إنشاء المعهد السعودي البحريني للمكفوفين في العام 1974 كأول مؤسسة للمكفوفين بالبحرين
إنشاء مركز الصداقة للأطفال المكفوفين أوائل التسعينات
نحتاج لتحديث التشريعات الحالية لزيادة توظيف المكفوفين
أماكن كثيرة تفتقر للعلامات الأرضية الخاصة بالمكفوفين
ألعب كرة القدم وأمارس قيادة الدراجة كأي شخص مبصر
تعد مملكة البحرين من الدول السباقة في الاهتمام بذوي الإعاقة البصرية، والسعي في دمج المكفوفين مع المجتمع، إذ تعد من الدول الرائدة في استخدام طريقة برايل لتمكين المكفوفين من القراءة والكتابة.
فقد أنشأت مملكة البحرين أول مؤسسة خاصة للمكفوفين في العام 1974، وهي المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، الذي سعى منذ افتتاحه لتعليم طريقة برايل، واحتضن هذا المشروع الإنساني جميع مكفوفي الخليج، إضافة إلى بعض أبناء الدول الأخرى، وساهم في تعليم المكفوفين لمواصلة دراساتهم العليا، وتأهيلهم من أجل العمل، ورعايتهم وتوجيههم، وإبراز دور الكفيف في المجتمع عبر المشاركة في الأنشطة الداخلية والخارجية المختلفة.
وبعدها تم إنشاء مركز الصداقة للأطفال المكفوفين، المسمى سابقا باسم روضة الصداقة للمكفوفين، في العام 1990 - 1991، والمركز مؤسسة تعليمية تابعة لجمعية الصداقة للمكفوفين، تعمل على تأهيل وتمكين وتعليم الأطفال من سن الثالثة حتى سن السابعة لدخول المدارس؛ عن طريق تعليمهم أساسيات طريقة برايل والمهارات الأساسية التي يحتاجون لمعرفتها.
وتولي مملكة البحرين المكفوفين كل الاهتمام والرعاية؛ إيمانا منها بالدور الذي يقومون به في المجتمع، إذ يعكس الاحتفال باليوم العالمي للغة برايل في 4 يناير من كل عام، تأكيد أهمية القراءة والكتابة بالنسبة للمكفوفين وضعاف البصر، إلى جانب الاعتراف بأهمية تلك اللغة في تمكين المكفوفين من التواصل، والحصول على المعرفة والعلم، وفي هذا الصدد حاورت “البلاد” عضو مجلس إدارة جمعية الصداقة للمكفوفين عبدالعزيز الحمري. وإليكم نص الحوار:
كيف تصف لنا حياتك اليومية كشخص كفيف؟
إنسان يسعى لصنع الأثر هذا هو مختصر الكلام، فأنا أعيش حياة طبيعية جدا أسوة بالشخص المبصر، فكثير من الأشخاص يشعرون بالاستغراب عندما يعلمون بأنني أمارس رياضة كرة القدم وقيادة الدراجة الهوائية، وكل ما يستطيع الشخص المبصر فعله أتمكن من عمله بشكل طبيعي.
السمع أهم حاسة يعتمد عليها الكفيف في التنقل
يُقال إن الشخص الكفيف يتمتع بحواس أقوى من الشخص المبصر، فهل يمكنك تأكيد صحة هذا القول؟
نعم، بالطبع، يتمتع الشخص الكفيف بحاسة حسية عالية مقارنة بنظيره المبصر، إذ يحصل على تدريبات متخصصة لتعلم كيفية التعامل مع حواسه المتبقية عبر البرامج التدريبية، وبالتالي يتمكن الشخص الكفيف من تكوين ما يُسمى بـ “الخريطة الذهنية” للمكان.
ففي غياب البصر، لا يعتمد الكفيف على حفظ عدد الخطوات بين مكان وآخر، بدلا من ذلك، يُشكل في ذهنه صورة مكانية تسهل عليه التنقل، على سبيل المثال، قد لا يرى الكفيف المكان أو يتذكر عدد خطواته، لكنه يتعرف على موقعه بناء على شعوره بالمسافة التي قطعها، مثلما يفعل الشخص المبصر عندما يتنقل في مكان مألوف.
وتُعد حاسة السمع من أهم الحواس التي يعتمد عليها الكفيف في التنقل، فالأصوات الصغيرة والترددات التي تصدر عن البيئة المحيطة تساعده في استنتاج معلومات عن المكان؛ هل هو مفتوح أو مغلق؟ هل يوجد أشخاص أم لا؟ بالإضافة إلى ذلك، يمكنه التميز بين المساحات الكبيرة والصغيرة بناء على تردد الصوت وصدى المكان.
وعند دخول مكان جديد، مثل قاعة أو حديقة، يستطيع الكفيف الاستدلال على معالم المكان عبر الصوت الذي يسمعه، كما يمكنه تحديد ما إذا كان المكان مزدحما أو فارغا، ما يوفر له تصورا دقيقا للمحيط على الرغم من عدم قدرته على الرؤية، وقد يتم تدريب الأطفال المكفوفين على هذه المهارات منذ الصغر، إذ يعتمدون على السمع بشكل كبير بديلا للبصر.
وبذلك، يمكن القول إن السمع يعد البديل الأول للبصر بالنسبة للكفيف، إذ يظل السمع قادرا على توفير الكثير من المعلومات التي يحتاجها لتوجيه حركته وتحديد موقعه في البيئة المحيطة.
دمجي بالمدارس والجامعة صقل شخصيتي بشكل كبير
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في حياتك كشخص كفيف؟
لا ألاحظ وجود تحديات في حياتي، فأنا أعيش حياة طبيعية جدا أسوة بالأشخاص المبصرين، وتجاوزت التحديات بالخبرة وكثرة الاختلاط بالآخرين واكتساب المعارف والاعتماد على الذات، فحين يكون لدى الشخص القدرة على المبادرة فإن كل العوائق تزول من أمامه، إذ إنني لا أرى أن المبصرين أفضل مني، فقد تمكنت من الدخول في مجلس طلبة الجامعة وسط استغراب الطلاب وتساؤلاتهم عن ماهية إمكاناتي، ولكن التحدي الأوحد بالنسبة لي هو المواصلات، إذ إنني أحب التنقل كثيرا، وهذا ما يشكل عائقا أمامي، ويساعدني والدي فيه مشكورا.
كنت من أوائل الطلاب المكفوفين الذين تم دمجهم في المدارس الحكومية، هل لك أن تعرفنا على تجربتك الشخصية؟
التحقت في بداية تعليمي بروضة الصداقة للأطفال المكفوفين، وبعدها بالمعهد السعودي البحريني للمكفوفين لمدة 3 سنوات، والتحقت بالدراسة في المدرسة بصفوف الدمج في الصف الرابع، وبعدها أنهيت تعليمي الجامعي في صفوف الدمج أيضا، واكتسبت من هذه التجربة العديد من الأمور لاسيما أن صفوف الدمج كانت في بداياتها.
وأضف على ذلك، أنه في بداية تجربة الدمج لم يكن هناك تأهيل لا للمدارس ولا للمدرسين لاستقبال الطلبة المكفوفين؛ فكان الأمر يشكل صعوبة في بعض الأحيان لاسيما في المرحلة الدراسية الابتدائية والإعدادية، أما في المرحلة الثانوية فقد اختلف فيها الوضع تماما واكتسبت منها الخبرة في الحياة، خصوصا لأنني تلقيت تعليمي في مدرسة الهداية الخليفية، التي كانت تحتوي على عدد كبير من المعلمين الذين يعلمون الطلبة الكفيفين بداخل وخارج مملكة البحرين، كما تلقيت دعما كبيرا جدا من مدير المدرسة آنذاك، وتطوعت بتقديم المحاضرات التوعوية عن المكفوفين للطلاب المبصرين.
أما تجربتي الجامعية فمختلفة تماما وتشكل قصة جميلة استفدت منها وصقلت شخصيتي بشكل كبير، على الرغم من الصعوبات التي اعترضتها من ناحية بعض الاحتياجات المفترض وجودها لمساعدة ذوي الهمم في الجامعة.
هل نستطيع القول بأن صفوف الدمج مؤهلة الآن للمكفوفين بشكل أفضل من السابق؟
نعم، فصفوف الدمج في بداياتها لم تكن مؤهلة بشكل كبير من ناحية المدارس ولا المعلمين ولا حتى الإدارة، أما الان فالوضع اختلف تماما وأصبح أفضل بكثير من السابق، وأنا شخصيا أرى بأن تجربة الدمج شيء أساسي ولا بد منه، ولكن من المفترض أن يتلقى الطالب الكفيف تعليمه في البداية في المعهد من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الابتدائي، فيتعرف على طريقة برايل وفن الحركة والتوجه وأساسيات استخدام الحاسوب؛ حتى يحصل على كل المهارات أسوة بأقرانه، وينتقل بعدها لصفوف الدمج عندما يصل للصف الرابع الابتدائي أو الخامس.
لا مسوغ لإغلاق المسار العلمي أمام الكفيف فهو قادر على إثبات نفسه فيه
هل ترى أن الأنظمة التعليمية في مملكة البحرين داعمة بشكل كافٍ لاحتياجات المكفوفين؟
المواد التعليمة التي يتعلمها الطالب المبصر في مراحله التعليمية هي ذاتها التي يحصل عليها الطالب الكفيف، إلا أن هناك إشكالية نسعى بشكل كبير إلى تغييرها منذ زمن وما زلنا لليوم لم نتوصل لأي حل بشأنها، وهي قبول الطلبة المكفوفين في المسار التعليمي العلمي، إذ لا يسمح للطالب الكفيف باختيار هذا المسار التعليمي، وفي رأيي الشخصي أرى بأنه لا يوجد مسوغ يقول بأن هذا المسار صعب على الطلبة المكفوفين، لاسيما أن هذا المسار قد فتح سابقا مرة واحدة وشكل إنجازا كبيرا للشخص الذي التحق به وتمكن من تحقيق نجاح لافت وأثبت به نفسه عبر تحقيقه معدل 97 %، وأثبت أن الطالب الكفيف يستطيع أن يتخصص بالمسار العلمي، إلا أنه تم إغلاق المسار بعد ذلك، وحاول العديد من المكفوفين الدخول فيه ولم يتمكنوا من ذلك.
وعلاوة على ذلك، إن التخصصات الجامعية محدودة جدا للطلبة المكفوفين، وتوجد بعض التخصصات بطبيعة الحال لا يستطيع المكفوف الالتحاق بها، إلا أن الكفيف يستطيع الالتحاق بالمسار التكنلوجي على سبيل المثال، وما زال هذا الأمر مرفوضا له على الرغم من أننا نتحدث اليوم عن التطور التكنولوجي الكبير، وبروز العديد من المحترفين في هذا المجال.
كم يبلغ عدد معلمي طريقة “برايل” في مملكة البحرين؟
اتبعت مملكة البحرين طريقة برايل للقراءة والكتابة منذ العام 1974 أي قبل 50 عاما، والآن يوجد أكثر من 30 معلما ومعلمة في وزارة التربية والتعليم متمكنين من تعليم هذه اللغة، وكذلك في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين.
الجمعية بصدد إنشاء مكتبة صوتية خاصة للمكفوفين
هل توجد مكتبة مخصصة للكتب بطريقة “برايل” في مملكة البحرين؟
لا، لا توجد مكتبة خاصة للمكفوفين في البحرين، إلا أننا في جمعية الصداقة للمكفوفين لدينا مكتبة تضم نحو 150 كتابا في جميع المجالات، مرتبة وفق نظام “ديوي العشري”، وبإمكان أي كفيف زيارتها والاستفادة منها، كما أن الجمعية بصدد العمل على إنشاء مكتبة صوتية خاصة للمكفوفين، إذ وضعنا الإطار العام لها وتبقت الآن الخطوات الأخيرة لإنشائها، خصوصا أن المكفوفين يتوجهون الآن إلى المحتوى الصوتي، وأضف إلى ذلك أن المعهد السعودي البحريني للمكفوفين يمتلك مكتبة أيضا بها العديد من الكتب بطريقة برايل.
الرياضيون سطروا إنجازات كبيرة في مسابقات كرة الهدف للمكفوفين
“التنمية الاجتماعية” تدعم المكفوفين بمبالغ مالية وأجهزة باهظة الثمن
ما هي أبرز الإنجازات التي قامت بها مملكة البحرين في ما يخدم المكفوفين؟
قامت مملكة البحرين مشكورة بالعديد من الأمور التي تمكن المكفوفين أو ذوي الإعاقة البصرية من الانخراط في المجتمع، فقد أطلقت اللجنة العليا لذوي الهمم الخطة الاستراتيجية الوطنية لتمكين ذوي الهمم في العام 2023، وهي مستمرة حتى العام 2027 في جميع المؤسسات الحكومية والوزارات، كل بحسب البرامج التي لديها في ما يعنى بالمكفوفين. (
وفي مجال تعليم المكفوفين، حققت مملكة البحرين تقدما كبيرا وتعد من أوائل الدول على مستوى الشرق الأوسط في هذا المجال، إذ يعد المعهد السعودي البحريني للمكفوفين أول معهد على مستوى الخليج يستقبل طلابا من مختلف الدول العربية والآسيوية منذ تأسيسه في العام 1974 حتى 2006.
وتعد جمعية الصداقة للمكفوفين المؤسسة الأهلية التي تعنى بشؤون ذوي الإعاقة البصرية وتسعى لحل أي قضية تواجه المكفوفين، ويعد مركز الصداقة أول مركز على مستوى الخليج العربي يفتح لتعليم الأطفال المكفوفين، وكذلك روضة الصداقة التي افتتحت في العام 1991، وما زالت تواصل تقديم خدماتها حتى اليوم للأطفال المكفوفين، وتستقطب أطفالا من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية أيضا؛ بحكم عدم توافر المؤسسات التعليمية الخاصة بالمكفوفين في بعض المناطق.
وفي المجال الرياضي حققت مملكة البحرين تقدما ملحوظا وشوطا كبيرا في رياضة المكفوفين، خصوصا في التسعينات وبداية الألفية الجديدة، إذ حقق الرياضيون إنجازات كبيرة وحصلوا على مراكز متقدمة في مسابقات كرة الهدف للمكفوفين، وكانوا دائما في المقدمة على مستوى الخليج.
وفي المجال الاجتماعي، فإن وزارة التنمية الاجتماعية تدعم المكفوفين بتخصيص مبالغ مالية شهرية لهم، كما تسعى الجمعية بشكل مستمر في الحصول على دعم من المؤسسات والشخصيات لتوفير الأجهزة باهظة الثمن المعنية بطريقة برايل الإلكترونية.
هل هناك صعوبة في أن يحصل الكفيف على فرصة العمل المناسبة له؟
تسعى الجمعية بشكل كبير إلى توظيف المكفوفين وإيجاد إطار عام للتعاون مع المؤسسات، خصوصا القطاع الخاص، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى تفعيل التشريعات والقوانين الحالية، ومنها قانون العمل رقم 74 للعام 2006 الذي يلزم مؤسسات القطاع الخاص التي لديها 50 موظفا أو أكثر بأن توظف ما مجموعه 2 % من ذوي الإعاقة إذ لم يكن لها عذر مقنع، إذ إن أكثرية المؤسسات لا تلتزم بذلك على الرغم من أن الغرامة المنصوصة على المؤسسات التي لا تلتزم بذلك تتراوح بين 200 إلى 500 دينار، وما زالنا نعمل على التواصل مع مجلس النواب لإعادة النظر في القانون وتفعيله.
كما أن تغير متطلبات سوق العمل، وتطلبها لتخصصات معينة ومهارات محددة يقلص فرصة المكفوفين في الحصول على الوظائف التي يريدونها، خصوصا في ما تمت الإشارة إليه سابقا بأن الطالب الكفيف محصور في مجالات أدبية أو تجارية فقط، ما يضيق نقاط تحركه ويقلص من الفرص المتاحة أمامه للعمل مستقبلا.
نحتاج لتقنيات متطورة مثل الخرائط الصوتية لتحديد الأماكن
ما هي أبرز التقنيات التي يستخدمها الشخص الكفيف؟
نحن نستخدم الأجهزة والتقنيات مثل الأشخاص المبصرين، ولكننا نعتمد على الهواتف المزودة بقارئ شاشة، الذي يحول النصوص المعروضة إلى كلام مسموع، ما يتيح لنا سماع المحتوى وإعطاء الأوامر لاستخدام الجهاز بشكل طبيعي، وكذلك فيما يتعلق بالحواسيب والأجهزة الذكية، علاوة على أجهزة برايل الإلكترونية المزودة بأسطر إلكترونية.
ماذا أضافت التكنولوجيا والتقنيات والآلات لحياة الشخص الكفيف؟
ساهمت التكنولوجيا في تسهيل الحياة أمام الكفيف، إذ أصبح بإمكانه قراءة النصوص أو الاستماع إليها عبر تقنيات إلكترونية مختلفة، كما وفرت التكنولوجيا على الطلاب الكثير من الجهد والوقت، وسهلت عليهم هم حمل الكثير من الكتب في الحقائب المدرسية، لا سيما أن الكتاب الواحد بطريقة برايل يعادل كتابين لدى الطالب المبصر.
هل ترى أن حقوق المكفوفين مفعلة بشكل كبير في المرافق والمحال العامة؟
ليس بشكل كبير، إذ إن أكثر المحال والمرافق والأماكن العامة في البلاد تفتقر لوجود لوحات إرشادية أو ملصقات بطريقة برايل مقارنة ببقية الدول، التي تساعد الكفيف في حال عدم وجود مرافق معه على أن يعرف ما يوجد أمامه وأن يقرأه.
كيف يمكن تحسين الأماكن العامة لتلبية احتياجات المكفوفين وتعزيز استقلالهم؟
تُعد العلامات الأرضية الخاصة بالمكفوفين وسيلة فعالة تمنحهم القدرة على التنقل باستقلال وثقة، فهي تساعد الكفيف على معرفة وجهته أثناء التحرك دون الحاجة إلى مساعدة من الآخرين، ما يعزز اعتماده على نفسه.
ومع الأسف، في البحرين، ما تزال هذه العلامات غير متوفرة في العديد من الأماكن، خصوصا الأماكن العامة. وإذا تم توفيرها، ستُحدث فرقا كبيرا في حياة المكفوفين، وتمنحهم دافعا أكبر للاعتماد على أنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقنيات متطورة تُستخدم في بعض الدول، مثل الأجهزة المرتبطة بتطبيقات الهواتف الذكية، إذ ترسل تنبيهات للمستخدم أثناء تنقله، وتحدد الأماكن المحيطة به كما لو كانت خريطة صوتية، هذه التقنيات تُتيح للكفيف التحرك بحرية وبطريقة طبيعية، إذ تُصدر إشارات تنبيهية عند الوصول إلى مواقع معينة.
هل هناك أي مشروع يتم العمل عليه حاليا يتعلق بالعلامات الأرضية الخاصة بالمكفوفين؟
نعم بدأنا العمل على مشروع في جامعة البحرين لتهيئة الجامعة للمكفوفين، بالتعاون مع قسم المشاريع والصيانة ومبادرة “إشراقة” التابعة للجمعية؛ لتوفير العلامات الأرضية في كلية الآداب، وقد تم قطع شوط كبير في هذا المشروع، إذ سيصبح الكفيف قادرا على التنقل داخل الكلية بسهولة ودون الحاجة إلى مساعدة.
ما هي المدة التي يستغرقها الشخص لتعلم طريقة “برايل”؟
لا توجد مدة محددة وإنما تعتمد على طريقة التعليم وعلى الشخص نفسه، فالمعظم يتمكنون من التعرف على طريقة الكتابة والقراءة بشكل سريع عبر الالتحاق بالروضة التي بها يتم تعليم الأساسيات، بالإضافة إلى العديد من المهارات الأخرى في المعهد الذي يدرس الطريقة بشكل مكثف، بحيث يتكسب الكفيف جميع المعارف التي يحتاجها باللغتين العربية والإنجليزية.
ما مدى إمكان تعلم الشخص الذي فقد بصره حديثا لطريقة “برايل”؟
لا توجد صعوبة في تعلم القراءة والكتابة على طريقة برايل، ويعتمد ذلك على مدى تقبل الشخص لتعلم الطريقة والاستفادة منها، ويتم التركيز عليه بشكل أكبر عند التعلم لضمان إكسابه المهارات الأساسية كفن الحركة والتوجه، واستخدام التقنيات الحديثة مثل قارئ الشاشة.
هل يستطيع الكفيف التعرف على شكل ملامح الوجه عبر طريقة “برايل”؟
الأمر سهل فيما يتعلق بالأشكال الهندسية، أما ملامح الوجه لشخص محدد فيتطلب الأمر أن يتمتع الكفيف بحاسة حسية قوية جدا تمكنه من ذلك.