تطور غير مسبوق في التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية
التبادل التجاري تجاوز 518 مليون دولار وآفاق جديدة للتكامل الاقتصادي
24 اتفاقية تعزز التعاون بين البحرين وعُمان في مجالات شاملة
الأمن الغذائي أولوية مشتركة في العلاقات الاقتصادية البحرينية العُمانية
تعكس العلاقات التاريخية القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين الانسجام في المواقف المختلفة
الزيارة تسعى إلى رفد أواصر الأخوَّة والعلاقات التاريخيَّة المتينة
قال سفير سلطنة عُمان الشقيقة لدى مملكة البحرين فيصل بن حارب البوسعيدي، إن العلاقات التي تجمع بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين هي علاقات تاريخية متميزة وراسخة تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والمصير المشترك.
وأشار، في لقاء مع “البلاد”، إلى أن هذه العلاقات مبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة، وأصبحت نموذجا فريدا للأخوة الراسخة، فما يجمع بين البلدين من أواصر الأخوة والعلاقات المتميزة يشكل نموذجا فريدا يحتذى به عبر مسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك.
وأردف أن هذه العلاقات التاريخية القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين تعكس الانسجام في المواقف المختلفة، حيث تتشارك الدولتان وتتعاونان بشكل مستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وقد شهدت تلك العلاقات في السنوات الأخيرة تطورا هائلا وتقدما كبيرا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين. وفيما يلي نص لقاء “البلاد” مع سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين:
علاقات تاريخية
كيف تنظرون للعلاقة بين مملكة البحرين وسلطنة عمان بشكل عام على مُختلف الصعد؟ وما هي خصوصية العلاقة، والبلدان يحققان أعلى درجات التكامل والتميز في علاقاتهما الأخوية التاريخية؟
ترتبط سلطنة عُمان ومملكة البحرين بعلاقات تاريخية متميزة وراسخة تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والمصير المشترك، وأصبحت العلاقات بين البلدين الشقيقين تشكل نموذجا فريدا للأخوة الراسخة، وهي مبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة، فما يجمع سلطنة عُمان والمملكة من أواصر الأخوة والعلاقات المتميزة يشكل نموذجا يحتذى به عبر مسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك.
وتعكس العلاقات التاريخية القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين الانسجام في المواقف المختلفة. حيث تتشارك الدولتان وتتعاونان بشكل مستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وقد شهدت تلك العلاقات في السنوات الأخيرة تطورا هائلا وتقدما كبيرا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين.
ويرجع الفضل في تأسيس هذه العلاقات المتينة بين البلدين إلى المغفور لهما بإذن الله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد وأخيه أمير مملكة البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمهما الله، وانتقلت العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية في عهد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه ملك مملكة البحرين المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.
توحيد المواقف
وما أهمية زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى سلطنة عمان في الوقت الراهن؟
زيارة صاحب الجلالة الملك المعظم تؤسس لمرحلة واعدة من البناء الجاد والتعاون المثمر المشترك في مختلف المجالات وتؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين.
وهذا اللقاء الأخوي بين صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العالم، تغييرات وتحديات كثيرة وحالة من عدم الاستقرار بسبب ما تمر به المنطقة، وهو ما يستدعي مزيداً من التنسيق وتبادل الرؤى حول التحديات وسبل مواجهتها وتوحيد المواقف بين الأشقاء وخاصة في المحيط الخليجي.
إضافة إلى ما سبق فإن الزيارة تسعى إلى رفد أواصر الأخوَّة والعلاقات التاريخيَّة المتينة القائمة بأُسُسٍ جديدة قائمة على المصالح المشتركة، وتعمل على تطوير العلاقات بما يُلبِّي تطلُّعات وطموحات الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وتأتي في إطار حِرص من قيادتي البلدَيْنِ على تعزيز العلاقات الثنائيَّة، والأخذ بها إلى آفاقٍ أرْحبَ وأشملَ.
24 اتفاقية
وما أبرز المجالات التي شهدت تعاونا متزايدا بين البلدين في الفترة الماضية؟
لقد شهدت الزيارة السامية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى مملكة البحرين الشقيقة في أكتوبر 2022 التوقيع على 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، حيث تعد هي الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والبلدية والثقافية والتعليمية والبحثية والبيئية والسياحية والشبابية، وهذا ما تم العمل عليه خلال الفترة الماضية.
وفي العام المنصرم تفضل صاحب السمو ذي اليزن بن هيثم آل سعيد بزيارة أخوية لمملكة البحرين التقى خلالها صاحب الجلالة الملك المعظم، كما استعرض سموه مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، العلاقات الأخويّة الوطيدة التي تربط بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين، والسُّبل الكفيلة للدّفع بها لآفاق أوسع في مختلف المجالات.
كما التقى سموه خلال تلك الزيارة بسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب بمملكة البحرين، حيث جرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات وسبل تعزيزها لا سيما في مجال الشباب والرياضة بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين العماني والبحريني الشقيقين. إضافة إلى ذلك فقد شهدت الفترة الماضية تشكيل مجلس الأعمال العُماني البحريني، والذي بدأ عمله بوجود رجال أعمال من كلا البلدين لوضع رؤية متكاملة لتعزيز الاستثمار بين البلدين الشقيقين، مما ينعكس على رفع مستوى التبادل التجاري
التاريخ والتراث
إلى أين وصلت مجالات التعاون الثنائي في تنسيق المواقف الدولية في المحافل الدولية؟
في ظل العلاقات التاريخية المتطورة بين البلدين، تمثل مواقف سلطنة عُمان الداعمة للبحرين ومواقف مملكة البحرين الداعمة لسلطنة عُمان في جميع المحافل الإقليمية منها والدولية، والتي تعبر عن دلالة واحدة وهي أن علاقات البلدين تمثل نموذجا للعلاقات بين الدول، وأن مصادر التهديد والخطر مشتركة، ومن ثم فإنه يتعين مواجهتها معا، وأن ما يجمعهما من التاريخ والتراث والمصالح الحيوية، فضلا عن علاقات الأخوة والنسب والمصاهرة لا يمكن لأحد أن يفرقه أو العبث به، فالبلدان كيان واحد بهدف تحقيق الخير للشعبين الشقيقين.
وعلى الرغم من العلاقات التاريخية التي تربط بين عُمان والبحرين، ورغم التقارب الاجتماعي الكبير بين الشعبين الشقيقين إلا أن المرحلة القادمة من عمر المنطقة تحتاج إلى تعزيز مسارات تلك العلاقة بمسارات تنعكس إيجابا على طموحات وتطلعات البلدين”.
الأمن الغذائي
بخصوص العلاقات الاقتصادية البحرينية العمانية المشتركة، كيف تقيّمونها وكم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، وإلى أين وصل التكامل الاقتصادي بين البلديين؟
تعمل سلطنة عُمان ومملكة البحرين على استقطاب وتسهيل عمل المستثمرين في كلا البلدين، وذلك في قطاعات الصناعات الغذائية والاستزراع السمكي، إذ يشكل الأمن الغذائي من أهم أولويات الجانبين.
كما نتج عن هذا التعاون التجاري بين البلدين الشقيقين وصول التبادل التجاري بين البلدين لما يزيد عن 518 مليون دولار حتى نهاية العام 2023 بحسب ما أظهرته آخر بيانات رسمية للتبادل التجاري بين البحرين وسلطنة عُمان.
إضافة إلى ذلك فإن هناك خططا مستقبلية تهدف إلى تعزيز هذا التبادل، مع التركيز على خلق شراكات اقتصادية أعمق تلبي طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين.