شهدت العلاقات الاقتصادية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي نموًّا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع هذه الدول في إطار استراتيجيتها “الحزام والطريق” التي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار عبر العديد من الدول.  الصادرات والواردات: الواردات: تعد الصين واحدة من أكبر شركاء التجارة لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تستورد منها هذه الدول مجموعة واسعة من السلع مثل الآلات، الأجهزة الإلكترونية، السيارات، الملابس، والمنتجات الاستهلاكية. الصادرات: من جهة أخرى، تصدر دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين منتجات أساسية مثل النفط الخام، الغاز الطبيعي، الألومنيوم، المواد البتروكيماوية، والمعادن. ففي عام 2022، بلغت التجارة الثنائية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 160 مليار دولار أميركي. تعتبر الصين واحدة من أكبر شركاء التجارة لدول المجلس، حيث تمثل حوالي  10 - 12 % من إجمالي التجارة الخارجية لدول الخليج. في العام  2023، زادت التجارة بشكل ملحوظ مع تعزيز الصين لموقعها في أسواق النفط والغاز الخليجية. الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط الخام من دول الخليج، وتستحوذ على نسبة كبيرة من إجمالي صادرات النفط الخليجية. الاستثمارات: تستثمر الصين بشكل متزايد في مشاريع البنية التحتية في دول الخليج في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، التي تشمل بناء الطرق والموانئ والمشاريع الصناعية. في المقابل، تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي في الصين في قطاعات مختلفة، مثل التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والصناعات الثقيلة.  الصين ودور الطاقة: النفط والغاز: تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط من دول الخليج، على سبيل المثال، في عام 2020، استوردت الصين حوالي 1.6 مليون برميل من النفط الخام يوميًا من السعودية فقط، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الإمارات والكويت وقطر. الغاز الطبيعي: تعتبر الصين أيضًا مستهلكًا رئيسيًا للغاز الطبيعي، وقد حصلت على كميات كبيرة من الغاز المسال من قطر. التعاون في المجالات الأخرى: التكنولوجيا والابتكار: الصين تلعب دورًا مهمًا في نقل التكنولوجيا إلى دول الخليج، خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، والشبكات 5G. كما أن دول الخليج تسعى إلى جذب الشركات الصينية للاستثمار في هذه القطاعات. المبادلات الثقافية والتعليمية: إلى جانب التجارة والاقتصاد، يزداد التعاون بين الصين ودول الخليج في مجالات الثقافة والتعليم، مع زيادة عدد الطلاب الخليجيين في الجامعات الصينية، وتبادل الفنون والمهرجانات الثقافية.  توقعات المستقبل: من المتوقع أن تزداد العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في السنوات القادمة، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد من جانب الصين للحصول على مصادر مستقرة للطاقة من منطقة الخليج، فضلاً عن النمو المتوقع في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية. تركز الصين على تعزيز التعاون مع دول الخليج في مشاريع التنمية المستدامة والطاقة المتجددة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الجانبين.