من المتوقع للطلب العالمي على النفط، أن ينمو بما يتراوح بين 0.4 مليون و1.3 مليون برميل يوميا في 2025، إذ أشار خبراء الاقتصاد والمحللون إلى ضعف الطلب من الصين وارتفاع الإمدادات العالمية، بالإضافة إلى أن أسعار الغاز الطبيعي ترتفع مع توقعات بزيادة الطلب. بدأت العقود الآجلة للنفط في العام 2025 بملاحظة إيجابية يوم الخميس، مدعومة بتوقعات بزيادة الطلب، مع آمال في أن تفي الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بتعهداتها بمزيد من تحفيز النمو في العام الجديد. لكن الحكومة الأميركية كشفت يوم الخميس، عن انخفاض في إمدادات الخام للأسبوع السادس على التوالي، ما ساهم في ارتفاع أسعار النفط، على الرغم من أن البيانات أظهرت أيضًا مكاسب كبيرة في إمدادات المنتجات البترولية. وفي الوقت نفسه، قدمت التوقعات بطقس أكثر برودة في العديد من أجزاء الولايات المتحدة، الدعم أيضًا لسوق الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي. تحركات الأسعار الأميركية ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير (CL00) (CL.1) (CLG25) بمقدار 1.41 دولار، أو 2 %، لتغلق عند 73.13 دولارًا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، وهو أعلى إغلاق في شهر منذ 14 أكتوبر، وفقًا لبيانات سوق داو جونز. كما ارتفع سعر خام برنت القياسي العالمي (BRN00) (BRNH25) في 2024 بمقدار 1.29 دولار، أو 1.7 %، ليصل إلى 75.93 دولارًا للبرميل في بورصة ICE Futures Europe. وارتفع سعر البنزين (RBG25) في 2024 بنسبة 2.1 % إلى 2.05 دولار للغالون، في حين ارتفع سعر وقود التدفئة (HOG25) بنسبة 1.6 % إلى 2.35 دولار للغالون، بينما استقر سعر الغاز الطبيعي لشهر فبراير (NGG25) عند 3.66 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بارتفاع 0.7 % عند التسليم. محركات السوق 2025 ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس 2 يناير 2025، مدعومة بـ “توقعات الطلب المتزايدة”، بعد أن رفعت إدارة معلومات الطاقة أخيرا توقعاتها للطلب على النفط إلى ما يقرب من المستوى القياسي لهذا الوقت من العام؛ وذلك بسبب الانخفاض الملحوظ في المخزون الأميركي، إذ ارتفع إجمالي الطلب على النفط في الولايات المتحدة بنحو 700 ألف برميل يوميًا من سبتمبر إلى 21.01 مليون برميل يوميًا في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2019، ومستوى قياسي لشهر أكتوبر. وساهمت التصريحات الصينية التي وعدت بسياسات أكثر استباقية لتحفيز النمو، في رفع التوقعات بزيادة الطلب على الطاقة. وفي حين تشير البيانات الأخيرة إلى نمو هامشي في نشاط التصنيع في البلاد، فإن قطاعات مثل الخدمات والبناء بدأت تظهر علامات التعافي، ما يشير إلى تعزيز تدريجي للاقتصاد الصيني، وهو ما يعزز الطلب على النفط. وفي الولايات المتحدة، يدعم الطقس البارد الطلب أيضًا، مع مخاوف من أن موجة البرد التي تضرب تكساس الأسبوع المقبل قد تزيد الطلب على الطاقة. وقد ارتفعت أسعار النفط الخام في ديسمبر، ما ترك خام غرب تكساس الوسيط بأداء ثابت تقريبًا للعام 2024، في حين خسر خام برنت 3.1 % للعام الثاني على التوالي. بيانات العرض أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها الأسبوعية بشأن إمدادات النفط في الولايات المتحدة يوم الخميس 2 يناير 2025، وكشف التقرير عن انخفاض مخزونات الخام التجارية المحلية للأسبوع السادس على التوالي، إذ انخفضت بمقدار 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر. وكان من المتوقع أن يظهر التقرير انخفاضًا قدره 2.4 مليون برميل في المتوسط، إذ أعلن معهد البترول الأميركي انخفاض مخزون الخام بمقدار 1.4 مليون برميل. كما أشارت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى مكاسب أسبوعية كبيرة في الإمدادات بلغت 7.7 مليون برميل من البنزين و6.4 مليون برميل من المقطرات. وتم توقع انخفاض المخزون بمقدار 300 ألف برميل من البنزين، وزيادة المعروض بمقدار 100 ألف برميل من المقطرات. وتشير البيانات، إلى أن “الزيادة المذهلة” في مخزونات المنتجات البترولية تسببت في “بعض التردد” بارتفاع أسعار النفط في 2025. وأضافت أن الزيادة في المخزونات كانت على الأرجح بسبب وضع الضرائب في نهاية 2024، ومن المرجح أن يتم تصحيحها في 2025. وتبين الإحصاءات أن إنتاج النفط الأميركي أنهى العام عند أقل قليلا من 13.6 مليون برميل يوميًا، وهو أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة، إذ يبدو أن درجات الحرارة الباردة الوشيكة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة ستزيد الطلب، ناهيك عن أن مخزونات الخام التجارية الأميركية انخفضت 15.5 مليون برميل هذا العام، وهو ما قابله نقل 39 مليون برميل إلى الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي. توقعات “أوبك +” أرجأت “أوبك +”، التي تضخ نحو نصف نفط العالم، زيادات الإنتاج في اجتماعها في وقت مبكر من 2025، ومددت تخفيضات الإمدادات لتتناسب مع الزيادة المتوقعة في الإنتاج العالمي. كما تستعد الأسواق لتحولات سياسية كبيرة، تشمل التعريفات الجمركية، وإلغاء القيود التنظيمية، وتعديلات الضرائب مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، أشار بعض المحللين إلى أن تنفيذ إدارة ترامب للعقوبات المشددة على صادرات النفط الإيرانية قد يقدم الدعم لأسعار النفط في الأمد القريب. وتتجه أسعار النفط في 2025 إلى إنهاء الخسائر التي شهدتها لعامين متتالين في 2024. فقد انخفض خام برنت بنحو 3 % هذا العام، ليقترب من 74 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.5 % ليقترب من 71 دولارًا للبرميل. نظرة اقتصادية من المتوقع أن يساعد ارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء في “أوبك” في الحفاظ على توازن السوق. وبينما يُتوقع حدوث تعافٍ اقتصادي في الصين، فإن التحول إلى المركبات الكهربائية قد يحد من نمو الطلب. وأعلنت “أوبك +” بدء زيادات إنتاج النفط لمدة ثلاثة أشهر حتى أبريل 2025، ما يعني تمديد التخفيضات الكاملة حتى نهاية 2026. وتشير التوقعات إلى أن نمو العرض من خارج “أوبك +” سيتجاوز نمو الطلب في 2025، ما قد يؤدي إلى تأخير إضافي في تخفيف التخفيضات حتى الربع الرابع من 2025.