أكد نائب الرئيس رئيس قسم الوقاية من الخسائر بشركة أرامكو السعودية، غسان أبوالفرج، في كلمته في مؤتمر ومعرض التطوير المهني الخامس عشر، والذي تعقده الجمعية الأميركية لمحترفي السلامة فرع الشرق الأوسط بالشراكة مع وزارة الداخلية، أن السلامة هي الركيزة الأساس لنجاح المؤسسات في جميع أعمالها ومشروعاتها. وقال إن هذه القيم هي التي تجعل النجاح مستدامًا وتمثل الأساس لكل خطوة تتخذها الشركة، من التخطيط وحتى التنفيذ، ومن البداية إلى النهاية. وأضاف: “السلامة ليست مجرد مبدأ، بل هي حجر الزاوية الذي يُشكّل مستقبل الأعمال ويحدد أدائها”.  وأوضح أبوالفرج أن المؤتمر، الذي يتناول موضوع “بناء مستقبل أكثر أمانًا”، يجسد فرصة لإعادة تأكيد الالتزام بالسلامة كقيمة محورية. كما أشار إلى أن التحديات المقبلة تتطلب العمل الجماعي واستغلال الفرص المتاحة لتطوير ممارسات السلامة، موضحًا أن النجاح في هذا المجال لا يمكن تحقيقه بشكل فردي. وحدد أبوالفرج 3 ركائز رئيسة يجب أن تعتمد عليها جميع الصناعات لضمان التفوق في السلامة وهي: تعزيز ثقافة السلامة، بناء القدرات البشرية، والاستثمار في التكنولوجيا الناشئة. وقال إن ثقافة السلامة تبدأ من القيادة وتمتد إلى جميع المستويات داخل المؤسسة. وأضاف: “بناء ثقافة سلامة قوية يعني منح الموظفين الثقة لممارسة مسؤولياتهم بجرأة، بما في ذلك استخدام سلطة إيقاف العمل عند الضرورة، دون الخوف من العواقب”. كما شدد على ضرورة أن تتحمل القيادة مسؤولية ضمان معايير السلامة وتحقيق نتائج ملموسة تتجاوز النوايا الطيبة. وأشار أبوالفرج إلى أن العنصر البشري يمثل الركيزة الأساس لأي برنامج سلامة ناجح، قائلاً: “الموظفون هم أثمن أصولنا، وضمان سلامتهم ورفاههم أمر لا غنى عنه لنجاح أي مؤسسة”. وأكد أهمية رفع كفاءة العاملين وتزويدهم بمهارات تجعلهم قادرين على تجاوز الامتثال للمعايير الأساسية، لتصبح السلامة جزءًا من قيمهم اليومية. كما لفت إلى أهمية الاستعداد للأخطاء البشرية وإدماجها في الأنظمة والإجراءات بشكل استباقي لتقليل تأثيرها. وتطرق أبوالفرج إلى دور التكنولوجيا المتقدمة في دعم أهداف السلامة، مشيرًا إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تفتح آفاقًا واسعة للتطوير. وقال إن تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية بدأت بإحداث تحول جذري، حيث تساعد في تقليل المخاطر، وتعزيز التنوع، ومنع الحوادث باستخدام المراقبة الآلية والتحليلات التنبؤية. وأوضح أن هذه التقنيات ليست فقط أداة لتعزيز السلامة، بل إنها تعيد تشكيل مفهومها بالكامل. وفي سياق ذلك، أشار إلى دراسة حديثة توقعت أن ما يصل إلى 30 % من ساعات العمل قد تصبح آلية بالكامل خلال السنوات الخمس المقبلة. واعتبر أن هذه التحولات تعزز الحاجة إلى الاستثمار في تطوير مهارات القوى العاملة لتمكينهم من التكيف مع متطلبات المستقبل. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) واختتم أبوالفرج كلمته بتأكيد أهمية التعاون الجماعي لتحقيق ثقافة سلامة مستدامة. وقال: “السلامة ليست مسؤولية فردية، بل جهد مشترك يتطلب تعاون القيادة والعاملين والمقاولين”. ودعا المشاركين إلى استغلال المؤتمر لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، قائلاً: “علينا أن نكون مستعدين لفتح الحوار، ومواجهة التحديات، ومحاسبة أنفسنا وشركائنا”.