تصطف مجموعة من سيارات الأجرة بالقرب من باب البحرين في العاصمة “المنامة” التي تستضيف عدة أنشطة ومعارض تجارية خلال الفترة الحالية، منتظرة دورها للحصول على أحد الزبائن الأمر الذي قد يستغرق 4 ساعات، وهذا مشهد يندر وجوده في عواصم خليجية عندما ينتظر الزبون دوره للحصول على سيارة أجرة.
وبحسب أصحاب سيارات الأجرة الخاصة، فإن الأعمال في هذا العام هبطت إلى أكثر من النصف بسبب تأثير التطبيقات الرقمية، لكن العمالة “السائبة” ومنافستها لـ “التاكسي النظامي” من خلال “السوق السوداء” هي من أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب سيارات الأجرة في البحرين.
وأمام منطقة باب البحرين في المنامة أحد أبرز المعالم السياحية والاقتصادية في المملكة، ينتظر صاحب سيارة الأجرة علي إسماعيل، ويعمل في هذه المهنة منذ 26 عامًا، قدم من الصباح الباكر بغية نقل الزبائن، ويقول “أتواجد منذ الساعة 7 صباحًا في المنطقة وبعد مرور 4 ساعات بالكاد أحصل على زبون واحد، حيث الوضع صعب تمامًا والعمل شحيح جدًّا”.
وأضاف إسماعيل، أعمل يوميًّا منذ الصباح الباكر إلى وقت أذان الظهر، ثم أرجع إلى المنامة في تمام الساعة 3 ظهرًا وحتى نحو الساعة 8 مساءً، ويبلغ متوسط الدخل في الفترة الصباحية 4 دنانير، وفي الفترة المسائية قد أحصل على أقل من ذلك أي أني لو حصلت على 6 أو 7 دنانير في اليوم يكون الأمر جيدًا.
وعن أسباب قلة الزبائن يقول إسماعيل “إن أغلب السياح اليوم يعتمدون على التطبيقات الرقمية في طلب سيارات الأجرة، إلى جانب منافسة القطاع من قبل سواق غير نظاميين سواء أكانوا عربًا أم آسيويين، وأغلبية من نقوم بتوصيلهم هم الأجانب المقيمون، وقليلًا ما نجد زبائن بحرينيين في المنامة”.
منافسة السائبة
ويرى السائق حسين مكابيس أن العمالة السائبة، وهي العمالة التي لا تملك تصاريح عمل، والتي تمارس مهن التوصيل بطريقة غير شرعية، هي من أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب سيارات الأجرة. وقال الطريقة هي أن يقوم 3 عمال أغلبهم من الجنسيات الآسيوية بعضهم “فري فيزا” بأخذ سيارة واحدة وكل منهم يعمل على فترة محددة في الصباح وفي أول الليل وفي الفترة المسائية، يوصلون الركاب إلى كل مكان بدينارين فقط والحقيقة أن العمالة الأجنبية في مكاتب الاستقبال في المباني تساعد هؤلاء العمالة غير المرخصة على القيام بعملهم”.
وقال مكابيس نراهم “العمالة السائبة” في كل مكان وحتى بالقرب من المطار متواجدين، وقد سلمنا بعضهم للمرور، حيث الأمر لا يتوقف على ذلك، فالكثير من العمارات التي يسكن فيها العمالة الأجنبية توجد بها سيارات مشتركة للتوصيل وهذا يؤثر على أعمال التاكسي النظامي.
ويشكل الأجانب خصوصًا العمال الغالبية الساحقة من مستخدمي وسائل النقل العام والتاكسي، بحسب ما يراه مكابيس، “البحرينيون لا يشكلون أكثر من 2 % من مستخدمي سيارات الأجرة”.
من جانبه، يقول السائق صادق الحيلة الذي يعمل من نقطة مجمع سيتي سنتر إن الأعمال انخفضت خلال الفترة الماضية بنسبة لا تقل عن 60 %، حيث سائق الأجرة الذي يعمل من الفترة الصباحية إلى المسائية يحصل يوميًّا في المتوسط 8 دنانير وفي أحسن الأحوال قد يحصل البعض على 10 دنانير، في السابق كان بعض السواق يستطيع الحصول على 20 دينارًا في اليوم.
وذكر الحيلة الآن نعاني ركودًا علاوة على تأثير العمالة السائبة التي تعمل في التوصيل موجودة حتى في المجمعات التجارية، وبعض سيارات الأجرة في المجمعات التجارية قد تتنظر 6 ساعات للحصول على زبون واحد في حين في دول مجاورة ينتظر الزبون للحصول على سيارة أجرة، هذه المفارقة توضح حجم المعاناة.
وتخدم 200 سيارة أجرة مطار البحرين الدولي كما يقول الرئيس الأسبق لجمعية سواق سيارات النقل العام البحرينية محمد البربوري، في الوقت الذي يوجد في البحرين نحو 970 لوحة سيارة أجرة “رخصة” إضافة إلى نحو 460 تابعة إلى 5 شركات تشمل سيارات أجرة وأجرة تحت الطلب.
وأوضح البربوري أن عددًا من أصحاب سيارات الأجرة في وضع “صعب”، حتى أن بعضهم توقف عن سداد أقساط سياراتهم لدى البنوك.
أيام صعبة
وعمّا إذا كانت الفعاليات السياحية والمعارض قد تنعش قطاع التاكسي، يقول السائق رضي التيتون، إن بعض الفنادق توفر مواصلات إلى السياح والزبائن وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على نشاط أصحاب سيارات الأجرة وحتى السواق المتعاملين من التطبيقات الرقمية، لافتًا إلى أن الـ 20 سنة الماضية كان “التاكسي” في عصر ذهب “في اليوم الواحد كنا نحصل على 30 حتى 50 دينارًا في اليوم”، عند إقامة المعارض الدولية والفعاليات السياحية.
إلى ذلك، يتفق سائق سيارة الأجرة محمد إبراهيم مع رأي زملائه بأن قطاع سيارات الأجرة يعاني ركودًا، حيث متوسط مرات التوصيل يوميًّا 3 توصيلات، الأمر أسوأ من قبل بالطبع، كنا في السابق نستطيع الحصول على 7 توصيلات يوميًّا.
وأشار إبراهيم أن سيارات الأجرة لا تجني الكثير من الفعاليات السياحية والمعارض الدولية، داعيًا لأن يفتح المجال بصورة أكبر لسيارات الأجرة في أعمال التوصيل خلال هذه إقامة الفعاليات والمعارض الكبرى لمساعدة القطاع الذي يواجه منافسة من عدة أطراف.
أسعار التعرفة
وبحسب وزارة المواصلات والاتصالات أن تعرفة أجور سيارات الأجرة من يوم الأحد وحتى الخميس، يبدأ العداد بـ 1 دينار من الساعة 6 صباحًا حتى 10 مساءً، فيما يبدأ العداد بسفر 1.250 دينار منذ الساعة 10 مساءً لغاية 6 صباحًا، ولكل كيلو متر إضافي بعد الكيلومتر الأول يتم احتساب 200 فلس خلال الفترة الأولى و250 فلسًا خلال الفترة الثانية، أما أسعار التعرفة أيام الجمعة والسبت والإجازات الرسمية، فيبدأ العداد بـ 1.250 طول اليوم، وخلال فترة الانتظار يحتسب 50 فلسًا لكل دقيقة، ويحتسب مبلغ دينارين إذا زادت المسافة عن 25 كيلو مترًا.
أما الإضافات على قراءة العداد فـ 2 دينار من مطار البحرين الدولي، و1 دينار من الفنادق، مع إضافة 1 دينار في الإجازات الرسمية حسب التاريخ الهجري، وهند طلب السيارة من مركز خدمات اتصال مركز 2 دينار كحد أقصى، إضافة إلى 500 فلس لكل راكب فوق 5 ركاب، كما يتحمل الراكب رسوم دخول جسر الملك فهد 2 دينار وأي رسوم عند زيارة الأماكن الأثرية.
أما تعرفة أجور سيارات الأجرة تحت الطلب، من أيام الأحد إلى الخميس فتبدأ برسوم 1.250 دينار، ولكل 2 كيلومتر أو العشر الدقائق الأول تحتسب 0.250 فلس، ولكل نصف كيلو متر تحتسب 0.250 فلس، ووقت الانتظار لكل دقيقتين 0.250 فلس، ومن بعد الـ 15 كيلو مترًا تضاف 0.450 فلس، وبعد كل نصف كيلو متر من بعد الـ 15 كيلو متر تضاف 0.450 فلس، بينما تبدأ سعر التعريفة في الفترة المسائية من 10 مساءً حتى 6 صباحًا، بمبلغ 1.250 دينار وفي أيام الإجازات الرسمية تكون التعريفة بقيمة 1.250 دينار.