جلالته جعل البحرين بقعة مضيئة للعالم في التسامح نعيش التعايش في البحرين بصورة جميلة ومشرقة أهل البحرين منفتحون على الحضارات والأديان مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي يعمل على تعزيز التسامح والتعايش  الكنيسة موجودة في البحرين منذ العام 1906   قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء القسيس هاني عزيز، إن عدد الكنائس في البحرين يبلغ 19 كنيسة، منها 6 لديها مبان، وهي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، القلب المقدس، سانت كريستوفر، السوريان الارثودوكس، كنيسة عوالي، وكاتدرائية سيدة العرب. وقال عزيز في حديث لـ “البلاد”: “إننا نرى السلام والتعايش في الحياة اليومية للناس، وهم في الطريق لأعمالهم، وفي تعاملهم مع جيرانهم، ومع المقيمين، حيث إن هذه الأمور مجتمعة تشير إلى تأثر الشعب البحريني بمبادئ السلام، والتعايش، المتوارث من جيل إلى آخر”. بلد السلام والتعايش حين تنظر اليوم للشوط الذي قطعته مملكة البحرين في مجال التسامح والتعايش الديني، ماذا تقرأ؟ لقد عشت في بلدان كثيرة، عربية وأجنبية، وكثير منها لديها التنوع الحضاري والديني، ولكن البحرين تتميز عنها بأن تنوعها يصب في بوتقة واحدة، فعندما أعد فعالية في الكنيسة، فإن كل الأطياف، وممثلي الأديان، يشاركون معنا، ويستمتعون بذلك. بخلاف البلدان الأخرى، حيث إن لديهم اختلافات كثيرة، وكل منهم يعمل لوحده، لكن هنا كلنا نعمل معا، فالتعايش والتسامح الديني في البحرين مميز، وهو موجود وقائم منذ القدم، وتم توارثه من قبل الأجداد، إلى الأبناء، فالأحفاد، ونحن نعيشه اليوم بصورة جميلة ومشرقة، عزز من وجودها، وهويتها مشروع جلالة الملك الإصلاحي المعظم، الذي استطاع أن يجعل من البحرين بقعة مضيئة للعالم، في هذا المضمار الإنساني الرفيع. حقائق على الأرض هل هنالك دلالات تستحضرها الذاكرة؟ بالتأكيد، على رأسها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي يقوم بدور بالغ الأهمية في تعزيز وتكريس التسامح والتعايش الديني في البحرين، كما أننا نرى الكنائس المتعددة والمتنوعة، منها أكبر كاتدرائية وهي سيدة العرب بعوالي، والتي هي الأكبر على صعيد الخليج. والدلالات موجودة ليس على مستوى الإنجازات المحققة على أرض الواقع، من مواقع ومراكز دينية لمختلف الأديان فحسب، وإنما على المستوى الشعبي أيضا، حيث إن هنالك إقبالا وتناغما من قبل الناس مع توجيهات القيادة الرشيدة بهذا الشأن، بتناسق وتناغم جميل. والد الجميع ما قراءتك للخطابات الملكية السامية بشأن التسامح والتعايش الديني في البحرين؟ جلالة الملك المعظم هو رجل التسامح والتعايش الديني، وأثناء السنين التي عشتها في البحرين، وهي خمسة وعشرين سنة، أشعر في كل مرة أثناء حديث جلالته، بأنه لا يهمل أبدا الإشارة إلى التسامح والتعايش الديني، محتضنا بذلك كل الأطياف في المجتمع البحريني. وحين يتحدث جلالته عن التسامح والتعايش، فإنه يتحدث من وجهة نظر أب محب لشعبه، محب لمبدأي السلام، والتعايش، فخطاب جلالته دائما شامل، ووفي، ويهدف لترسيخ مبدأي التسامح والتعايش؛ ليكونا جزءا من الثقافة اليومية للإنسان البحريني. كما يهتم جلالة الملك المعظم عبر خطاباته السامية، بأن يُفعل وباستمرار التسامح والتعايش في قلوب الناس التي تعيش في البحرين. منذ 100 عام كيف تنظر لتجربة الكنيسة الإنجيلية الوطنية؟ الكنيسة موجودة في البحرين منذ العام 1906، ويحمل هذا الوجود القديم رسائل عدة، أولها أن البحرين أرض خصبة للتنوع، وزراعة الحضارات، والأديان، وكل السنوات الماضية، حين رميت في أرضها بذرة التسامح، والتعايش، والسلام، نمت هذه البذرة، وكبرت، لأن الأرض هي أرض جيدة لزراعة هذه البذور. والآن، فالكنيسة وبعد مضي أكثر من 100 سنة لوجودها في هذه الأرض الطيبة، أصحبت شجرة كبيرة، بها ثمار المحبة، والتسامح، والتعايش، وتظلل على هذا المفهوم. وأؤكد أنه لو لم تجد البذرة الأولى أرضا خصبة لها لما وجدت هذه الشجرة الكبيرة التي تؤوي فيها هذه المفاهيم الروحية. الشعب الطيب ما انعكاس هذه الثقافة على سلوك الناس وأخلاقهم وتمازج النسيج المجتمعي مع بعضه بعضا؟ أهل البحرين معروفون بطيبة القلب، والرحمة، وهم منفتحون على الحضارات، والأديان، كما أنهم متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، وبدينهم، فهذا التمسك لم يمنعهم من الانفتاح على الحضارات الأخرى، ويأخذون منها ما يفيدهم، ويتركون ما يضرهم. ونحن نرى السلام والتعايش في الحياة اليومية للناس، وهم في الطريق لأعمالهم، وفي تعاملهم مع جيرانهم، ومع المقيمين، هذه الأمور مجتمعة تؤكد تأثر الشعب البحريني بمبادئ السلام، والتعايش، المتوارث من جيل الى آخر. ولقد ترك البعض العمل في الكنيسة بالسنوات الماضية، بسبب أن مدة خدمتهم في البحرين انتهت، ومنهم من غادر من 20 سنة، وأقل، لكنهم وإلى اليوم، ما يزالون على تواصل مستمر معي، مبدين مشاعر الحب للبحرين، والرغبة بالعودة إليها مرة أخرى. فإذا لم تكن هنالك أرضية من السلام، والتعايش، والمحبة، والأمان موجودة، ولمسوها عبر يومياتهم السابقة، ما كان لهذه المشاعر المتوقدة أن تستمر بداخلهم حتى هذه اللحظة، بل ويطلبون مني العودة للبحرين مرة أخرى، في حين أنهم ببلاد اجنبية، وتتوافر لهم بها أشياء كثيرة. 19 كنيسة كم عدد الكنائس في البحرين؟ وكم عدد الطوائف التي تمثلها؟ 6 كنائس لديها مبان وصلبان، وهي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، القلب المقدس، سانت كريستوفر، السوريان الارثودوكس، كنيسة عوالي، وكاتدرائية سيدة العرب. ولكن تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية هنالك 19 كنيسة مشهرة، اقدمها الكنيسة الإنجيلية الوطنية. وهنالك كنائس يصلى فيها بالفنادق، والفلل، بكل أريحية، وسلام، بلا أي مشكلات سياسية، أو طائفية، أو حتى للجيران، ولأن ممثلي هذه الأديان يرون في البحرين الحرية الكاملة لممارسة دياناتهم وصلواتهم بكل حرية. ويوجد في البحرين، التامل، التيلغو، الفلبينيون، الإثيوبيون، الإنجليز، والأميركان، العرب، النيبال، الكوريون، الصينيون، الماليزيون، والذين لديهم جميعا كنائس منتمية للحضارات التي تخصهم. وهنا في الكنيسة الإنجيلية الوطنية، هنالك 30 جماعة كنائسية يستخدمون مبنى الكنيسة، حيث إننا نفتح أبوابها للجميع، ونحن ننظر عبر لجنة بالكنيسة إلى طبيعة هذه الجماعات، ودستورها، وعقيدتها، قبل السماح لها باستخدام مبنى الكنيسة، التي بها 4 قاعات مختلفة الأحجام، علما أن عدد الجنسيات التي تستخدمها هي 15. كنيسة بلا جدران ما دور الكنيسة الإنجيلية الوطنية في المجتمع؟ إنني أرى أن الكنيسة يجب أن تكون بلا جدران، وأن تدخل بنسيج المجتمع، وتقدم خدمات اجتماعية للجميع؛ لتفعيل السلام، والتعايش، وهذا ما نفعله بالكنيسة الإنجيلية الوطنية، حيث نفتح أبوابها لجميع المذاهب، والطوائف، ولكل الأديان في البحرين. وتنظم الكنيسة صلاة من أجل السلام، بكل لغات العالم، وننظم أيضا وقفات للسلام، منها وقفات نظمت مسبقا في قلعة البحرين، وقلعة عراد، شارك بها كثيرون.