قال المستشار السياسي والمتخصص في الشأن الأميركي، الدكتور أحمد الخزاعي، إن العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، ستشهد توترات جديدة مع بداية عام 2025، وهو صدام طبيعي يعكس خلافات سابقة بين الرجلين. الخلافات بين ترامب وباول ليست جديدة، إذ إن الرئيس المنتخب سبق أن انتقد باول بشكل علني، وأكد أن له الحق في التأثير على قرارات البنك المركزي. لكن الصدام هذه المرة قد يتعدى الانتقادات السابقة ليشمل مواضيع أكثر حساسية، مثل رؤية ترامب لدمج البيتكوين كجزء من احتياطي الفيدرالي، وهو ما يرفضه باول بشدة.
وأفاد الخزاعي أن ترامب يسعى إلى إدخال البيتكوين والعملات المشفرة في النظام المالي الأميركي كجزء من الاحتياطي الفيدرالي، في خطوة يرى فيها فرصة لتعزيز الاقتصاد الوطني. لكن باول يقف ضده، إذ يعتبر العملات الرقمية، مثل البيتكوين، غير ذات قيمة اسمية حقيقية مقارنة بالعملات التقليدية التي تدعمها احتياطيات مثل الذهب أو العملات الأخرى. ويعتبر باول أن مثل هذه العملات تتعارض مع سياسات الفيدرالي الأساسية، مما يزيد من تعقيد العلاقة بين الرجلين.
وأضاف الخزاعي أن هذا الخلاف، بالإضافة إلى تأثير سياسات ترامب الاقتصادية مثل فرض الرسوم الجمركية، قد يؤدي إلى زيادة التضخم، مما يجبر الفيدرالي على اتخاذ خطوات لمواجهة هذه الضغوط، مثل رفع أسعار الفائدة. وتوقع الخزاعي أيضاً أن تسعى الإدارة الجديدة إلى الحد من استقلالية الفيدرالي، أو الضغط لإعادة هيكلته في ظل الانتقادات المتزايدة التي تواجهه، مثل تلك التي طرحها إيلون ماسك حول "التضخم الوظيفي" في الفيدرالي.
وفي خضم هذه التوترات، تبقى السيناريوهات الاقتصادية غير واضحة، ولكن العلاقة بين ترامب وباول ستكون محورية في تحديد مسار الاقتصاد الأميركي في 2025، وسط الضغوط المتزايدة على الفيدرالي لضمان استقرار الاقتصاد الأميركي.