حظيت البحرين عبر تاريخها بكوكبة متميزة من الشخصيات الوطنية الاقتصادية، التي استطاعت أن تحفر اسمها في سجلات الاقتصاد الوطني البحريني، لقد دعمت هذه الشخصيات الاقتصاد البحريني بمبادرات كبيرة وأعمال جليلة، وامتدت أياديها البيضاء إلى أعمال الخير، تاركة بصمات واضحة في هذا المجال.
وإيمانًا من مؤسسة البلاد الإعلامية بأهمية إبراز الدور الكبير الذي قامت به هذه الكوكبة من العوائل والبيوتات التجارية، ورجال الأعمال العصاميين، فإنها تستمر في مبادرتها قائمة «وجوه الخير وأعمدة الاقتصاد الوطني» لعام 2024، تأتي هذه المبادرة لتسطّر أبرز إنجازات هذه الشخصيات، ولتبقى محفورة في ذاكرة الوطن.
وبعد النجاح اللافت للنسخة الأولى، تطلق مؤسسة البلاد النسخة الثانية من هذه المبادرة، التي تسلّط الضوء على أسماء الجيل الأول المؤسس، ممن كانت حياتهم العصامية ملهمة لمختلف الأجيال المتعاقبة، والتي كانت بصماتهم في تأسيس معالم الاقتصاد الوطني لمملكة البحرين واضحة، وأرسوا قواعد الأعمال التي توارثتها الأجيال اللاحقة، كما تسلّط المبادرة الضوء على من حمل الراية من بعدهم، وواصلوا المسيرة للحفاظ على إرثهم التجاري.
وقد شهد العام 2024 رحيل خمسة من أبرز رجال الأعمال وأعمدة الاقتصاد الوطني، الذين تركوا إرثًا خالدًا بأعمالهم وإنجازاتهم. يتقدمهم المرحوم فاروق بن يوسف المؤيد، الذي كان رمزًا للريادة في الاقتصاد والعمل الخيري، والمرحوم أحمد بن منصور العالي، الذي عُرف بتفانيه في دعم الاقتصاد والخير، والمرحوم عبدالرحمن بن محمد جشمير، الذي ترك بصمات ملهمة في قطاع الأعمال والخدمات المجتمعية. كما فقدت البحرين المرحوم محمد بن عبدالله المناعي، الذي دعم التنمية الاقتصادية بمبادراته الرائدة، والمرحوم رسول بن عبدالعلي الجشي، الذي عُرف بعطائه الكبير والتزامه بخدمة الوطن.
وتخصص مؤسسة البلاد جزءًا خاصًّا لهؤلاء الراحلين في النسخة الثانية من المبادرة، مساهمة منها في تخليد ذكراهم وتقديم نبذة عن أبرز إنجازاتهم خلال حياتهم المعطاءة. إن هذه المبادرة ليست فقط توثيقًا لمسيرتهم، بل هي أيضًا رسالة تقدير ووفاء لكل من ساهم في بناء الوطن ورفعته.