قال الرئيس التنفيذي لمجلس الامتحانات الوطنية للسلامة والصحة المهنية البريطاني آندي شينستون، إن المجلس، الذي تأسس قبل خمسين عامًا، كان وما يزال ملتزمًا بتطوير واعتماد مجموعة واسعة من الشهادات والبرامج المهنية عالية الجودة، لتلبية احتياجات أماكن العمل الحديثة عبر مختلف الصناعات والقطاعات. وركز شينستون في كلمته أمام مجموعة من المشاركين في مؤتمر ومعرض التطوير المهني الخامس عشر، والذي تعقده الجمعية الأميركية لمحترفي السلامة فرع الشرق الأوسط بالشراكة مع وزارة الداخلية، والذي يُقام في المنامة على مدى 3 أيام، على القيادة والثقافة المهنية والمستقبل المستدام، مشيرًا إلى اقتباس من د. عبدالرحمن جواهري، الرئيس التنفيذي لشركة “بابكو للتكرير”، الذي وصف فيه أهمية الثقافة الوقائية في المؤسسات. وأوضح أن هذه الثقافة تنجح عندما يكون قادة المؤسسات داعمين بشكل كامل، مع التزام الإدارة الوسطى وتحملها المسؤولية، واندماج الموظفين والمقاولين في هذا النهج. وأكد أن الاتساق بين جميع مستويات المؤسسة هو المفتاح لتحقيق التغيير التنظيمي والحفاظ على مستقبل مستدام. وتطرق شينستون إلى مفهوم “القيادة في السلامة المهنية”، موضحًا أنها ليست مجرد أسلوب إداري، بل نهج متكامل يشمل وضع السياسات والإجراءات واللوائح التي تضمن رفاهية العاملين. وأشار إلى أن القيادة الناجحة تخلق بيئة تشجع الموظفين على الإبلاغ عن المخاطر أو الممارسات غير الآمنة دون خوف من العواقب، بل مع توقع الحصول على التقدير. وأكد أن تعزيز ثقافة السلامة يتطلب مكافأة الموظفين الذين يسهمون في الكشف عن المخاطر المحتملة، والاعتراف بمساهماتهم لضمان التزامهم بقيم المؤسسة ومساعدتهم في توقع المخاطر ومنعها قبل أن تتسبب في خسائر. كما أوضح شينستون أن تحقيق ثقافة السلامة يعتمد بشكل كبير على توفير التدريب والموارد اللازمة، مشيرًا إلى أهمية المشاركة الجماعية داخل المؤسسات لتحقيق النجاح. وتحدث عن التأثير الإيجابي لتبني ثقافة سلامة متينة على الإنتاجية والكفاءة، حيث أشار إلى أن المؤسسات الآمنة أكثر جاذبية للكفاءات وتوفر بيئة عمل مستدامة ومستقرة. وفي حديثه، استعرض شينستون تاريخ ثقافة السلامة المهنية، مشيرًا إلى أن حادثة تشيرنوبل كانت نقطة تحول أدت إلى ظهور مفهوم شامل لثقافة السلامة. وأكد أن القيادة الأخلاقية والعملية تلعب دورًا حاسمًا في دعم هذه الثقافة، عبر توفير الموارد، سواء كانت ميزانيات، أو كوادر بشرية، أو تقنيات حديثة. وأشار إلى أن غياب هذا الدعم من القادة يمكن أن يؤدي إلى تعثر الجهود والمبادرات وعدم تحقيق النتائج المرجوة. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) ولفت شينستون إلى أهمية الاستدامة كمفهوم متكامل في بيئات العمل. وقدم إشادة بنموذج منظمة الصحة العالمية لمكان العمل الصحي، الذي يركز على التعاون المستمر بين العمال والإدارة لتعزيز صحة وسلامة ورفاهية العاملين، مع مراعاة الاستدامة البيئية والاجتماعية. وأكد أن هذه المبادرات ليست مجرد إجراءات مؤقتة بل هي “دعوة مستمرة” تستوجب الحفاظ على الأداء العالي وتجنب مخاطر التراخي أو التهاون مع تحقيق النجاح.