية الذي ستعمل الجهات الحكومية بموجبه على إلغاء ألفي إجراء حكومي بغضون عام، وتقليل مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50 %، واعتمد مجلس الوزراء الأجندة الوطنية للشباب 2031، والسياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما اعتمد إطلاق فئة جديدة للإقامات بالدولة تحت مسمى “الإقامة الزرقاء“. العمران  شكلت مشروعات البنية التحتية المعلن عنها في الإمارات إضافة نوعية لمسيرة بناء الاقتصاد الوطني القوي والمزدهر والمستدام. وفي إنجاز تاريخي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التشغيل التجاري للمحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية، إذ باتت المحطات الأربع تعمل بشكل كامل. واعتمدت “اللجنة التنفيذية لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة”، إنشاء 9 سدود مائية جديدة، وتنفيذ أعمال توسعة لسدين قائمين ومجموعة من الحواجز الركامية، إضافة إلى إنشاء 9 قنوات مائية، بطول 9 كيلومترات تقريبا. واعتمد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، الأكبر في العالم بطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر سنويا، كما اعتمد سموه مشروع “تصريف” لتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي بتكلفة إجمالية تبلغ 30 مليار درهم، والمخطط الرئيس لتوسعة مركز دبي للمعارض ليصبح أكبر مركز معارض وفعاليات في المنطقة. بدورها، وقعت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة اتفاقية تعاون مع “أكوا باور” الشركة السعودية المتخصصة في مجال تحول الطاقة؛ لإنشاء أول محطة مستقلة لتحلية المياه في منطقة الحمرية بالشارقة؛ تلبية لسد احتياجات الإمارة من المياه. وفي أم القيوين تم افتتاح محطة تحلية مياه البحر “نقاء”، التي تعد واحدة من أضخم مشروعات تحلية مياه البحر بنظام التناضح العكسي في العالم، كما تم إعلان إنشاء المدينة اللوجستية ومطار أم القيوين للشحن. الإسكان حافظت الإمارات على زخم الدعم لملف إسكان المواطنين، عبر إطلاق مبادرات وخطط ومشروعات طموحة، يتم تنفيذها عبر منظومة متكاملة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية. وارتفعت نسبة تملك المواطنين لمسكن إلى 91 %، فيما وصل إجمالي المستفيدين من برامج وقرارات الإسكان الحكومي الاتحادي في الفترة من 1999 حتى نهاية أغسطس 2024 إلى 90 ألف مستفيد، بقيمة إجمالية وصلت إلى 60 مليار درهم. واعتمد مجلس الوزراء، إطلاق باقة “منزلي” للمستفيدين من خدمات برنامج الشيخ زايد للإسكان، التي تقدم 18 خدمة إسكانية للمواطنين، عبر التعاون بين 24 جهة حكومية اتحادية ومحلية؛ للمساهمة في تقليص رحلة المتعامل والمستندات المطلوبة التي يحتاجها. وعلى المستوى المحلي، بلغت قيمة الحزم السكنية المقدمة للمواطنين في إمارة أبوظبي في العام 2024، نحو 13.216 مليار درهم، استفاد منها 8.891 مواطن ومواطنة في مختلف مناطق الإمارة، فيما أعلنت إمارة دبي عن تخصيص 3500 قطعة أرض سكنية لتوزيعها على المواطنين المستحقين، وتوفير 2300 مسكن جاهز في مختلف المناطق بقيمة 5.5 مليار درهم، في حين اعتمدت إمارة الشارقة دفعات جديدة من مستحقي الدعم السكني. الفضاء ورسخت دولة الإمارات تنافسية قطاعها الفضائي وريادته العالمية، عبر مجموعة من الإنجازات النوعية مثل الانضمام إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway”، وإعلان إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر، وإنجاز ثاني دراسة لمحاكاة الفضاء التي تعد جزءا من بحوث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية “هيرا” التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”. واعتمدت دولة الإمارات قرارا بإنشاء “المجلس الأعلى للفضاء”، وأعلنت إطلاق مشروع الإسطرلاب الفضائي بالتعاون بين وزارة الطاقة والبنية التحتية ومركز محمد بن راشد للفضاء، فيما تتواصل التحضيرات لإطلاق القمر الصناعي “محمد بن زايد سات”. المرأة حفل العام 2024 بالعديد من الشواهد على نجاح سياسة تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية، مثل تقدم الدولة إلى المرتبة 7 عالميا واحتفاظها بالمركز الأول إقليميا في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ووفقا لأحدث البيانات الرسمية، تمثل النساء 70 % من خريجي الجامعات في الدولة، وتشكل 46 % من سوق العمل عموما و68 % بالقطاع الحكومي، كما تشغل نحو ثلث المناصب الوزارية، و50 % من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي. الثقافة كثفت دولة الإمارات جهود تحويل القطاع الثقافي إلى أحد أبرز الروافد الاقتصادية المستدامة، وواصلت نهجها في حفظ التراث وتوثيقه ونقله للأجيال عبر سلسلة من المهرجانات والفعاليات التي شهدها العام الجاري. وأصدرت دولة الإمارات مرسوما بقانون اتحاديا لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين. واعتمد مجلس الوزراء قرارا بشأن المبادرة الوطنية التقديرية للثقافة والإبداع، ورفع مستوى التقدير من ميدالية الإمارات للثقافة والإبداع إلى وسام الإمارات للثقافة والإبداع. وشهدت دولة الإمارات افتتاح متحف “نور وسلام”، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي يتألف من 5 أقسام تتضمن تجارب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة. وأعلنت دولة الإمارات مجموعة من الاكتشافات الأثرية، التي شكلت إضافة نوعية للدلائل المادية على ما شهدته الدولة من تعاقب للحضارات على أرضها عبر التاريخ، إذ عثر في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور في الفجيرة على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد تعود للفترة من 13000 إلى 7500 عام، في حين تم اكتشاف مجموعة من اللقيات تعود إلى العصر البرونزي في منطقة “أم النار” في أبوظبي، وفي موقع تل أبرق في أم القيوين تم العثور على مجموعة من المسكوكات الذهبية الرومانية. الاستدامة عززت دولة الإمارات في العام 2024 الذي تمت تسميته بعام الاستدامة جهودها المحلية والعالمية في مجال تعزيز الاستدامة، إذ عمدت منذ تسلمها رئاسة مؤتمر الأطراف “COP28” في ديسمبر الماضي إلى تأصيل دورها الريادي في قيادة الجهود المناخية والتنموية لبناء مستقبل مستدام للبشرية وكوكب الأرض. وحفلت فترة رئاسة دولة الإمارات بالعديد من الإنجازات العملية والملموسة عبر جميع أهداف العمل المناخي، وأصبح “اتفاق الإمارات” التاريخي منذ إقراره في “COP28” الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة. وأطلقت الإمارات “مبادرة محمد بن زايد للماء” لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء، وأصدرت الإمارات موافقة تشغيلية لأول مهبط عمودي “Vertiport” مزود بالطاقة النظيفة في الدولة، التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم. وارتفعت نسبة تحقيق الإمارات لأهداف التنمية المستدامة في العام 2024 إلى 58 %، فيما تبلغ نسبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالميا للعام الحالي 17 %. وفي سياق متصل دعمت دولة الإمارات جهود تعزيز الاستدامة عبر العالم، إذ أعلنت شراكة استراتيجية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” لدعم 20 من الدول النامية في تحقيق مساهماتها المحددة وطنيا المتعلقة بالمناخ وتعزيز الإجراءات المناخية العاجلة، فيما أبرمت وجمهورية غانا، شراكة بقيمة 30 مليون دولار، تدعم التنمية المجتمعية القائمة على الطبيعة وحلول المناخ. وشاركت دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف “COP29” في العاصمة الأذربيجانية باكو، كاشفة عبرها عن استراتيجية 2031 لتحالف القرم من أجل المناخ، وأعلنت إطلاق مبادرة لتأسيس “التحالف العالمي لكفاءة الطاقة”؛ بهدف تحسين معدلات كفاءة استهلاك الطاقة عالميا، كما أعلنت تطوير أول أداة “ChatGPT” في العالم مخصصة للمجتمع الزراعي. التعليم ونال قطاع التعليم عناية خاصة بعد الإعلان عن هيكلة جديدة للقطاع، تم بموجبها تعيين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، رئيسا لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، وتعيين سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائبا لرئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع ورئيسا للمركز الوطني لجودة التعليم، وتعيين سارة الأميري وزيرة للتربية والتعليم. وتضمنت الهيكلة الجديدة إنشاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وإنشاء أمانة عامة لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، ودمج مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والوكالة الاتحادية للتعليم المبكر مع وزارة التربية والتعليم. واستحدثت دولة الإمارات نظاما جديدا لتمويل مؤسسات التعليم العالي الحكومية الاتحادية، يعتمد على التحول إلى نظام التمويل عن طريق المنح الدراسية عبر تحديد عدد المقاعد الدراسية الجديدة والتخصصات المطلوبة، وفق احتياجات سوق العمل والمنح التي سيتم تخصيصها لكل مؤسسة تعليمية حسب آلية محددة. واعتمد مجلس الوزراء إطارا وطنيا لتصنيف مؤسسات التعليم العالي في الدولة، يشمل المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، إذ يتم تقييم وتصنيف هذه المؤسسات وفق نتائج أدائها على مستوى مؤشرات وطنية موزعة على 4 محاور، وبرز هذا العام إقرار “اليوم الإماراتي للتعليم” في 28 من شهر فبراير من كل عام، كذلك الإعلان عن تأسيس “جامعة دبي الوطنية” باستثمار يبلغ 4.5 مليار درهم، وجامعة الذيد في إمارة الشارقة. الصحة واصلت دولة الإمارات مساعيها للارتقاء بالقطاع الصحي إلى أعلى المستويات العالمية، إذ خصصت مبلغ 5.745 مليار درهم وبنسبة 8 % من الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2025، للخدمات الصحية ووقاية المجتمع. واعتمد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لصحة المرأة؛ لضمان تمتعها بأعلى مستوى في خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، كما اعتمد المجلس قرارا باستحداث منظومة التأمين الصحي للعمالة المسجلة لدى مؤسسات القطاع الخاص وعمال الخدمة المساعدة في الإمارات. وأعلن مجلس الإمارات للجينوم، إدراج الاختبار الجيني ليصبح جزءا أساسيا من برنامج فحوصات ما قبل الزواج لجميع المواطنين المقبلين على الزواج على مستوى الدولة ابتداء من يناير 2025. وشهد يوليو الماضي الإعلان عن توظيف 425 مواطنا ومواطنة في القطاع الصحي الخاص، بعد أن التحقوا في برنامج “نافس” لـ “تطوير كوادر القطاع الصحي”، فيما يجري العمل على توظيف أكثر من 1600 مواطن من الملتحقين بالبرنامج. وفي إنجاز لافت، وافقت دائرة الصحة في أبوظبي، على ترخيص “معهد الحياة الصحية” كأول مركز متخصص في طب الحياة الصحية المديدة في العالم. الرياضة حقق نادي العين لقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه، بعد الفوز على “يوكوهاما مارينوس” بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، كما حقق فريق الشارقة لكرة اليد لقب دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه، بعد تغلبه في النهائي على “الخليج السعودي”. وأحرز فريق الإمارات للدراجات الهوائية لقب بطل العالم، وتوج نجمه تادي بوجاتشار بثلاثة ألقاب تاريخية في طوافي إيطاليا وفرنسا، وبطولة العالم في سويسرا. واختير الفارس الإماراتي عمر المرزوقي، أفضل نجم صاعد في العالم في رياضة قفز الحواجز ضمن جوائز الاتحاد الدولي للفروسية 2024. وفي رياضة الجوجيتسو حافظ منتخب الإمارات على صدارته العالمية في مونديال باليونان بإجمالي 61 ميدالية ملونة في جميع الفئات، منها 9 ميداليات للكبار، كما حقق الصدارة في بطولة العالم للشباب والناشئين في كرواتيا برصيد 18 ميدالية.