اختار وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية والإدارية الدكتور عيسى ناصر النعيمي وصفًا له أبعاده في التعبير عما يمثله اليوم الدبلوماسي لوزارة الخارجية والمنتسبين إليها، ودور المناسبة الوطنية في تسليط الضوء على جهود مملكة البحرين في تعزيز مكانتها الدبلوماسية في العالم، فهذا الاحتفاء الذي خُصص بأمر سامٍ من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، كفرصة لنستذكر بفخر جهود رواد الدبلوماسية البحرينية الذين أسسوا نهج السياسة الخارجية للمملكة على الحكمة والاعتدال، وأرسوا دعائم علاقات دولية قائمة على التعاون والسلام. تحقيق رؤية القيادة الحكيمة وأضاف مثل هذا اليوم مناسبة وطنية نستحضر فيها باعتزاز الدور المحوري للدبلوماسية البحرينية في حماية مصالح الوطن والمواطنين داخل المملكة وخارجها، ودورها الحيوي في تعزيز مكانة البحرين إقليميًّا ودوليًّا، وفق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، حيث تعمل الدبلوماسية البحرينية، من خلال شبكة السفارات والقنصليات، بكل إخلاص على حماية حقوق المواطنين وتلبية احتياجاتهم، إلى جانب تقديم الرعاية للمقيمين على أرض المملكة، بما يعكس قيم مملكة البحرين القائمة على التآخي الإنساني.  كما يمثل هذا اليوم أيضًا دعوة لنا جميعًا، دبلوماسيين وإداريين، لمواصلة العمل الجاد لتحقيق رؤية قيادتنا الحكيمة، وتعزيز مكانة البحرين عالميًا، وضمان رفاه مواطنيها ودعم المقيمين، بما يرسخ مكانة المملكة الإقليمية والدولية، و فيما يلي نص اللقاء: ركيزة أساسية ماهي أبرز الخدمات القنصلية التي تقدمها وزارة الخارجية للمواطنين والمقيمين؟ - تعتبر الخدمات القنصلية التي تقدمها وزارة الخارجية في مملكة البحرين ركيزة أساسية في مهام الوزارة، لضمان تلبية احتياجات المواطنين والمقيمين، حيث تلتزم الوزارة بتوفير الخدمات الثابتة والشاملة في الداخل والخارج، وتشمل هذه الخدمات: رعاية مصالح المواطنين في خارج المملكة، وتقديم العون والمساعدة لهم في الحالات الطارئة، وإعادة جثامين المواطنين المتوفين في الخارج بتنسيق مع الجهات المختصة، وإدارة الحالات الطارئة كتسهيل نقل المصابين نتيجة الحوادث أو الطوارئ الصحية، ونقل جثامين المقيمين إلى أوطانهم بالتعاون مع السفارات والقنصليات.  كما تشمل إصدار واستبدال جوازات السفر لضمان استمرارية السفر، وإصدار تذاكر مرور خاصة لتيسير عودة حديثي الولادة أو في حال فقدان الجوازات، بالإضافة إلى التصديق على الوثائق الرسمية لضمان قبولها دوليًّا، ومتابعة القضايا القانونية للمواطنين بالخارج عبر تقديم الدعم القانوني والإرشاد اللازم.  وفي حين أن هذه الخدمات محددة نتيجة إطارها الدولي، إلا أن مساحة تحسينها وتطويرها تتمدد وتتوسع، حيث أطلقت الوزارة خدمة إلكترونية بالتعاون مع شؤون الجنسية والجوازات والإقامة والحكومة الإلكترونية، تتيح للمواطنين إصدار تذاكر مرور لبطاقة الهوية في حال فقدانها أو تلفها أثناء السفر إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمثل هذه الخدمة استجابة مدروسة للتحديات التي قد تواجه المواطنين البحرينيين خلال استخدامهم بطاقة الهوية، بما يجسد رؤية الوزارة في تقديم حلول ميسرة تعزز تجربة المستفيد من الخدمات القنصلية.   وقد أظهرت مؤشرات رضا العملاء الأخيرة لعام 2024 أن جهود الوزارة في تطوير خدماتها القنصلية أثمرت عن تحقيق نسبة رضا عام بين المستفيدين من مراكز خدمة العملاء بنسبة 98.92 %، الأمر الذي يحفزنا لمواصلة العمل والابتكار في تلبية الاحتياجات، وتقديم خدمات حكومية نموذجية.     قصص نجاح “القنصلي” ما أبرز قصص النجاح التي حققتها الوزارة في المجال القنصلي؟ - تنفيذًا للتوجيهات السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وتماشيًا مع أولويات برنامج عمل الحكومة (2023 - 2026) فقد تمكنت وزارة الخارجية من تسجيل مجموعة من قصص النجاح القنصلي لعام 2024.  وفي هذا الإطار، نفذت وزارة الخارجية عمليات إجلاء دقيقة وفعّالة لرعايا المملكة من مناطق النزاعات والكوارث مثل قطاع غزة، لبنان، وسوريا، بالإضافة إلى المناطق المتضررة من إعصار “ميلتون” في ولاية فلوريدا الأميركية، حيث تمت هذه العمليات بتنسيق دقيق مع الجهات المعنية محليًا ودوليًا، لضمان سلامة المواطنين وتقديم كل أشكال الدعم لهم حتى تأمين عودتهم سالمين إلى أرض الوطن.  علاوة على ما تقدم، اتخذت الوزارة خطوة نوعية بزيادة أفرع مكتب التصديقات ورفع كفاءة العملية، مما أدى إلى تقليص مدة إنجاز معاملات التصديق من 30 دقيقة إلى 7 دقائق فقط، الأمر الذي من شأنه أن يحسن تجربة المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، كما أطلقت الوزارة مبادرة بالتعاون مع وزارة الداخلية وهيئة تنظيم سوق العمل، تمثلت في تخصيص مساحة عمل داخل مقر الهيئة لتسهيل لقاءات البعثات الدبلوماسية غير المقيمة مع رعاياها في مملكة البحرين، الأمر الذي يأتي تجسيدًا للمبادئ ‏والقيم الإنسانية النبيلة التي تؤمن بها المملكة وتتبناها، بما يعزز التعايش والتآخي ‏والاحترام المتبادل  والتعاون المشترك.     التزام بضمان سلامة المواطنين ما التحديات التي تواجهكم خلال عملية إجلاء المواطنين الكرام من الخارج بسبب الكوارث والأزمات؟ - تختلف التحديات التي تواجه وزارة الخارجية خلال عمليات إجلاء المواطنين الكرام بحسب طبيعة الأزمة أو الكارثة، ففي النزاعات المسلحة والانفلات الأمني، تتمثل التحديات في حماية المواطنين أثناء التنقل في بيئات خطرة، والتعامل مع إغلاق المطارات أو الطرق الرئيسية. أما في الكوارث الطبيعية، فتبرز صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة ونقص وسائل النقل المناسبة، مما يفرض تحديات لوجستية إضافية.  إلى جانب ذلك، تظهر تحديات في إدارة التواصل مع المواطنين المتواجدين في مناطق الأزمات، لذلك تجدد وزارة الخارجية دعوتها لكافة المواطنين المسافرين إلى تسجيل بياناتهم في برنامج “وجهتي” لتيسير التواصل معهم في حالات الطوارئ، وتوفير الدعم اللازم لهم بسرعة وفعالية، إلا وأنه رغم هذه الظروف المعقدة، أثبتت كوادر وزارة الخارجية، في المقر والسفارات والقنصليات، قدرتها الفائقة وحرفيتها العالية في التعامل مع كل موقف بحكمة ودقة. ونجحت الوزارة في إتمام جميع عمليات الإجلاء، سواء في مناطق النزاعات مثل غزة ولبنان وسوريا، أو في الكوارث الطبيعية مثل إعصار “ميلتون” في فلوريدا. إن هذه الإنجازات ليست مجرد نجاحات لوجستية، بل تجسيد لالتزام الوزارة الراسخ بضمان سلامة مواطنيها في أصعب الظروف، مع تقديم الدعم اللازم لهم حتى عودتهم سالمين إلى أرض الوطن، التزامًا من الوزارة بتوجيهات القيادة الحكيمة وحرصها على تقديم الدعم والمساعدة لكافة المواطنين في الحالات الطارئة.