أكدت فعاليات سياسية وصحافية عمانية لـ “البلاد”، أن زيارة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى سلطنة عمان ولقاءه سلطان عمان الشقيقة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، تجسد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، واصفين إياها بالتاريخية، والعميقة، والمتجذرة.
وأوضحوا أن هذه الزيارة ستنعكس إيجابا على المجالات الاقتصادية، والتجارية، وقضايا الاستثمار، إضافة إلى قضايا المنطقة، عبر التنسيق السياسي، في ظل منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لافتين إلى أن الزيارة تتواكب مع احتفال سلطنة عمان بمرور 5 سنوات من عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم.
رؤية مشتركة
وقال عضو مجلس الشورى بسلطنة عمان أحمد العبري لـ “البلاد”، إن “زيارة صاحب الجلالة الملك المعظم، إلى أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، تعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين”.
وتابع أن “هذه الزيارة ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل هي تجسيد للرؤية المشتركة والتعاون المستمر في مختلف المجالات بين البلدين”.
وأضاف العبري أن “هذه الزيارة تعد فرصة لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية، إذ يمكن أن تؤدي المناقشات بين القادة إلى توقيع اتفاقيات جديدة تعود بالنفع على الشعبين. كما أن تبادل الخبرات في مجالات مثل التعليم والصحة وتقنية المعلومات والسياحة من شأنه أن يحسن مستوى الحياة للمواطنين في كلا البلدين”.
وأردف العبري أن “العلاقات بين البلدين الشقيقين هي علاقات تاريخية وثقافية عميقة، تعود إلى قرون مضت، حيث تشترك في العديد من التوجهات السياسية والاجتماعية التي تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتعد نموذجا مميزا للتعاون العربي. علاوة على ذلك، فإن هذه الزيارة ستعزز من موقف البلدين في الساحتين الإقليمية والدولية، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، وستسهم في تحقيق الاستقرار والأمن، حيث إن وحدة الصف والتضامن بين الدول العربية من الأسس المهمة لمواجهة التحديات المشتركة”.
واختتم العبري بأن “زيارة ملك البحرين المعظم خطوة مهمة ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، كما أنها تعبير عن الروابط التاريخية وتعزيز للرؤية المستقبلية بين البلدين نحو شراكة استراتيجية تعود بالنفع على كلا الشعبين”.
عمق العلاقات
بدوره، قال رئيس اتحاد الغرف الخليجية الأسبق خليل الخنجي، إن “جلالة الملك المعظم، هو أول زعيم عربي يزور سلطنة عمان، وهي على أعتاب الاحتفالات بمناسبة تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في سلطنة عمان، ولهذا دلالة كبرى على عمق العلاقة بين مملكة البحرين وعمان عبر الزمان”.
وأردف الخنجي “من المتوقع أن تزدهر هذه العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بهذه المناسبة السعيدة، ومن المتوقع أيضا التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تعاون بين البلدين الشقيقين”.
وقال “يذكر أن التأشيرة الموحدة التي أقرها المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي، الذي صدر عن اجتماع قادة دول المجلس في 5 ديسمبر 2023، في القمة الخليجية الـ 44 التي عقدت في الدوحة، من المرتقب أن تدخل حيز التنفيذ بالعام 2025، بحسب جهوزية الأنظمة الداخلية لدول التعاون، وسيستفيد منها قطاع السياحة في البلدين، اللذين تربطهما خطوط طيران منذ أكثر من 75 عاما”.
روابط أخوية
وفي ذات السياق، أفاد الكاتب السياسي عضو مجلس الدولة العماني عوض باقوير، بأن “العلاقات العمانية البحرينية هي علاقات تاريخية راسخة، تمتد لقرون من التواصل الحضاري والاجتماعي بين حضارتين مهمتين في شبه الجزيرة العربية، وهما حضارة مجان في سلطنة عمان وحضارة دلمون في مملكة البحرين الشقيقة”.
وأضاف باقوير “من هنا فإن تلك الروابط الحضارية والاجتماعية والتجارية خلقت بعدا واضحا لتلك العلاقات الوثيقة، بحديث ذي شجون، حيث تعززت العلاقات بين مسقط والمنامة بالعقود الأخيرة، بنهضة طالت البلدين الشقيقين في جميع المجالات: الدبلوماسية، والاقتصادية، والثقافية، والتعليمية، والإعلامية، والاجتماعية. علاوة على الامتداد الاجتماعي والترابط الأسري الذي ميز تلك العلاقات الراسخة”.
وأردف أن: زيارات قادة البلدين تجسد الروابط الأخوية والانسجام في المواقف، بعلاقات تاريخية تضرب بجذورها في القدم. ولا شك أن الزيارة الرسمية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم إلى بلده الثاني سلطنة عمان، ولقاءه الأخوي بجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، تدخل في إطار تلك الروابط الاستثنائية”.
وأبان باقوير أن “آثار هذه الزيارة الميمونة سوف تنعكس على المجالات الاقتصادية، والتجارية، وقضايا الاستثمار، علاوة على قضايا المنطقة، عبر التنسيق السياسي في ظل منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ومن حسن الطالع أن تتواكب هذه الزيارة مع احتفال سلطنة عمان بمرور 5 سنوات من عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم”.
وأردف “من هنا، يعد التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين من المرتكزات الأساسية للقاء مسقط والمحادثات الحيوية التي سوف تُعقد بين قائدي البلدين والوفود الرسمية من البلدين، في ظل تنامي النشاط الاقتصادي والتجاري، وكذلك في مجالات الاستثمار والسياحة والتعليم والثقافة”.
وتابع باقوير “إن هذه الزيارة الكريمة تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين قيادات دول مجلس التعاون لدول الخليج، خصوصا أن السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، قام في العام 2022 بزيارة رسمية إلى الشقيقة مملكة البحرين، وهي زيارة كان لها أصداء ونتائج إيجابية”.
واختتم قائلا: إن القيادة العمانية والشعب العماني يترقبون الزيارة المهمة لجلالة الملك المعظم، التي من شأنها أن تخدم العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقضايا السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وتعزيز مزيد من التقارب والتعاون في شتى المجالات”.
عهد النهضة
إلى ذلك، قال الصحافي والكاتب بدر الكيومي، إن العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين تسودها المودة والوئام، والتواصل بين الشعبين دائما ما يملؤه الاحترام والاتساق، مستندين إلى ثوابت تاريخية راسخة ممتدة من قبل حضارتي مجان ودلمون.
وأضاف “إن زيارة جلالة الملك المعظم، لأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ترنو إلى ترسيخ هذا الوئام المشترك، في حدث بارز يعزز من هذه العلاقات الضاربة في عمق التاريخ، والأخوة الوطيدة، ويؤكد متانتهما”.
وتابع الكيومي “إن جلالة الملك المعظم يحل ضيفا شامخا، على عماد العلاقات المتينة التي تربط البلدين قيادة وشعبا على مر العقود، وتعبر عن أصالة وأواصر الأخوة والجوار والتاريخ المشترك”.
وأبان أن: العلاقات تعمقت وترسخت في عهد النهضة المتجددة، بالرغم من المتغيرات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، حيث حافظت مسقط والمنامة على مسار ثابت من التعاون البناء الذي يخدم شعبيهما، ويعزز من استقرار المنطقة”.
واستطرد: “إن هذه الزيارة الكريمة تتجاوز الطابع البروتوكولي، إذ تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية. فالبلدان الشقيقان يملكان إمكانات متميزة يمكن الاستفادة منها عبر تبادل الخبرات والاستثمارات المشتركة، في قطاعات عدة أبرزها قطاع الطاقة المتجددة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والابتكار، والبحوث العلمية، التي تشكل ركيزة أساس في خطط التنمية الوطنية لكل من البلدين، وأما على الجانب الثقافي، فترتبط عمان والبحرين بتراث عربي وخليجي مشترك يعكس تقارب الشعبين وارتباطهما الوثيق، مؤكدا أن الزيارات المتبادلة والأنشطة الثقافية المشتركة تعزز من هذه الروابط، ما يجعلها أساسا قويا لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي”.
وأردف أنه “عند قراءة لغة الأرقام، فإن التقارير الصادرة تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين عمان والبحرين منذ العام 2015، وصل إلى أكثر من 2.16 مليار ريال عماني (حتى سبتمبر الماضي)، كما أن حجم الاستثمارات المشتركة يعكس التزام الجانبين بتعزيز التعاون الاقتصادي”.
وأكمل الكيومي “إن ما يميز العلاقات العمانية البحرينية هو التفاهم العميق والتنسيق المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية في ظل التحديات الراهنة، كالتغير المناخي، والأمن الغذائي، والاقتصادي، حيث يمثل التعاون بين البلدين نموذجا يحتذى به لتحقيق التنمية المستدامة، والتصدي للتحديات المشتركة”.
واختتم الكيومي بالقول “إن الرغبة المشتركة بين القيادتين والشعبين في سلطنة عمان ومملكة البحرين تسهم دائما في تحقيق مزيد من التكامل لتجويد هذه العلاقة، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 ورؤية البحرين الاقتصادية 2030”.