أكدت المختصة النفسية والأسرية ندى نسيم أن الأطفال في الخليج العربي يواجهون تحديات نفسية متعددة، تتطلب اهتماما مشتركا من الأسرة والمجتمع. وأوضحت أن أبرز التحديات الأسرية تتمثل في الخلافات داخل الأسرة، التي تؤثر على شعور الطفل بالأمان وتحرمه من أبسط حقوقه، مثل الحماية وتلبية احتياجاته الأساسية. وأضافت أن التوقعات الكبيرة التي يضعها الأهل، خصوصا في الجانب الدراسي، تزيد من الضغط النفسي على الأطفال، ما يجعلهم عاجزين عن تحقيق التوازن بين إمكاناتهم وطموحات ذويهم. وأشارت نسيم إلى أن التنمر يعد أحد التحديات البارزة التي يواجهها الأطفال خارج إطار الأسرة، خصوصا في المجتمعات الدراسية.  وأوضحت أن هذه الظاهرة تضعف ثقة الطفل بنفسه، ما يؤدي إلى آثار نفسية عميقة على المدى الطويل. وحذرت نسيم من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، مشيرة إلى أنه على الرغم من فوائد التكنولوجيا، فإن الاستخدام غير المنضبط لها يؤثر سلبا على الصحة النفسية للأطفال. وأوضحت أن ذلك قد يؤدي إلى القلق والتوتر واضطرابات النوم.  وتابعت “تفرض التكنولوجيا عزلة اجتماعية على الأطفال وتضعف مهاراتهم التواصلية”. وأوصت بضرورة توعية الأهل بخطورة الإفراط في استخدام التكنولوجيا، ووضع ضوابط واضحة تتضمن تحديد ساعات الاستخدام، واستبدالها بأنشطة حركية وترفيهية تعزز التوازن النفسي. وأشادت نسيم بأهمية اللعب والترفيه في تعزيز الصحة النفسية للأطفال، موضحة أنهما وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر والتخلص من القلق والغضب.  وأكدت أن اللعب الجماعي ينمي قيم التعاون والمشاركة، ويحفز الإبداع لدى الأطفال، ما يساهم في تحسين مهاراتهم العاطفية والاجتماعية. وفيما يتعلق بالحفاظ على القيم الخليجية الأصيلة وسط تحديات العولمة، أكدت ندى نسيم أن الأسرة تلعب الدور الأساس في ترسيخ القيم، عبر التربية الواعية والقدوة الحسنة.