قال مدير وحدة أعمال في شركة أوميكسوم جريد الدولية علاء العروي، إن الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية في المنطقة والخليج العربي شهد قفزة كبيرة في الآونة الأخيرة، وذلك مع التحول الاستراتيجي نحو الطاقة المتجددة كحل بديل ومستدام للطاقة التقليدية. وأوضح أن دول الخليج خصوصا، تعزز استثماراتها في هذا المجال ضمن خططها الوطنية لتطوير مصادر طاقة نظيفة تلبي احتياجاتها المتزايدة.
وأشار إلى أن الشركة عملت على عدد من مشروعات الطاقة الشمسية في البحرين، مع التوجه نحو زيادة مساهمة الطاقة المتجددة من إجمالي إنتاج الطاقة.
وأضاف العروي أن هذا التوجه المتزايد نحو أنظمة الطاقة الشمسية يرافقه العديد من التحديات اللوجستية وسلاسل التوريد، إذ تعاني الشركات من صعوبة تأمين المواد اللازمة مثل المحولات الكهربائية، التي قد تتطلب فترات انتظار طويلة تصل إلى 5 سنوات في بعض الحالات. وأشار إلى أن المصانع العالمية تعمل بأقصى طاقتها الإنتاجية، ما يجعل من الصعب تلبية الطلبات المتزايدة بشكل سريع، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على جداول تنفيذ المشروعات.
وفيما يخص تكلفة المشروعات، كشف العروي عن أن الأسعار انخفضت بشكل كبير نتيجة التطور التكنولوجي، إذ تتراوح تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين 1.6 سنت إلى سنتين لكل واط، وهي أرقام مشجعة للمستثمرين في هذا القطاع. وأوضح أن هذه التكلفة التنافسية تختلف بناءً على الموقع والتكنولوجيا المستخدمة، ما يعزز فرص تنفيذ مشروعات جديدة بأسعار معقولة. وأكد أن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في المنطقة بحاجة إلى التركيز على إعداد مهندسين متخصصين في تقنيات الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات السوق المتنامية.
كما تطرق العروي إلى تجربة المغرب الرائدة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن شركته نفذت أكثر من 60 % من مشروعات الطاقة الكبرى في المملكة، بما في ذلك مشروع “نور”، أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في المنطقة. وأوضح أن هذه المشروعات تعكس رؤية طموحة لتعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، مستفيدًا من موارده الطبيعية وموقعه الاستراتيجي.
وأشار إلى أن زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة في الخليج تعد فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتكنولوجيا بين دول المنطقة. كما لفت إلى أهمية اعتماد خطط طويلة المدى لمعالجة التحديات المرتبطة بالتوريد والنقل؛ لضمان استمرار المشروعات وتنفيذها وفق الجداول الزمنية المحددة.
وأكد العروي أن التحول إلى الطاقة النظيفة يمثل فرصة واعدة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، لكنه يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومات والشركات لتجاوز التحديات الحالية. وأشار إلى أن شركته ملتزمة بدورها في تقديم حلول مبتكرة تخدم هذا التحول، مع التركيز على بناء شراكات استراتيجية تحقق المنفعة لجميع الأطراف المعنية.
يذكر أن شركة أوميكسوم جريد الدولية، هي شركة عالمية تنتمي إلى مجموعة فينسي إنرجي الفرنسية، إحدى كبرى المجموعات العالمية المتخصصة في البنية التحتية والطاقة، ومن بين أبرز مشروعاتها مشروع “نور” للطاقة الشمسية في المغرب، الذي يعد أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم.