الولايات المتحدة الأميركية في المقدمة ودخول دول جديدة. الاقتصادات الناشئة تعمل بالفعل على تغيير وجه الثروة العالمية. ما يزال توزيع الثروة العالمي مركزا للغاية مع تزايد عدد الأشخاص الذين يراكمون ثروات هائلة في العام 2024. هناك 2,781 مليارديرا في العالم، يمتلكون ثروة صافية مجمعة تتجاوز 14.2 تريليون دولار. وهذا ليس فقط تعافيا من التحديات الاقتصادية في الماضي، ولكن أيضا للنمو السريع للأسواق الناشئة، خصوصا في قطاعات مثل التكنولوجيا والتمويل والتوسع الصناعي. وتشير الدول التي لديها أكبر عدد من المليارديرات بوضوح إلى أن القوى الاقتصادية الراسخة، مثل الولايات المتحدة، تستمر في القيادة، لكن دولا مثل الهند والصين تسد الفجوة، ما يشير إلى تحول في توزيع الثروة العالمية. وفي هذا التقرير نستعرض الدول التي لديها أكبر عدد من المليارديرات وأين تقف الهند في قائمة النخبة هذه، مع سبب حدوث ذلك وكيف تغير الأسواق الناشئة الثروة العالمية: الولايات المتحدة الأميركية تحافظ البلاد على مكانتها الرائدة في تركز المليارديرات مع 813 مليارديرا مذهلا، وإجمالي 5.7 تريليون دولار تمتلكها المجموعة بشكل جماعي. وقد ازداد عددهم بمرور الوقت، وفي الآونة الأخيرة، تم تسجيل زيادة كبيرة ناتجة عن المليارديرات الجدد، خصوصا أولئك الذين يعملون في مجالات التكنولوجيا والتمويل والتجارة الإلكترونية. ولطالما كانت الولايات المتحدة مركزا للابتكار وريادة الأعمال، ما خلق بيئة تسمح بالتراكم السريع للثروة. ومن بين النخبة الثرية في البلاد أباطرة التكنولوجيا وعمالقة التمويل ورجال الأعمال الناجحون الذين ساهموا في هذه الطفرة الهائلة في الثروة، فعلى سبيل المثال الرئيس التنفيذي لشركتي “Tesla” و “SpaceX” إيلون ماسك، هو أغنى رجل في الولايات المتحدة، بثروة صافية تبلغ 195 مليار دولار. الصين وبعد الولايات المتحدة، تأتي الصين بـ 406 مليارديرات، على الرغم من أن هذا الرقم أقل من السنوات السابقة. ويبلغ إجمالي صافي ثروة المليارديرات الصينيين 1.3 تريليون دولار، مع مؤسس شركة المياه المعبأة في زجاجات نونغفو سبرينغ، تشونغ شانشان، فهو الأغنى بقيمة 62.3 مليار دولار. ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض في عدد المليارديرات إلى الصراعات الاقتصادية، خصوصا آثار اللوائح الحكومية الصارمة، وتباطؤ الاقتصاد، وتقلبات السوق العالمية. ويعد الاقتصاد الصيني واحدا من أكبر الاقتصادات في العالم، لكن كل هذه المشكلات الاقتصادية بدأت تظهر على مستوى المليارديرات. ومع ذلك، ما تزال البلاد تلعب دورا مهما في المشهد العالمي للثروة، إذ يساهم المساهمون الرئيسون، بما في ذلك قطاعات مثل التكنولوجيا والتصنيع والعقارات، في ثروة المليارديرات. الهند وفي الهند، النمو هائل وشهد زيادة قدرها 200 ملياردير تبلغ ثروتهم التراكمية 954 مليار دولار. وهذا هو أعلى مستوى شهدته البلاد، ويمكن رؤية القوة الاقتصادية المتنامية للأمة عبر ثراء طبقتها. وساهم المليارديرات مثل موكيش أمباني، الذي يرأس شركة ريلاينس إندستريز بثروة صافية تبلغ 116 مليار دولار، في ارتفاع مكانة الهند على نطاق الثروة العالمية. ويعد نمو طبقة المليارديرات في الهند مؤشرا على توسع اقتصاد البلاد، الذي يغذيه التصنيع السريع، وصعود قطاع التكنولوجيا، وزيادة الاستثمار الأجنبي. كما أن توزيع الثروة في الهند أيضا انعكاس لديموغرافيتها المتغيرة؛ لأن عددا متزايدا من الأثرياء يخرجون من قطاعات مثل التكنولوجيا والتصنيع وتجارة التجزئة والطاقة. ألمانيا وروسيا ويقال إن ألمانيا وروسيا موطنان لما بين 120 و132 مليارديرا، ما يساهم بشكل كبير في انتشار الثروة على الصعيد العالمي. ويتمتع كلا البلدين باقتصادات مستقرة نسبيا حتى على الرغم من التوترات الجيوسياسية. ويبدو أن صناعات السيارات والتمويل والهندسة تضم عددا كبيرا من الألمان الأثرياء في أكبر اقتصاد في أوروبا؛ ألمانيا. وتظهر بعض الأسماء من بين هؤلاء، مثل ورثة ثروة سوبر ماركت Aldi و “Beate Heister” و “Karl Albrecht Jr”. وبالمثل، فإن روسيا لديها عدد كبير من المليارديرات، فعلى سبيل المثال، يسيطر أليكسي مورداشوف، قطب الصلب، على قسم كبير من الصناعة. وتتأثر بعض قطاعات الاقتصاد الروسي بعدم الاستقرار السياسي والعقوبات. ومع ذلك، ما تزال البلاد تحتل مكانة مهمة في توزيع الثروة العالمية. بعض الدول البارزة الأخرى إلى جانب اللاعبين الرئيسين، شهد عدد من البلدان الأخرى أيضا زيادات في عدد المليارديرات، ما زاد من التركيز العام للثروة، فتستضيف كل من إيطاليا والبرازيل وكندا وهونغ كونغ والمملكة المتحدة ما بين 55 و 73 مليارديرا لكل منها. وهذه دول تجارية مهمة ماليا وصناعيا، مع مليارديرات من تجارة التجزئة والتكنولوجيا والتمويل والتصنيع من بين آخرين، فعلى سبيل المثال، أغنى عائلة في كندا هي طومسون، تمتلك شركة إعلام ونشر، وتبلغ ثروتها الصافية 67.8 مليار دولار، أما الفرد الواحد في هونغ كونغ، فهو لي كا شينغ، وهو من أقوى رواد الأعمال في آسيا، ولديه صافي ثروة يصل إلى 37.3 مليار دولار. إن مجموع سكان هذه البلدان، حتى بعدّهم في قائمة المليارديرات، ليس الأكبر جدا، ومع ذلك فهم يساهمون بجزء كبير من جيب الثروة في العالم. ارتفاع أعداد المليارديرات في الاقتصادات الناشئة أحد أكثر الاتجاهات اللافتة للانتباه التي تبرز هذه البيانات هو تركيز الثروة والتحول في التوزيع العالمي للثروة. وما تزال الولايات المتحدة تهيمن. ومع ذلك فإن البلدان الأخرى، خصوصا الأسواق الناشئة مثل الهند، تزيد بسرعة من عدد المليارديرات. وتعكس الهند، على خصوصا، تحولا أوسع نطاقا في الاقتصاد العالمي، إذ تكتسب الاقتصادات الناشئة نفوذا متزايدا في التجارة والتمويل العالميين. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والصين وأوروبا ما تزال تمثل عددا كبيرا من المليارديرات، فإن الاقتصادات الناشئة مثل الهند والبرازيل تعمل بالفعل على تغيير وجه الثروة العالمية. ويغذي هذا الاتجاه النمو الاقتصادي، والتوسع الصناعي، والابتكار في التكنولوجيا، والصناعات الجديدة الناشئة. التوزيع العالمي المتغير للمليارديرات مدفوعا بالنمو الاقتصادي والديناميكيات الجيوسياسية   يتحول التوزيع العالمي للمليارديرات استجابة للتغيرات في النمو الاقتصادي والإبداع التكنولوجي والديناميكيات الجيوسياسية. وما تزال الولايات المتحدة هي اللاعب المهيمن من حيث عدد المليارديرات، لكن الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين بدأت في إحداث تأثير أكثر أهمية. وتتركز الثروة الإجمالية التي يحتفظ بها أصحاب المليارديرات في العالم الآن في أيدٍ أقل، ما يسلط الضوء على الفرص والتحديات التي تفرضها الاتجاهات الاقتصادية العالمية. وتعكس هذه الاتجاهات التطور المستمر للاقتصاد العالمي، إذ تساهم القوى الاقتصادية القديمة والجديدة في تكوين الثروة وتوزيعها. ومع انتقالنا إلى العقد المقبل، سيستمر مشهد المليارديرات العالمي في التطور، مدفوعا بصعود الأسواق الناشئة والابتكارات التكنولوجية والنظام الجيوسياسي المتغير. ويوفر فهم توزيع الثروة بين المليارديرات رؤى أساسية بشأن حالة الاقتصاد العالمي والاتجاه المستقبلي لتكوين الثروة في جميع أنحاء العالم. وجود 369 امرأة بين 2,781 مليارديرا وشهد هذا العام فترة ازدهار للمليارديرات على مستوى العالم، إذ انضم 141 وافدا جديدا إلى نادي “فوربس” للمليارديرات، ليصل العدد الإجمالي إلى 2,381 عضوا، وبلغت ثروتهم مجتمعة 14.2 تريليون دولار، وهو رقم غير مسبوق، بزيادة قدرها تريليوني دولار مقارنة بالعام 2023، و1.1 تريليون دولار فوق الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2021. وتضمنت قائمة المليارديرات في “فوربس” للعام 2024، 369 امرأة بين 2,781 مليارديرا، ما يسلط الضوء على وجودهن المتزايد، وإن كان ما يزال محدودا. ويذكر أن 46 امرأة ظهرن لأول مرة في القائمة هذا العام، مستفيدات من عوامل مثل ارتفاع قيم الأسهم والميراث. وسلط التقرير الضوء على أن النساء يمثلن الآن 13.3 % من المليارديرات في العالم، بزيادة ملحوظة عن 12.8 % في العام 2023، عندما دخلت 337 امرأة القائمة. وللمليارديرات مجتمعات، وهن رائدات في مثل التمويل والاستثمار والبيع بالتجزئة والملابس والتصنيع، صافي ثروة تبلغ نحو 1.8 تريليون دولار، بزيادة قدرها نحو 240 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي. وتصدرت الولايات المتحدة الترتيب بـ 119 مليارديرا، تليها الصين في المرتبة الثانية بـ 44 مليارديرا، وتحتل ألمانيا المركز الثالث بـ 35. وللسنة الرابعة على التوالي، أغنى امرأة في العالم هي فرانسواز بيتنكورت مايرز، وريثة لوريال من فرنسا. وعلى مدى الأشهر الـ 12 الماضية، ارتفعت ثروتها بمقدار 19 مليار دولار، ليصل صافي ثروتها إلى 99.5 مليار دولار، وهو أكبر مكسب بين النساء في قائمة 2024. المصادر: http://timesofindia.indiatimes.com http://africa.businessinsider.com