تتطلب انتخابات رئاسة لبنان غالبية الثلثين “86 نائبا” في الدورة الأولى، فيما تكفي الغالبية المطلقة “65 نائبا” في الجولات التالية. ورغم الترقب لموعد الجلسة غدا 9 يناير 2025، يبقى المشهد غامضا، ما يفتح الباب لسيناريوهات عدة قد تؤخر حسم الشغور الرئاسي المستمر منذ 26 شهرا.
قبل الجلسة، ما تزال مواقف القوى السياسية غير واضحة، حيث تعقد حركة أمل وحزب الله مشاورات دون اتخاذ موقف حاسم بشأن ترشيح سليمان فرنجية أو طرح اسم آخر. في المقابل، تسعى قوى المعارضة لتقديم مرشح توافقي في ظل الجمود السياسي.
من بين الأسماء المتداولة، يأتي قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يحظى بدعم دولي كمرشح توافقي، لكن يتطلب انتخابه تعديلا دستوريا، مدير الأمن العام اللواء إلياس البيسري ووزير المالية السابق جهاد أزعور يعدان من الأسماء البارزة، حيث حصل أزعور على دعم المعارضة وحقق 59 صوتا في الجلسة الأخيرة.
النائب إبراهيم كنعان ووزير الداخلية السابق زياد بارود يتداولان كمرشحين وسط رغبة بعض القوى في تقديم خيارات توافقية، بينما يعد سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، مرشحا رئيسا في ظل تمثيله البرلماني الكبير، رغم المعارضة من بعض الأطراف، خصوصا حزب الله.
وسط هذه التحركات الداخلية، يقوم الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان والمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين بجولات دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى توافق بشأن الرئيس المقبل. المعلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة تميل إلى دعم جوزيف عون كمرشح توافقي لتجنب انهيار المؤسسات اللبنانية.
ومنذ استقلال لبنان بالعام 1943، شهدت الانتخابات الرئاسية تقلبات شديدة تأثرت بالصراعات الداخلية والتوترات الإقليمية، حيث توالت شخصيات عسكرية ومدنية على سدة الرئاسة، مع فترات فراغ رئاسي طويلة.