أقيم في مركز عيسى الثقافي ظهر اليوم حفل افتتاح مكتبة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بعد تجديدها وتطويرها كلياً، وذلك بحضور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لجلالة الملك المعظم، ومعالي السيد أحمد بن سلمان المسلم، رئيس مجلس النواب، ومعالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، ومعالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، ومعالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وعدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين والمدعوين. وبعد تجديدها الشامل، أصبحت مكتبة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة تضم أكثر من سبعة آلاف كتاب ومصدر مرجعي أصيل باللغتين العربية والإنجليزية، تغطي مختلف المجالات المعرفية، بدءاً من المعارف العامة والديانات، مروراً بالعلوم الاجتماعية والأدب والفنون، وانتهاءً بالعلوم والتاريخ والتراجم. وتتضمن المكتبة كذلك جميع مؤلفات سموه، رحمه الله، وإصداراته المتعاقبة التي غطت مجالات التاريخ والثقافة والدراسات الإسلامية وعلوم الفلك، والتي خطت بأعلى مقاييس المنهجيات العلمية الرصينة، والتي أضحت أسساً مرجعية لكثير من الباحثين والعلماء والمؤرخين في البحرين والمحيط الخليجي والعربي. كما أن هذا المرفق الثقافي بحلته الجديدة وبعد تطويره وتجديده قد تحول إلى فضاء يضم مكتبة شخصية متكاملة، وغرفة دراسية تخدم رواد المركز من الباحثين والدارسين من طلبة العلم والقراء والمهتمين، وقاعة مطالعة تحتوي على مقتنيات سموه القيمة يُستلهم منها عبق وذكرى هذه الشخصية الفذة. وخلال الحفل، ألقى السيد محمد الغريب، القائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، كلمة أشار فيها إلى مناقب سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، رحمه الله، لافتاً إلى أن الفقيد الغالي شخصية وطنية بارزة في ذاكرة البحرين والعالم الإسلامي، وقد كانت لسموه بصمات واضحة وجليلة في تنفيذ رؤية حضر صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لمشروع إنشاء مركز عيسى الثقافي بكافة تفاصيله الجمالية والوظيفية. وقال الغريب: "لقد آمن سموه بدور العلم والمعرفة في تحقيق التنمية، فكان رحمه الله من السباقين إلى سن سنة حميدة حين أهدى المكتبة الوطنية التابعة لمركز عيسى الثقافي مجموعة غنية وزاخرة من الكتب والمراجع الخاصة به، والتي أمضى سنوات طويلة في البحث عنها وجمعها واقتنائها لتصبح منارة للعلم والمعرفة وإرثاً ثقافياً خالداً في مكتبة تحمل اسمه رحمه الله. وأوضح أن مركز عيسى الثقافي يؤمن بأن مكتبة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ستصبح مصدر إلهام للأجيال القادمة ووجهة أساسية للباحثين، تسهم في تعزيز قدراتهم الفكرية والمعرفية. وثمّن الغريب عالياً الدعم السخي الذي ساهم به ذوو المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لتطوير وتحديث المكتبة، مشيراً إلى أن ذلك يجسد بادرة نبيلة تعكس الاهتمام المستمر بالتعليم والثقافة، وتؤكد مواصلة مسيرة الراحل لرفد المجتمع بالعطاء النبيل. من جانبه، أكد الدكتور سعيد عباس السماك، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين، أن افتتاح مكتبة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة يأتي تتويجاً لإنجازات سموه البناءة في مملكة البحرين على كافة الأصعدة، وتقديراً لشخصيته الفذة ثقافياً وإسلامياً واجتماعياً التي ينهل الجميع من عطائها الطويل، موضحاً بأن تنظيم الجمعية لهذا الحفل يأتي ترجمة لأعمال وإنجازات سموه المشهودة. وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن حياة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، تضمن سيرته الخالدة وبصماته وإنجازاته ومسيرة حياته الحافلة بالعطاء، كون سموه مؤسس أول مكتبة عامة في البحرين، ومؤسس النادي الأدبي في المحرق، كان رجمه الله مشجعاً على العلم والمعرفة، ومهتماً بالبيئة والعمران والشريعة والفقه. كما رعى رحمه الله جمعية الحكمة للمتقاعدين، وتبرع بمكتبته الخاصة لمركز عيسى الثقافي، وأصدر العديد من المجلات والدوريات، وله عدة مؤلفات وكتب. بعدها تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ومعالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ومعالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، بتكريم الفائزين في مسابقة كتابة مقالات عن حياة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، وهم: دلال عيد لمقالها بعنوان (في عباب الموج.. ترجمة في صوت دلمون "الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة")، وحلا بشير لمقالها بعنوان (جذور راسخة وأمواج من العطاء)، ومنيرة خليفة لمقالها بعنوان (إنه رمز خالد). ثم شهد أصحاب السمو والمعالي والسعادة أبناء وأحفاد ذوو الفقيد الراحل، وكبار المسؤولين والمدعوين افتتاح مكتبة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، سائلين المولى العلي القدير أن يجزي سموه خير الجزاء على ما قدم لخدمة وطنه ودينه وأمته، وإعلاء شأن العلم وأهله، وأن يجعل أجر الانتفاع مما تضمه المكتبة من كتب ومؤلفات في شتى العلوم والمعارف صدقة جارية في ثواب سموه، معربين كذلك للقائمين على مركز عيسى الثقافي عن شكرهم وتقديرهم لاهتمامهم بهذه المكتبة الوقفية التي تحتضنها المكتبة الوطنية التابعة للمركز.