يستقبلك إبريق يقدر عمره بنحو 1500 عام يعود إلى حضارة وادي الرافدين، ومجموعة من الأواني الفخارية التي تعود للعصر الصفوي بسمات زخارفها ذات اللونين الأزرق والأبيض في دار جامع الوثائق والمقتنيات التاريخية عبدالجليل أحمد السهلاوي، فيما تركن على الجدار منحوتة خشبية عمرها 500 عام من العهد العثماني حملت اسم النحات إسماعيل سادار.
وفد “البلاد”
وسنحت الفرصة لوفد “البلاد” في زيارة للدار بمدينة عيسى للحديث عن محتويات الدار وكذلك الاطلاع على محتوياتها التي ضمت قسمًا للوثائق، اللوحات الفنية، المخطوطات، المقتنيات التاريخية الفخارية، وإصدارات خاصة بقسم الصحافة، وضم الوفد كلا من سكرتير التحرير رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني راشد الغائب، وصحافي أول بإدارة التحرير سعيد محمد سعيد، ورئيس القسم الرياضي أحمد كريم، ورئيس قسم الثقافة والمنوعات طارق البحار، ونائب رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني علوي الموسوي، والمصورة سارة الحايكي.
بطاقات الدعوة
“الغرفة التجارية.. البحرين.. احتفاءً بزيارة العاهل السعودي الكبير جلالة الملك سعود المعظم.. تتشرف الغرفة التجارية بدعوتكم لحضور الحفلة التي ستقيمها تكريمًا لجلالته بحضور صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد الخليفة.. في دارها بباب البحرين في الساعة الثانية من مساء الاثنين (ليلة الثلاثاء) الموافق 9 شعبان سنة 1373 – 12 أبريل سنة 1954”.. تلك واحدة من بطاقات الدعوة التي تعد من الوثائق النادرة في دار السهلاوي، تجاورها نسخة من دليل التلفون لشركة البرق واللاسلكي المحدودة، وفاتورة شهر أبريل 1958 لاستهلاك المياه بأحد المنازل كلفتها 203 روبيات.
أواخر الخمسينات
في قسم المقتنيات الصحافية، وعلى سبيل المثال، حملت الصفحة الأولى من صحيفة الخليج الصادرة في الأول من أكتوبر 1956 خبرها الرئيس وعنوانه باللون الأحمر ”بولاندا تثور ضد أسيادها الحمر.. وثورة دموية تندلع في المجر”، وأعلى الصفحة برواز صغير “تباع في البحرين 10 صفحات – 6 آنات”، أما الصفحة الأولى من جريدة النجمة الأسبوعية الصادرة كل أربعاء عن شركة “البا” في عددها السابع والعشرين بتاريخ 24 يوليو 1957 ففيها أخبار عدة منها ”المعرض الزراعي الصناعي الثاني في مارس 1958”، وخبر عن انتهاء أعمال مساحة الطبقات الأرضية والمسح السيزموغرافي التابع لشركة الدلتا، وأخبار أخرى من قبيل ”حصول الأستاذ عبدالملك الحمر على بكالوريوس الآداب” و “تعيين الأستاذ أحمد بن علي الشوملي مساعدا لمدير مدرسة الصناعة”، وفيه خطأ مطبعي في العنوان “مدسة الصناعة”، وعلى العموم، فقد اطلع الوفد على نماذج متنوعة من الإصدارات الصحافية القديمة.
ملتقى رسمي
ومن المقترحات إلى الأفكار إلى الأحاديث التي أضاءت اللقاء، تحدث السهلاوي معبرًا عن أمنيته في أن تبادر جهة رسمية لتنظيم ملتقى رسمي دوري يتيح لجامعي المقتنيات والوثائق والتراث عرض ما لديهم من “كنوز”، يقدم فرصة للجمهور للاطلاع على الكثير من النوادر الثمينة، فقد جرت العادة على تنظيم ملتقيات بسيطة بين حين وآخر قد لا تكون بمستوى طموح الجامعين الذين يبذلون جهدًا كبيرًا في جمع المقتنيات والوثائق، ويضطرون للسفر إلى مختلف الدول للحصول عليها.
وأوضح أن فكرة الدار هي إتاحة المجال للباحثين والمهتمين للزيارة والاطلاع، قائلا “أعددت هذا الجزء من منزلي وأسميته دارًا فقد لا ينطبق عليه مسمى متحف، إلا أنه لدي الكثير من المقتنيات التي يصعب عرضها لصغر المساحة”، معبرًا عن سعادته بمبادرة صحيفة “البلاد” لزيارة الدار، وهي بمثابة تحفيز وتشجيع وتعريف للجمهور بالجهود المبذولة في جمع النوادر، خصوصًا تلك التي ترتبط بتاريخ وتراث وماضي مملكة البحرين.