حينما يحقق قطاع التمريض في مملكة البحرين تميزه ونجاحه على المستوى الإقليمي والعالمي بشهادة منظمة الصحة العالمية، فإن الفضل في ذلك يحسب للبدايات الطموحة، وفي تلك البدايات، يكتب اسم الراحلة أمية قربي التاجر (رحمها الله). تزايد أعداد الطلبة وأبرز مرحلة البدايات، أن الراحلة أسست أول مدرسة للتمريض في البحرين العام 1959، وكان موقع المدرسة هو المبنى الثالث لموقع وزارة الصحة في السلمانية، وكانت هي المديرة والمدرسة والمشرفة، وبعد افتتاح المدرسة في عهد د. علي محمد فخرو حينما كان وزيرًا للصحة، أضيف العديد من المرافق كصفوف لاستقبال الأعداد المتزايدة من الطلبة من الجنسين، بل تم استخدام الكبائن لاستيعاب أعداد المسجلين. من بيرمنغهام إلى البحرين هي من مواليد مدينة دمشق بالجمهورية العربية السورية في العام 1933، وتخرجت في العام 1957 من كلية التمريض في جامعة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة، وبعد تخرجها وحصولها كذلك على شهادة مدرب تمريض في بيرمنغهام، وضعت البحرين على قائمة الدول العربية التي تفضل العمل فيها، وذلك لعوامل عدة، أولها الفرص الواعدة في كل القطاعات، إضافة إلى الانفتاح الذي تميزت به البلد وطيبة وكرم أهلها، لهذا واصلت تعليمها، وحصلت على شهادة القبالة والتوليد بالعام 1957 من جامعة أدنبرة باسكتلندا. جائزة دبلوم الطوارئ عملت معها أسماء كبيرة كالمرحومة فاطمة الزياني، علاوة على أنه تخرج على يديها كثير من الممرضين والممرضات، الذين أصبحوا من قيادات التمريض ومستشارات عالميات مثل فريبا الدرازي، نعيمة القصير، خديجة القعود، سهام الشيخ وغيرهن، وقد تقاعدت عن العمل في العام  1969، ولها سيرة في العمل التطوعي منها عضوية جمعية الهلال الأحمر البحريني، والإشراف على الروضات التابعة للجمعية، والعضوية بجمعية تاريخ وآثار البحرين، وخصصت كلية العلوم الصحية جائزة باسمها تمنح لحائزي المرتبة الأولى في برنامج دبلوم تمريض الطوارئ. توفيت الراحلة، وهي زوجة الوجيه المرحوم محمد رحمه التاجر في العاشر من أبريل العام 2008، عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عامًا، ليسجل في تاريخ التمريض في البحرين اسم رائدة أنجزت خلال 10 سنوات من العمل خطوات أسهمت في تميز قطاع التمريض بمملكة البحرين.