تحتفل دولة قطر الشقيقة يوم غد، الأربعاء، بذكرى اليوم الوطني الثالث والخمسين، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وهي تشهد نهضةً وتطورًا في جميع المجالات، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، حيث أصبحت نموذجًا ومثالاً يحتذى به في النجاح والاستقرار، والرفاه والتطور الاقتصادي والاجتماعي.   وتشارك مملكة البحرين دولة قطر الشقيقة الاحتفال بهذه المناسبة، في ظل الاهتمام والرعاية التي تحظى بها العلاقات البحرينية القطرية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، حفظهما الله ورعاهما، وحرصهما المتبادل على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، اضافة الى ما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات أخوية متينة وراسخة.   وتأتي هذه المناسبة، ودولة قطر تشهد في العام 2024 العديد من النجاحات والإنجازات داخليًا وخارجيًا، وعلى مختلف المستويات والمجالات السياسية، والاقتصادية والعلمية، والثقافية، والاجتماعية، والتشريعية، وقد حفل العام الحالي بنشاط وحراك سياسي ودبلوماسي قطري واسع، كما شهد عقد جولات من الحوار الاستراتيجي والمشاورات السياسية بين دولة قطر وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب حرص دولة قطر  على الحضور والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية البارزة، وفي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين التي عقدت بمقر المنظمة في نيويورك.   وعلى الصعيد الاقتصادي؛ تشهد دولة قطر إحدى أسرع طفرات النمو الاقتصادي في العالم، وتتربع على عرش إنتاج الغاز المسال في العالم، ولديها حضور قوي في مجال الاستثمارات الخارجية، وخلال العام الحالي أصدر مجلس الوزراء القطري تعليماته بإعداد وتنفيذ حزمة من المبادرات الاقتصادية لدعم القطاع الخاص، وزيادة مشاركته في الاقتصاد الوطني، كما أصدر سمو أمير دولة قطر في سبتمبر قانونا بشأن توطين الوظائف في القطاع الخاص، إلى جانب تدشين الاستراتيجية الوطنية لقوى عاملة كفؤة ذات إنتاجية عالية 2024 - 2030، والتي تهدف إلى زيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل.   كذلك أطلقت دولة قطر في يناير الماضي استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024 - 2030)، التي تعد المرحلة الأخيرة على طريق تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي أطلقت في العام 2008، وتهدف إلى مواصلة الجاهزية لمواجهة التحديات وتوجيه قطر نحو الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة بحلول عام 2030.   وفي قطاع التعليم؛ تم تدشين استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 2024 - 2030، تحت شعار "إيقاد شعلة التعلم"، وتهدف إلى تطوير قطاع التعليم في دولة قطر عبر توفير تعليم عالي الجودة، وضمان تكافؤ الفرص وتنمية مهارات المعلمين بشكل مستمر، وتعزيز البيئة التعليمية وفق أحدث الممارسات التربوية.   وفي مجال الصحة؛ حرصت دولة قطر على بناء نظام صحي عام عالمي المستوى خلال السنوات القليلة الماضية، وأظهرت الأرقام الحديثة أنه مع نهاية العام 2023 وصل عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في القطاع العام 19 مستشفى ومنشأة، وزاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 35 مركزا موزعة على مناطق الدولة المختلفة، كما جرى تدشين الاستراتيجية الوطنية للصحة (2024 - 2030) "الصحة للجميع".   وعلى صعيد الطاقة؛ واصلت دولة قطر خلال العام 2024 تعزيز مكانتها وريادتها في صناعة الغاز العالمية، حيث تم وضع حجر الأساس لمشروع مجمع راس لفان للبتروكيماويات، بمدينة راس لفان الصناعية، والذي يعتبر واحدا من أكبر مشاريع البتروكيماويات في العالم، وسيرفع الطاقة الإنتاجية لدولة قطر من البتروكيماويات إلى ما يقارب 14 مليون طن سنويا في الربع الأخير من عام 2026، وتبلغ كلفة المجمع ستة مليارات دولار، كما أعلنت عن توسعة جديدة لحقل الشمال، سيرتفع بموجبها إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 142 مليون طن سنويا قبل نهاية العام 2030.   وفي إطار استراتيجيات الأمن الغذائي، جرى تدشين الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة قطر 2030، التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام عبر مبادئ توجيهية تشمل تعزيز العادات الصحية والاستهلاكية، وضمان السلامة والجودة الغذائية، والاستدامة والتكيف مع التغير المناخي، وبناء شراكات فعالة.   وفي مجال البيئة؛ دشنت دولة قطر استراتيجيتها (2024 - 2030)، التي تم إعدادها تحت شعار "معا نحو بيئة مستدامة لمستقبل أفضل"، وتهدف الاستراتيجية لتوفير بيئة مستدامة متوازنة مع التنمية، وقادرة على التكيف مع تغير المناخ.   وتماشيا مع النمو والتطور الرقمي؛ دشنت الأجندة الرقمية 2030، والتي تعد خارطة الطريق للتحول الرقمي في دولة قطر، وتهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، فيما تخطط دولة قطر لتحول رقمي شامل بحلول عام 2030، يهدف إلى تحويلها إلى منافس قوي في مجالات المدن الذكية والحكومة الإلكترونية والأمن السيبراني والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية الميتافيرس.   وفي مجال النقل والمواصلات؛ تمتلك دولة قطر منظومة نقل متكاملة ومترابطة ومستدامة، برا وجوا وبحرا، وضعتها بمكانة رائدة على خارطة قطاع النقل العالمي، ومكنتها من استضافة كبرى الأحداث العالمية، فيما تواصل هيئة الأشغال العامة القطرية العمل لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تطوير البنية التحتية والمباني العامة في الدولة.   وفي مجالات الأمن والدفاع؛ دشن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، جناح الطائرات المقاتلة الاستراتيجية رقم (5) أبابيل (F15 QA) التابع للقوات الجوية الأميرية القطرية، كما أطلقت وزارة الدفاع بوصلة التحول الرقمي الدفاعية؛ بهدف تحويل القوات المسلحة القطرية إلى مؤسسة عالية الكفاءة، تدار باستخدام المعلومات.    وواصلت دولة قطر دورها الإنساني على الساحتين الإقليمية والدولية، وقدمت مساعدات مالية وإغاثية وطبية للدول والمؤسسات والأشخاص الذين يعانون من الكوارث الطبيعية والأزمات والحروب والصراعات في العديد من مناطق العالم.   إن اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة يشكل مناسبة عزيزة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققها الدولة الشقيقة في مختلف المجالات، والخطوات التي تنفذها على طريق التنمية والبناء من أجل مستقبل أفضل على كافة الصعد.